علم الفلك

كيفية مراقبة ظاهرة الخسوف القمري

2013 دليل مراقب القمر

بيتر غريغو

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

تعتمد المراقبة الناجحة للخسوف القمري على التخطيط الجيد، تماماً مثل أي حدث انتقالي في الأجرام السماوية، سيما إذا كنت تنوي القيام بمراقبات مفصلة أو تأمين سلسلة من الصور مع انكشاف الخسوف. تأكد مسبقاً بأن القمر لن يتوارى خلف أي مبانٍ أو أشجار في موقع المراقبة. ومن الحكمة معرفة تنبؤات الطقس. فنشرات التنبؤات الجوية للطقس على التلفاز لا تشير عادة إلا إلى القليل مما يحتمل أن تكون عليه أحوال المراقبة بين ليلة وضحاها. ولحسن الحظ تتوفر التنبؤات الجوية المفصلة على مجموعة مختلفة من مواقع الإنترنت، وبعضها يهتم خصيصاً بالفلكيين الهواة. خذ معك جدولاً زمنياً عن الحدث، إضافة إلى أية معلومات أخرى قد تكون مفيدة مثل جدول زمني لأية احتجابات متوقعة للنجوم أثناء الخسوف. ومن الضروري أن يكون معك مفكرة وقلم رصاص، وقد يكون من الضروري أن تأخذ معك مشغلين كهربائيين – واحد بنور ساطع للاستخدام العام وواحد صغير خاص بالمراقبة له حبيبة حمراء لتسجيل الملاحظات عند النظر في العدسة العينية.

العين المجردة لازال بالإمكان الاستمتاع بجمال الخسوف القمري حتى بدون أية أداة مساعدة بصرية بسبب ضخامة قرص القمر. وإذا حدث ولم يكن معك منظار مزدوج أو تليسكوب لا تزال بإمكانك محاولة سلسلة من الرسومات الخطية المشروحة على صفحات بيضاء محضرة مسبقاً – عبارة عن دوائر بقياس لا يقل قطره عن 100 ملم مرسومة على ورق أبيض. حاول أن تعمل رسومات تخطيطية في فواصل زمنية مدتها 15 دقيقة. سجل تحديد حافة الظل والألوان والكثافات المشاهدة بداخله – وقد تتفاجئ بمقدار ما تستطيع رؤيته على قرص القمر لمسافة نصف درجة من قطره بالعين المجردة.

يمكن عمل تقدير جيد لنصوع القمر في الخسوف الكامل باستخدام لا شيء أكثر من كرة شجرة عيد الميلاد الفضية الملساء أو مرآة محدبة (مثل مرآة الرؤية الخلفية في السيارة). وتقارن صورة القمر الصغيرة المنعكسة مع نجم أو كوكب بحجم معروف بوضع انعكاس القمر بجانبه؛ وهذا يعني إدارة الظهر للقمر، وتحديد موقع نجم أو كوكب في الجهة المقابلة من السماء. وتمكنت باستخدام طريقة مماثلة من تقدير القمر في الخسوف الكلي الذي وقع في 4 أبريل/ نيسان 1996 على أنه على نفس درجة النصوع مثل كوكبة النجوم إيتا بوتيز (مفرد الرامح)، بحجم 2.7. وفي الخسوف القمري الكامل التالي الذي وقع في 27 سبتمبر / أيلول 1996، قدرت بأن يكون القمر أكثر نصوعاً بقليل من مجموعة غاما بيجاسي (الجنيب)، بحجم 2.8.

مراقبة الخسوف بالمنظار والتليسكوب يوفر المنظار المزدوج المثبت جيداً للمراقب أفضل مشهد كلي للخسوف القمري. وقد تكون الألوان عبر المنظار المزدودج مثيرة للغاية، وتتخذ كرة القمر المعتمة المشربة حمرة والمحاطة بمجال معتم تزينه النجوم صفة ثلاثية الأبعاد. وأحد الأنشطة الشائعة للخسوف هو توقيت مرور حافة سويداء الظل فوق ملامح تضاريسية قمرية معينة بارزة إلى أقرب دقيقة. وتتضمن الملامح التضاريسية الموصى بها (ومعظمها بقع ساطعة) الفوهات البركانية ارستاركوس، وكيبلر، وكوبرنيكوس، وتايكو، وأفلاطون، مانيليوس وبروكليوس. وينبغي تحديد وقت الاتصال على انطباع صورة الشكل التضاريسي عند دخول الظل والخروج منه. ويمكن أن يكشف تمرين من هذا النوع التباينات بين أوقات الاتصال الفعلية والمتوقعة. وينبغي ملاحظة عرض وتحديد حافة سويداء الظل إلى جانب أي تغيرات شاذة تلاحظ في شكله العام.

تصوير الخسوف القمري تتحقق نتائج رائعة جداً بمعدات التصوير التقليدية البسيطة – ففي الواقع هذه هي إحدى العجائب القليلة للأجرام السماوية التي تظهر ألوانها الخفية ودرجات اللون على فيلم التصوير بشكل أفضل منها في الكاميرات الرقمية. ويمكن الحصول على تعرض (صورة) متعدد المجالات غير موجه يظهر مرور القمر عبر السماء وتقدم سير الحدث باستخدام كاميرا بسيطة مجهزة بأداة توقيت للصورة (للتعرض). ويمكن التقاط صورة ثلاثية باستخدام عدسة تصوير متلفز مثبتة على موجه استوائي تظهر ثلاثة مشاهد جنباً إلى جنب لصورة القمر عند الدخول في الخسوف وفي وسطه وعند الظهور منه. وهذا النوع من التصوير مذهل ويكشف المقدار الحقيقي لظل السويداء المعتم. وينبغي تعديل بعض الصور المنفردة لقرص القمر الكامل في الخسوف من أجل التعرض وفقاً لمقدار ما يغطيه الظل من القمر.

ونظراً لأن سطوع الخسوفات يتغير بدرجات كبيرة جداً، لا يمكن إعطاء مبادئ عامة ثابتة للتعرضات المثلى لمجمل الخسوف. وقد يحتاج الخسوف المعتم جداً أكثر من مجرد التعرض لدقيقة واحدة لكشف تفاصيل على قرص القمر، في حين قد يحتاج الخسوف الأكثر نصوعاً بضع ثوانٍ فقط. ومن الحكمة في أي ظروف كانت أن تسجل التعرضات والتجربة التي تمر بها في أوقات مختلفة مع انقضاء الحدث. وإذا كنت تقوم بتغطية الخسوف بأكمله من البداية إلى النهاية، فعليك التقاط صورك في فواصل زمنية محددة، مثلا،ً عشر دقائق – وستضمن بتلك الطريقة تسلسلاً رائعاً للصور. وإذا كنت ترغب في تسجيل أي شيء من الألوان الخفية ودرجات اللون داخل سويداء الظل، ستحتاج الأطوار الجزئية إلى تعرض أكثر بقليل مما كنت تحتاجه لالتقاط صور الأطوار المنتظمة للقمر.

يتسجل القمر البدر غير المنخسف في 1/500 ثانية فقط على فيلم قياسي أيزو 200 بكاميرا محددة على وضع f/8. ويكون تعرض بمقدار 1/250 ثانية مناسباً للأطوار الأولى من الخسوف، ويحتاج القمر في طور نصف الخسوف 1/125 ثانية. ويحتج الخسوف نسبة 75% إلى تعرض بمقدار 1/60 ثانية، غير أن التعرض في حالة الخسوف الكامل ذاته يعتمد على شدة الخسوف. والفكرة الجيدة هي التقاط مجموعة متنوعة من التعرضات (الصور) في أية حالة، لضمان الحصول على لقطة واحده جيدة فعلاً على الأقل.

 

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى