كيفية حدوث “الأحلام” أثناء النوم في الليل
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الأحلام البيولوجيا وعلوم الحياة
الحُلُم صورةٌ من صور النشاط العقلي، يحدثُ في أثناءِ النوم، ويختلف عن التفكير في أثناء اليقظة. وأمكن للعلماء تعرُّف طبيعةَ الحلم عن طريق عدد من البُحوثِ العلميةِ.
وأظهرَتْ هذه البحوثُ أن الحُلم يعتمد أكثرَ على إدراكِ الفردِ وليس على الأفكار المجردة، بمعنى أننا نرى الأشياءَ ونسمعُها في الحلم ولا تكونُ موضوعاً للتفكير.
وبناءً على ذلك فإن الخبرةِ البصريةِ توجد تقريباً في مُعظمِ الأحلام، أما الخبرةُ السمعيةُ فتوجدُ في 40 إلى 50% من الأحلام. أما اللمسُ والتذوقُ والروائحُ والألمُ فتوجد في نسبةٍ أقلَّ من الأحلام.
ويُوجدُ قَدْرٌ لا بأسَ به من الحالةِ الانفعالية في الحُلمِ، وعادةً ما تكون محددةً وشديدةً مثل: الخوفِ، أو الغضبِ، أو الفرحِ، ولا تكونُ مثلَ الحالاتِ الانفعالية الهادئة التي تَحدُث أثناء اليقظة.
ومعظم الأحلام تحدث في صُورةِ قِصصٍ متقطعة تقوم على الذاكرةِ مع التغيُّر المتكرر للمناظرِ، ومعظمُ الناس يحلمون أحياناً بأحلامَ غريبةِ وشاذةٍ وغير مألوفةٍ.
وكشفت البُحوثُ في السنواتِ الأخيرة أن الأحلام تحدُثُ خلالَ حالة بيولوجيةٍ خاصةٍ بها، تختلفُ عما يحدث أثناء اليقظةِ، فحالةُ النومِ الأولى، التي لا يُوجدُ بها حركة سريعة للعين، وتشغل مُعظَم فترة النوم.
ترتبطُ بضغطِ دمٍ مُنْخَفِض نسبيا عندَ الفردِ، ونشاطٍ قليل للجهاز العصبي الذاتي، وقد يُوجدُ خلالَها القليلُ جداً من الأحلام، بل وقد لا تُوجدُ أحلامٌ خِلالَها.
فالأحلامُ تحدُثُ في أثناءِ فترةِ النوم التي تتصفُ بوجودِ حركة سريعة للعين، وتتميزُ هذه الحالةُ بنشاط الجهاز العصبي الذاتي وحركاتٍ سريعةٍ للعين وكثرةِ الأحلام.
وعادةً ما تكون هناك أربعُ أو خمسُ فتراتٍ من النوم التي يُوجدُ بها أحلامُ أثناء الليل. وسواءٌ تذكَّر الفردُ هذهِ الأحلامَ أم لا.
فهي تحدُثُ في فتراتٍ مَجموعها نحو تسعين دقيقةً، وتكون 25% من فترةِ النومِ في الليلة الواحدةِ، وتشيرُ نتائجُ البُحوثِ أن فَترةَ الحلمِ الواحِد تدومُ عادةً من خمس دقائقَ إلى عشرين دقيقةً.
ويُمكنُ أن تتحولَ مُثيراتٌ، مثلُ الأصواتِ واللمساتِ التي يتعرضُ لها النائمُ إلى حُلُم، إذا حدثَ في اثناءِ فترةِ النوم التي تتصف بحركةٍ سريعةٍ للعين.
وهذه المعلومات الحديثةُ عن بيولوجيا الأحلام، لا تعني أن الأحلامَ بلا معنى، فهي نتاجٌ عقليٌ له معنى تماماً مثل التفكير وأحلام اليقَظةِ، فالأحلامُ تعبر عن الرغبات المهمة، والمخاوف والاهتمامات، والقلق لدى الشخص الذي يحلُم.
ومما لا شك فيه أن دراسةَ وتحليلَ الحلم يمكن أن يكونُ أحياناً مفيداً، فقد يكشفِ عن جوانبَ مختلفةٍ للوظائف العقلية للفرد.
وقد يكون الحلم لتحقيق رغبةٍ، أو لحلَ مُشكِلةٍ يُواجهها الفردُ في الواقع في أثناء اليقظة، وبذلك يهدف الحلم إلى استعادة التوازن النفسي عند الفرد.
ومن المعروف، أن الجائع يحلم بأنه يأكل، وفي بعض الأحيان يعملُ الحُلُم على حماية النوم نفسِهِ واستمراره، فإنك قد تسمع صوتَ جرس المُنبه الذي ضبته كي يوقظك.
ولكنكَ بدلاً من أن تصحو، تحلم بأنك سمعتَ جرسَ بابِ المنزل، وإنك فتحته ولقيتَ صديقا … وهكذا تستمر في التمع بنومك الهنيءِ!.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]