علم الفلك

كيفية تكوّن “المجرات الحلزونية” وتفسير سبب بقائها لمدة طويلة

1996 نحن والكون

عبد الوهاب سليمان الشراد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المجرات الحلزونية كيفية تكوّن المجرات الحلزونية علم الفلك

ومن خلال التمعن في الدوران المجري ، يبدو أننا أمام سؤال محير يرتبط بسبب تواجد الأذرع الحلزونية في المجرة. وعن كيفية نشوء المجرات الحلزونية.

فمن البيانات والأرصاد التي أمكن جمعها نعلم أن الأجزاء المختلفة من المجرات تدور بسرعات مختلفة ، فالشمس مثلاً أكملت حول المجرة عشرين دورة .

وتدور النجوم الأبعد من الشمس حول مركز المجرة بسرعات أبطأ كثيراً مما تدور به الشمس .

 

ويقودنا ذلك إلى نتيجة ؛ أن الأذرع  الحلزونية سوف تلتف بناءً على تباين سرعات الأجزاء المختلفة من المجرة : وعلى ذلك يتحتم بعد دورتين مجريتين فقط أن تصبح  الأذرع ملتفة بشكل كبير بحيث يؤدي إلى اضمحلالها .

ولكن ما نرصده فعلياً هو وجود الأذرع الحلزونية . فعلى الرغم من الدوران التفاضلي الظاهر في المجرات ، تضل الأذرع باقية لعدة سنوات مجرية ، ولكن ما سبب حدوث ذلك ؟

لقد أدى التناقض الواضح بين الأفكار المقدمة لتعليل تكون الأذرع الحلزونية وطول بقائها إلى حيرة العلماء لفترة من الزمن .

 

ويبدو أخيراً أن معضلة التركيب الحلزوني كانت في طريقها إلى التفسير، ولذلك نتيجة للأعمال والأبحاث الجادة المضنية التي تمت بين أواخر الستينات وأوائل السبعينات من هذا القرن ، والتي بدأها الفلكي السويدي بيرتل ليندبلاد B. Lindblad

حيث ركز هذا العالم جل اهتمامه وجهده لدراسة تراكيب المجرات الحلزونية ، وذلك بعد أن تابع وفحص الأرصاد القاطعة التي قام بها هبل في العشرينات.

ولقد افترض ليندبلاد أن الأذرع الحلزونية لمجرة ما ، لا تمثل إلا نمطاً متحركاً بين النجوم، وهي تماثل إلى حد كبير موجات الماء. 

 

فعندما تتحرك الموجات على سطح الماء فذلك يدل على أن جزيئات الماء المفردة تتأرجح صعوداً وهبوطاً بدوائر صغيرة ، وكذلك تتأرجح الفلينة الموضوعة في الماء بنفس طريقة تموج الماء.

أي أن الموجات تمثل خطاً متحركاً عبر الماء. وما ذكره ليندبلاد كان في الواقع إشارة لموجات الكثافة Density Waves في تعليله للسبب المحتمل للتركيب الحلزوني المميز .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى