علم الفلك

كيفية حصول ظاهرة الخداع القمري

2013 دليل مراقب القمر

بيتر غريغو

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

عندما يكون القمر بدراً أو قريب من البدر قريب إلى خط الأفق غالباً يبدو كبيراً بشكل غير متوقع – “كبير مثل طبق” وهو تشبيه يستخدم بوصف هذا الأثر المذهل

يصبح قطر القمر الظاهر في الحقيقة أصغر بشكل متزايد مع اقترابه من الأفق. لأن المراقب الجالس على كوكب متحرك يتحرك بعيداً عن القمر. وفي حين تبدو ظاهرة التقلص الظاهري خفية أكثر مما يمكن كشفها بدون مساعدة أدوات بصرية، ستثبت الملاحظة بالعين المجردة باستخدام أداة عدسة متصالبة بسيطة لما يرضي الجميع أن القمر يبقى بنفس الحجم تقريباً سواء كان يعتلي موقعه صاعداً في السماء أو يشق مساره فوق الأفق.

إن قطر القمر الظاهري هو دائماً حوالي نصف درجة بغض النظر عن موقعه في السماء. غير أن خداع القمر قوي. وهو ينشأ أساساً بأن نتصور السماء على أن شكلها يشبه الوجه الداخلي لقبة مسطحة – ويتعزز الخداع بالأثر المنظور للغيوم التي تُشاهد أثناء النهار وهي تمر تحت هذه القبة.

وتبدو الأجسام السماوية أنها ملتصقة بالوجه الداخلي للقبة. وعند النظر إلى القمر المقترب من الأفق نتخيل أنه بعيداً جداً ولذلك لابد أنه يبدو جسماً كبيراً بالحجم الذي يظهر فيه. وعندما يكون القمر فوقنا نتخيله بتأثير اللاوعي لدينا أنه أقرب إلينا وأصغر حجماً. ويحدث الخداع ذاته تماماً في تصورنا لحجم الأبراج ويبدو النجمين كاستور وبولوس متباعدان بشكل أكبر عندما يكونان قرب الأفق.

يميل مستوي مدار القمر حول الأرض نحو دائرة ، ومستوي مدار الأرض حول الأرض بما يزيد قليلاً عن خمس درجات.

تسمى النقطتان اللتان يتقاطع فيهما هذان المستويان العقدة الصاعدة (وهي نقطة تقاطع فلك السيار مع دائرة البروج في تقدمه شمالاً) والعقدة النازلة (نقطة تقاطع فلك السيار مع دائرة البروج في تقدمه جنوباً) (وهما على التوالي حيث يمر القمر من جنوب دائرة إلى الشمال، والعكس صحيح).

سواء حصل خسوف قمري أو كسوف شمسي عند مولد القمر أو البدر يعتمد على موقع العقدتين بالنسبة إلى الشمس والأرض. يتحرك الخط الوهمي الواصل بين العقدتين الصاعدة والنازلة من الشرق إلى الغرب، ويحقق دورانا كاملاً كل 18,61 سنة. ولذلك كل 18 سنة أو نحو ذلك من المناطق المعتدلة الشمالية مثل المملكة المتحدة ومعظم قارة الولايات المتحدة، في تلك المناسبات عندما يكون البدر في أخفض نقطة له في دائرة الأبراج في برج القوس وفي أبعد مسافة ظاهرية له جنوب دائرة، يبدو أنه يجلي بصعوبة الأفق الجنوبي في منتصف الليل عند الذروة.

من مدينة نيويورك (41 درجة شمالاً) يرتفع القمر 20 درجة فوق الأفق. ومن لندن وكالجاري (52 درجة شمالاً) يرتفع القمر تسع درجات فوق الأفق. ومن ادنبره (56 درجة شمالاً) ينخفض ذلك إلى خمس درجات فقط، في حين من مدينة ليرفيك في جزر شيتلاند (60 درجة شمالاً) يبدو البدر أنه يتدحرج فعلياً على طول خط أفق بحر الشمال لأقل من ساعتين – وهذا منظر رائع. ويتوقع أن تتكرر هذه الظاهرة حوالي منتصف الليل في 21 / 22 يونيو / حزيران 2005.

يظهر القمر البدر من المناطق المعتدلة الجنوبية منخفضاً جداً فوق الأفق الشمالي خلال شهر ديسمبر / كانون الأول. ومن ينابيع أليس (24 درجة جنوباً) يرتفع البدر في أخفض نقطة له في منتصف الصيف إلى ارتفاع 38 درجة فوق الأفق الشمالي. ومن مدينة ملبورن (37.5 درجة جنوباً) يبلغ البدر ذروته في ارتفاع أقل نوعاً ما عند 24.5 درجة. ولكن ليس هناك مواقع على الأرض في أي مكان قرب خط العرض 60 درجة جنوباً سيبدو فيه القمر بأنه يتدحرج على طول الأفق كما يبدو أنه يفعل في منتصف صيف الشمال.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى