كيفية تواجد صخر “الجرانيت” في الطبيعة
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
صخر الجرانيت كيفية تواجد صخر الجرانيت في الطبيعة علوم الأرض والجيولوجيا
تكون الصخور الجرانيتية أجساماً مختلفة الحجم تتراوح ما بين القواطع (الجدد) الصغيرة والسدود (جدد موازية لطبقات الصخور التي تخترقها) إلى الباثوليتات (كتل عظمى) الضخمة التي تحتل آلاف الكيلومترات المربعة والتي تتركز في قلب سلاسل الجبال المطوية ومناطق دروع ما قبل الكمبري في العالم.
وتوجد الأجسام الجرانيتية الصغيرة والمتوسطة الحجم على هيئة جذوع نارية أو كُتل سنامية (Stocks) وهي عبارة عن أجسام جرانيتية متداخلة تشغل مساحة في حدود عدة كليلومترات وتميل جوانبها بشدة جهة الخارج.
كما قد توجد هذه الأجسام على هيئة صخور منبسطة تعمل كغطاء لما تحتها أو شكل قباب أو بلوتونات ذات أشكال مختلفة. وفي الغالب تكون الصخور الجرانيتية مصاحبة لكتل عظمى من الجرانوديوريت والتوناليت.
وقد يوجد الجرانيت مع صخور الجابرو والصخور المتوسطة في تجمعات المعقدات الصغيرة الحجم نسبياً. كما قد يوجد مع صخور الجابرو والصخور المصاحبة له في الأجسام اللوحية السميكة الضخمة.
إن تكون صخر الجرانيت وأصل تكونه يعتبر من المشاكل الجيولوجية الرئيسية والتي تضاربت فيها الآراء وما زالت.
فقد ظهرت آراء كثيرة تخالف الاعتقاد بأن كل الصخور الجرانيتية قد تكونت من صهير حقيقي أو أن المصهورات المكونة لها قد نتجت فقط عن عملية التجمد التفاضلي للصهير البازلتي.
فقد أظهرت نتائج التجارب (بوين، وتتل، وبيُون) أن الجرانيت تكون من تجمد صهير سيليكاتي، إلا أن أصل هذا الصهير يعتبر كذلك تساؤلاً مثيراً للجدل.
فالصخور الجرانيتية ذات الانتشار الواسع جداً والتي تفوق غيرها من أنواع الصخور الأخرى في كمياتها يتطلب تكونها كميات هائلة من الصهير.
ولا يوجد من الأدلة ما يؤيد ذلك – كذلك فإن وجود التحزم في الصخور الجرانيتية وانتشار الكتل الصخرية الدخيلة فيها (المكتنفات) وعدم وجود تدرج من الكتل الجرانيتية إلى الصخور القاعدية. . . كل ذلك وغيره أدى إلى التفكير في ضرورة وجود عمليات أخرى مسئولة عن تكون الجرانيت.
وعلى ذلك فإن توجد ثلاث عمليات رئيسية أدت إلى تكوين الصخور الجرانيتية. وهذه العمليات الثلاث قد تلعب كل منها دورها منفردة أوتتشابك مع بعضها وهذه العمليات هي:
– الصهير – الأصل الناري أو الصهيري للصخور الجرانيتية.
– عملية التحول – الأصل التحولي للصخور الجرانيتية.
– عملية التحول السائل أو الإحلال الميتاسوماتي – الأصل الميتاسوماني للصخور النارية.
والجرانيت ذو الأصل الصهيري يتكون نتيجة عملية تبلر بطيء من الصهير الجرانيتي الموجود على أعماق كبيرة في باطن الأرض.
ونشأ الجرانيت ذو الأصل المتحول من عملية إعادة التبلور تحت تأثير كل من الحرارة والضغط لصخور رسوبية و بركانية تحولت إلى جرانيت.
وهناك أنواع كثيرة من الصخور الرسوبية والنارية تحولت وهي في الحالة الصلبة إلى صخور جرانيتية.
وذلك من خلال إضافة بعض العناصر كالعناصر القلوية والسيليكا مع استبعاد بعض العناصر الأخرى كالحديد والمغنسيوم والكلسيوم، وتعرف هذه العملية بالإحلال الميتاسوماتي، كما تعرف عملية تحول الصخور الرسوبية أو النارية إلى صخور جرانيتية بعملية الجرنتة.
وتجدر الإشارة إلى أنه ليست كل الصخور قابلة لعملية الجرنتة، ولكن ذلك يعتمد على التركيب المعدني للصخر الأساسي ومدى مناسبته لتكوين الجرانيت.
وتحدث عملية الجرنتة نتيجة إنصهار جزئي لبعض الصخور أو نتيجة لتحول الصخور بفعل التمثيل الصهيري أو الانتشار الأيوني للعناصر في الصخور الصلدة.
وتوجد دلائل متعددة تؤكد الأصل الصهيري للصخور الجرانيتية تقابلها دلائل أخرى تؤكد عملية الجرنتة. وتجري العديد من الدراسات والأبحاث بهدف التفرقة بين الصخور الجرانيتية التي تكونت من أصل صهيري، وتلك التي تكونت نتيجة عملية الجرنتة.
والصخور الجرانيتية كتلية قوية ومتماسكة وتقاوم العوامل الطبيعية المختلفة وألوانها جذابة (رمادي – وردي – أحمر …) ولذلك فهي من أهم أنواع الصخور التي تستخدم في عميات التشييد والبناء والزخرفة المعمارية وعمل التماثيل.
وفي الأماكن التي تمثل فيها الصخور الجرانيتية الأساس الصخري للتربة يتم إقامة المباني مباشرة دون حاجة إلى وضع صبات خرسانية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]