العلوم الإنسانية والإجتماعية

كيفية نمو الثروة اللغوية لدى الأطفال ذوي الثلاث سنوات من العمر وإرشادات القراءة المتبعة لهم

1998 الأعمار و مراحل النمو

ميلر, كارين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الثروة اللغوية كيفية نمو الثروة اللغوية لدى الأطفال الأطفال ذوي الثلاث سنوات ارشادات القراءة المتبعة للأطفال العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

بالرغم من أن بعض ذوي الثلاث سنوات يجدون صعوبة في نطق كل حروف اللغة، إلا أنهم بإمكانهم قول كل ما يريدون قوله، ويجيدون معظم التراكيب النحوية.

معظم الأطفال «متأخِّري الكلام» يتقدمون كثيرا في الكلام ببلوغهم سن ثلاث سنوات ونصف من العمر.

للمرة الأولى يوجه الأطفال حديثهم للأطفال الآخرين بنفس القدر الذي يوجهون به الكلام للمُعلمة، ويعزى هذا الانفتاح الاجتماعي على الأطفال الآخرين إلى زيادة قدرة الطفل على التعبير عن نفسه بطريقة واضحة في معظم المواقف.

 

وليس من المستبعد لأطفال ذوي الثلاث سنوات أن يتهتهوا قليلا عند بلوغهم السن الحرج، وهو الثلاث سنوات والنصف.

وكقاعدة عامة، فإنه كلما تجاهلت تهتهة الطفل، كلما تخلص منها الطفل سريعا، وحاولي أن تنتظري الطفل حتى ينطق الكلمات، بدلا من مقاطعته وإعطائه الكلمات من عندك.

 

يقلق بعض أولياء الأمور من النطق غير الصحيح لأطفالهم، وهناك بعض الأطفال ينطقون بصورة سليمة، إلا أن بعضهم الآخر لا يزال يتكلم بلغة الرُّضَّع، ولكن بطريقة مفهومة.

ومن الأفضل الانتظار والاسترخاء، لأن النطق الصحيح غالبا ما يأتي وحده خلال العام التالي من عمر الطفل، وخصوصا إذا أحيط الطفل ببالغين يجيدون النطق الصحيح.

 

نمو الثروة اللغوية

يحب الأطفال ذوو الثلاث سنوات تعلم الكلمات الجديدة التي تكون كثيرة في هذه السن.

وأن الطفل المتوسط ذا الثلاث سنوات ونصف من العمر يعرف أكثر من 1200، كلمة وبعض كلماتهم المفضلة هي «سر» و«مفاجأة» و«جديد» و«مختلف». ويجب أن تضعي في اعتبارك أن الأطفال يفهمون الكثير مما لا يستطيعون الكلام به.

ويتعلم الأطفال الكلمات الجديدة بوضعك لها في عبارات مفهومة، وأحسن طريقة لزيادة حصيلتهم اللغوية هي أن تحيطيهم بخبرات لغوية ثرية، قومي بإحضار أشياء جذابة للأطفال لتلفتي أنظارهم، وليتحدثوا عنها.

 

وأهم شيء أن تتحدثي عن الأشياء التي يرونها، ويجدونها في نفس الوقت والمكان الذي يعيشون فيه. تكلمي مثلا عن أحوال الجو أو صوت الشاحنة العالي في الطريق، أو لون الحذاء الجديد لشخص ما.

يحب العديد من المعلمات أن يخططن لأنشطة التعليم وتركيزها في «وحدات»، فإذا فعلت ذلك، فإنه يمكنك تعريف بعض الكلمات التي تؤدي إلى فهم الأطفال إلى وحدة من هذه الوحدات، ثم أوجدي بعض الصور والأنشطة والأشياء التي تساعد على توضيح معنى الكلمات.

 

ذوو الثلاث سنوات يمكنهم غالبا فهم الكلمات الدالة على الوضع أو المكان، مثل كلمات: على، وتحت، وبجانب، وفي الخلف، وفي الزاوية، وفوق.

ومن هنا، وبجوار، وأعلى، وعلى قمة، هذا، وفي الطريق الأسفل، وفي الخارج. ولزيادة وتقوية فهمهم، هناك مثالان للأنشطة المرحة.

 

الكتب والقراءة

تعتبر قراءة الكتب بصوت مسموع للأطفال ذوي الثلاث سنوات من أهم الأشياء، لأنك تقدمين لهم العديد من الأمور:

1- المتعة: فإنك تقدمين لهم الكتب كوسيلة للتسلية والسعادة، وغرس هواية قراءة الكتب في الأطفال هي أعظم هبة يقدمها الكبار للصغار.

 

2- تطوير اللغة: يسعد ذوو الثلاث سنوات بالكلمات الجديدة، من خلال القصص، فإنهم سوف يسمعون الكلمات الجديدة في عبارات ذات معنى، فيستوعبون معانيها.

 

3- مهارات الاستماع: ابدئي بالكتب البسيطة المصورة، وتطوري بالكتب الأكثر تعقيدا خلال السنة، وسوف يبدأ الأطفال تنمية قدراتهم على متابعة خيط أحداث القصة، وسوف تتسع قدراتهم على الانتباه، وبناء عليه ستزداد خبراتهم.

 

4- توسيع خيالهم: إن الكتب تأخذ الأطفال من أرض الواقع إلى مملكة من نسيج خيالهم.

 

5- التحدث بما هو مكتوب: بمجرد رؤية الأطفال للمعلمة وهي تضع إصبعها على الكلمات وهي تقرأ، فإنهم سوف يبدؤون حثيثا تفهم فكرة أن هذه الرموز السوداء الصغيرة تمثل أصواتا وكلمات.. وهي مهارة إدراك مطلوبة قبل تعلم القراءة.

 

أي نوع من الكتب؟

يحب ذوو الثلاث سنوات الحكايات البسيطة والمريحة والمألوفة، بعكس القصص المرعبة والمثيرة، والقصص التي تحكي عن الحياة المعتادة يوميا، كالعائلات والمزرعة والمواصلات… كلها تعتبر قصصا مناسبة.

والكتب التي تحتوي على شخصيات من الحيوانات تحظى باهتمام خاص عند الأطفال، وتجعل هذه الكتب من المواقف المعتادة مادة كافية لإثارة الأطفال، لأن الحيوانات تؤدي مثل هذه المواقف، ولأن الأطفال يحبون الكلمات الجديدة.

فإن كتب القراءة غير المصورة تلاقي أيضا قبولا لديهم، وسيبدأ الأطفال في الاهتمام بكتب تعليم الأبجدية.

هذا بالإضافة لقراءتك للأطفال في الوقت المخصص لذلك؛ دعي الكتب في متناول أيديهم ليشاهدوها وحدهم، ومن المحبب أن يقرأ البالغ لمجموعة صغيرة من الأطفال في أثناء وقت اللعب.

 

إرشادات القراءة لمجموعة من الأطفال

1- التوقيت: عندما تقررين أن تقرئي، فإن التوقيت الذي تقرئين فيه سيكون مؤثرا في إمكانية استمتاع الأطفال وإنصاتهم للقصة.

فإذا كان الطفل منفعلاً أو متعبا، فسوف يقلل هذا من قدرته على الاسترخاء والتركيز لسماع القصة، وإذا كان الأطفال قد بقوا مدة طويلة نسبيا دون حركة، فربما سيحتاجون لبعض الحركة قليلا قبل سماعهم للقصة.

وعلى العكس من ذلك، فهم سيحتاجون لبعض الأنشطة المهدئة عقب انتهائهم من اللعب بحيوية في الخارج لتحضيرهم للجلوس بهدوء لسماع القصة.

 

تستخدم الكثير من المعلمات القصة في برنامجهن اليومي عندما يجدن الوقت مناسبا لذلك، ففي الصباح قد تجتذب القصة الأطفال في مجموعة، ويبدأ اليوم بوقت جميل.

ويمكن قص قصة مناسبة قبل حلول موعد النوم، وكذلك فإن وقت الظهر حين توضع اللعب بعيدا هو وقت مناسب للقصص، ففي هذا الوقت يستمتع الأطفال ويسترخون دون مشاغبة بعضهم بعضاً.

 

2- الإلهاء: من الصعب الاستحواذ على اهتمام الطفل في حين يرى الأطفال الآخرين منشغلين بالأنشطة المثيرة في الخارج، أو في ركن آخر من الحجرة. 

نظمي الأطفال بحيث لا يرون أي عنصر من عناصر الإلهاء؛ فدخول الآباء لإحضار أطفالهم أثناء قراءتك للقصة سيعيق الأطفال عن التركيز معك.

ويمكنك ترك رسالة بالخارج أو أي وسيلة أخرى للفت نظر الآباء الحاضرين في هذا الوقت لكي ينتظروا بضع دقائق حتى تفرغي من القصة.

 

3- هيئي المسرح: أحيانا لا يكون مناسبا الدخول مباشرة في القصة حتى يجلس الأطفال في الحلقة، حاولي جذب اهتمام الأطفال بشيء ذي علاقة بالقصة.

على سبيل المثال، قومي بحياكة أزرار في قطعة من القماش أمام الأطفال، ثم قولي لهم إنك تعرفين قصة عن دب فقد أزراره، ثم ابدئي في سرد القصة من الكتاب.

 

4- حجم مجموعة الأطفال: كلما قل عدد الأطفال كلما أصبح من السهل عليهم التركيز، وليس هذا لكي لا تقرئي لكل المجموعة. 

ولكن كلما أمكن، حاولي القراءة لعدد محدود من الأطفال على حدة، وستزيد متعتهم عندما يتمكنون من رؤية إصبعك يشير للكلمات المكتوبة، ورؤية الصور المرسومة في الكتاب.

وعندما يكون هناك عدد كبير من الأطفال في المجموعة سيكون من الصعب جدا رؤيتهم للصور، مما يترتب عليه كره الأطفال لوقت القراءة، حيث يتحول لمعركة لحثهم على البقاء ساكنين، والتوقف عن الحركة واللكز بسبب كثرة عددهم.

 

5- الصوت: ابقي صوتك مريحا من الطبقة المتوسطة، وتأكدي من أن كل الأطفال يسمعونه بوضوح. غيري من صوتك لكل شخصية في الكتاب حتى تضفي الحيوية للقصة.

 

6- سرعة الإلقاء: معظم من يقرؤون بصوت عال يرتكبون خطأ القراءة بسرعة كبيرة.

فعندما تقرئين بسرعة، فإن صوتك لا يكون معبرا عن الشخصيات المختلفة للقصة، ويكون غير مؤثر في الأطفال.. وتعلمي الصمت برهة لتشرحي بعض الأشياء في القصة.

 

7- اختيار الكتاب: اقرئي دائما الكتاب قبل أن تقصيه على الأطفال، وتأكدي من إعجابك الشخصي به، لأنك إذا وجدته مملاً لك، فإن هذا الشعور سوف ينتقل للأطفال.

واحكمي على اللغة ومستواها، فمن الممكن قراءة كتب تفوق مستوى الأطفال، لكن يمكنك تغيير بعض الكلمات أو اختصار القصة حتى تناسب هؤلاء الأطفال.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى