كيفية بحث الأطفال الأنواع المختلفة من التربة

1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية

KFAS

التربة علوم الأرض والجيولوجيا

يجب أن يرى الأطفال عدة طبقات من التربة المكشوفة إذا كان ذلك ممكنا، ومن الاحتمالات الممكنة لذلك حفرة مكشوفة حديثا في موقع للبناء، أو جزء من شاطئ صخري.

وحينئذ سيلاحظ الأطفال أن خواص التربة تختلف باختلاف العمق، ويمكن صنع قطاع جانبي للتربة بلصق ((تثبيت)) نماذج من الطبقات المختلفة على شريط خشبي لمطابقة الصورة الأصلية.

 ويمكن جمع أنواع مختلفة من التربة من أراضي المدرسة، مضافا لها عينات من حدائق منازل الأطفال والمعلمين.

حيث إن أراضي النباتات المختلفة تنتج أنواعاً مختلفة من التربة، مثل الغابات الحولية (نباتاتها حولية تسقط أوراقها في مواسم معينة)، والغابات الصنوبرية، والأراضي الزراعية.

هذا ويُتطلب توفير عينات من التربة الطينية والرملية والتربة الصفراء والخصبة في المدرسة.. والنشاط الأولي في هذا المجال يجب أن يكون متشعبا تماما، حيث يحاول الأطفال معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن طريق استخدام التربة وملاحظتها، فيمكنهم التعليق على الاختلاف في لونها أو رائحتها.

وعما إذا كان ملمسها رطبا أو حُبيبيّاً أو زلقة أو صمغية أو باردة، وما إذا كانت الصخور من أحجام مختلفة، عما إذا كانت الصخور مأوى للعديد من المخلوقات، أو تحتوي على مواد نباتية فيها.

 

ويمكن توفير الماء وتشكيلة متنوعة من أدوات القياس والعدسات والمجاهر لبعض الأطفال لعمل اختبارات المقارنة، ويجب أن يقرر الأطفال طريقتهم الخاصة لتسجيل نتائجهم.

هذا الاستكشاف المبدئي سيمكّن الأطفال من معرفة المكونات الأساسية للتربة، ومناقشة المعلم في كيفية اختبار التربة بتوسع أكثر، مثل الاختبارات البسيطة على نسبة الجزيئات المختلفة الحجم، وكمية المواد العضوية فيها، والاختلاف في صرف الماء والحموضة.

ويمكن رؤية الكميات المقارنة ن المواد غير العضوية والمواد العضوية بتقليب كميات من التربة في الماء، ثم تركها لتستقر، حيث يملأ مرطبان ذو غطاء إلى منتصفه بإحدى عينات التربة، ويجب استخدام نفس الحجم لكل عينة من التربة ليمكن مقارنة النتائج مباشرة، ثم تملأ بعد ذلك بالماء إلى ثلاثة أرباعها، ويهز المرطبان بشدة، ثم يترك ليستقر ليوم كامل، وستستقر المواد بحيث يكون أكبرها في القاع، وأي مادة عضوية ستطفو في الأعلى لأنها أخف (شكل 8-2).

ويمكن عندئذ قياس كل طبقة، ومقارنة أنواع التربة المختلفة، كما يمكن إزالة القطع التي تطفو في الأعلى ودراستها بالعدسات أو الميكروسكوب، لملاحظة أنها مواد نباتية ميتة في أساسها.

 

وطريقة أخرى لاكتشاف نسبة أحجام الجزيئات في أنواع التربة المختلفة، هي باستخدام عينات من الوزن نفسه من المادة الجافة، بحيث يستخدم المنخل والشباك كبيرة الفتحات أولا، فيوضع فيها التربة وتقلب وتهز، ويتم وزن القطع الصخرية المحجوزة في المنخل، ثم تستخدم المناخل الأدق تدريجيا على ما تبقى من التربة.. وسيلاحظ الأطفال أن التربة الرملية ستفقد الكثير من الجزيئات خلال المنخل الأول، ولكن التربة الطينية ستحوي العديد من الجزيئات المتناهية في الصغر.

التربة الصالحة للزراعة تحتفظ بجزء من الماء، ولكنها أيضا تسمع بتسرب الجزء الآخر، وقد يفكر الأطفال بتجربة مضبوطة لاختبار أي أنواع التربة تحتفظ بالماء بصورة أفضل.

وإحدى الطرق هي بتجفيف التربة أولا، ثم وضع عينات متساوية الوزن منها في أطباق متشابهة، ثم يتم وزن الأطباق والتربة، ثم يصب الماء فوق التربة لملء الأطباق، وبعد ترك الأطباق لمدة ثلاث دقائق تقريبا يصب الماء الزائد مع التأكد من عدم ضياع أيٍّ من التربة في هذه العملية، ثم يتم وزن التربة ثانية لاكتشاف كمية الماء التي احتفظت بها التربة..

كما يستطيع الأطفال وصف التغير في مظهر التربة، وإذا تركت العينات لمدة يومين أو ثلاثة أيام ثم أعيد فحصها، فسيلاحظ الأطفال أن التربة الطينية تصبح مشبعة بالماء وشديدة اللزوجة عندما تكون رطبة، وينتج تشققات عنها عندما تجف.

 

أنواع التربة المختلفة تحتفظ بكميات مختلفة من الهواء، ويعتمد ذلك على حجم جزيئات التربة. ويستطيع الأطفال في البداية اختبار الفرق بين حبات الصخر الكبيرة والصغيرة، والحصى والرمل، ولعمل ذلك يحتاجون أربع مرطبانات متساوية الحجم، تُملأ إلى نفس المستوى من عينات التربة المختلفة، ثم يصب الماء في المرطبانات لملئها تماما، ثم يصب الماء المتسرب في وعاء قياس لتسجيل الكمية، وستحتاج التربة لكمية أكبر من الماء في حالة وجود فراغات.

وما أن يفهم الأطفال القاعدة حتى يمكنهم اختبار عينات مختلفة من التربة بالطريقة نفسها، ويجب الحرص على عدم الضغط على عينات التربة أو هزها خلال العمل، لأن ذلك سيؤثر على الفراغات الهوائية.

كما أن صرف الماء يمكن قياسه بتوقيت معدل حركة الماء خلال التربة، ويمكن إعداد الأدوات كما هو موضح في شكل (8-3).

يُملأ الوعاء بعينة التربة، ثم تُصب كمية مُقاسة من الماء على أعلى التربة، وتُستخدم ساعة إيقاف تبدأ بالعدّ عند نفاذ أول قطرة من الماء فيها، ويتم إيقافها بعد مرور دقيقة من عدم نفاذ أي قطرة ماء. ويجب أن يتعرف الأطفال على التربة التي تصرف الماء بسهولة وسرعة.

 

وقد يعرف الأطفال أن الفلاحين والمزارعين يختبرون تربتهم لمعرفة إن كانت حمضية أو قلوية، لأن النباتات لها متطلبات كيميائية مختلفة، ويستطيع فريق من الأطفال دقيقي الملاحظة استخدام عدة المزارع لاختبار التربة.

وتستطيع مجموعات الأطفال تنفيذ الاختبارات المختلفة، وإعداد تقارير لبقية الفصل، ويجب عليهم دائما أن يتنبؤوا بما سوف يحدث في العمل، واقتراح طرق لتحسين كيفية أدائهم للعمل، وتقديم تفسير أو وضع فرض بعد أداء التجارب، كما يستطيع الأطفال دراسة كيفية تأثير الخواص المختلفة التي يلاحظونها على نمو كل من النباتات والحيوانات.

وعلى سبيل المثال، عندما تتشبع التربة بالماء فإن الحيوانات وجذور النباتات لن تحصل على الهواء، ولذلك فإن بإمكانهم فرض أن التربة التي لا تصرف الماء بصورة جيدة سيكون فيها حيوانات أقل من تلك التي تصرف الماء بصورة جيدة، ثم اختبار هذا الفرض.

 

ويستطيع الأطفال من خلال مناقشاتهم التنبؤ بأي أنواع التربة التي يعتقدون أنها الأفضل للزراعة، ثم اختبار ذلك. وإحدى الطرق هي بتحضير أوعية تحوي أنواعا مختلفة من التربة، ونفس العدد من البذور، ثم العناية بها جميعا بنفس الطريقة، ويتم أخيرا مقارنة نجاح معدل الإنبات، والحجم ونضارة النبات في الأوعية الثلاثة.

وقد يحاول الأطفال التجربة بأنواع مختلفة من البذور، مثل الرشاد والخس والفجل، كما يستطيع الأطفال اختبار مدى فاعلية نمو النبات عند تغير ظروف سقاية الماء في التربة نفسها، وفي هذه الحالة سيحتاجون لأوعية بنفس التربة، وخمس بذور في كل منها، ولكن كل وعاء يُسقى بطريقة مختلفة، فيمكن سقاية أحد الأوعية (10 مليلتر) كل ثلاثة أيام، في حين يُسقي الآخر (10مليلتر) كل يومين، والثالث يسقي (10 مليلتر) كل يوم، ويبقى الأخير مشبعا بالماء.

ويتم مرة أخرى تسجيل مدى نجاح النمو.. ويمكن عمل علاقة خطية توضح نمو الرويشات (المجموع الخضري)، وبعد أسبوعين تقريبا، يمكن إزالة النباتات وقياس كل من حجم الجذور والساق والأوراق بتفصيل أكثر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]