كيفية تطوّر الكتابة لدى حضارات العالم قديماً
2016 أصل العلوم ما قبل التاريخ
جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير
KFAS
التاريخ الأحافير وحياة ما قبل التاريخ
يحتاج الناس دوماً إلى توثيق الأحداث المهمة ومتابعة البضائع المخزنة أو المتاجر بها وكذلك الضرائب المجباة، ويعتبر الرسم أبسط أشكال التوثيق.
ويعتقد العلماء أن الرسومات على جدران الكهوف في منطقة لاسكو غروتو في فرنسا، والتي يعود تاريخها إلى ما بين ١٥,٠٠٠ و١٧,٠٠٠ سنة خلت، وتصور أنواعاً من الحيوانات ورجل، يعتقد العلماء أن هذه اللوحة توثيق لطقوس دينية.
وتمثل الرسوم القديمة ماهية الشكل المرسوم تماماً، فصورة «غزال» ، مثلاً يعني «غزالاً» ليس إلا. لكن، وتدريجيا، اكتسبت الرموز معانٍ مجردة أكثر لتتطور في نهاية المطاف إلى الكتابة.
طورت الكتابة كوسيلة لحفظ السجلات والتوثيق، وفي البداية مثلت الرسومات التعبيرية أبسط الأشكال في التعبير. فالشمس مثلاً عبر عنها بدائرتين متحدتي المركز، والماء رمز له بخط متموج.
ويمكن رسم هذه الرموز البسيطة بسرعة وتبقى مميزة مهما صغر حجمها. لكن، وبمرور الوقت، اتخذت الرموز معانٍ مختلفة، فالرمز الدال على «الشمس» أخذ أيضا معنى «النهار» وكذلك كان رمزاً للإله رع في مصر.
في المرحلة التالية اكتسب كل رمز معنى صوتياً إلى جانب المعنى التمثيلي، أو أنه اتخذ المعنى الصوتي فقط في بعض الأحيان. تسمى عملية تمثيل الصوت بصورة بالكتابة «الهيروغليفية» وقد طورها المصريون بأفضل صورة، حيث بدأ ظهورها، وذلك في حوالي عام ٣١٠٠ ق.م.
وبحلول عام ٢٧٠٠ ق. م. اتخذت الكتابة الهيروغليفية في مصر شكلاً معيارياً موحداً وبقيت مستخدمة لمدة تقارب ٣,٠٠٠ عام .
وفي حوالي التاريخ نفسه ظهر نظام كتابي آخر في بلاد الرافدين، وهي المنطقة الممتدة بين نهري دجلة والفرات (العراق حاليا).
ومثلما هو الأمر مع النظام الهيروغليفي، بدأ النظام الجديد بالكتابة التصويرية، لكنه اختلف في تطوره عن النظام الهيروغليفي نظراً لاختلاف أدوات الكتابة.
فالمصريون خطوا كتاباتهم على أوراق البردي مستخدمين الحبر والأقلام المصنوعة من أعواد القصب.
بينما استعانت شعوب بلاد الرافدين بأداة حفرٍ مدببة للكتابة على ألواحٍ طينية رطبة يرسمون عليها أشكالاً مستديرة أو أشكالاً ذات حواف. ولذلك عرف نظام الكتابة هذا بالكتابة المسمارية ودخلت الاستخدام في حوالي عام 2400 ق.م.
وتشمل الشعوب التي استخدمت الكتابة المسمارية السومريين والآشوريين والبابليين. ثم انتشرت الكتابة المسمارية في بلاد فارس حيث بقيت قيد الاستخدام لحوالي 2000 سنة.
أما أول ظهور لنظام هجائي حقيقي (النموذج الكنعاني) فكان في حوالي عام 1700ق.م.
في منطقة الشرق الأوسط. ومن هذا النموذج الفينيقي تطورت الأحرف الهجائية الفينيقية الـ 22 عام 1000 ق.م. تقريباً لترتقي في نهاية المطاف إلى الأحرف العربية والعبرية واللاتينية والإغريقية.
تطورت الكتابة الصينية من الصور أيضا، إذ كانت الصور تحفر على أسطح العظام والأصداف البحرية ثم تلقى في الهواء.
وكان الاعتقاد السائد أن الشكل الذي تتخذه العظام والأصداف بعد سقوطها على الأرض تبلغ رسالة من الآلهة أو من الأسلاف المتوفين.
شاع نظام الكتابة الصيني منذ حوالي عام ١٧٠٠ ق.م. وأضحت الكتابة الصينية أكثر تجريداً في عهد الأسرة الزهاوية (حوالي ١١٢٢ – ٢٥٦ ق.م.).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]