شخصيّات

كيفية وصول السيدة “آبات” إلى النجاح في تصميم وتنفيذ اختراعها

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السيدة مارياروزا آبات شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وثابرت السيدة ((آبات))، على الرغم من مذهب الشك السائد في مهنة الطب ونظائرها.

فكرت في والدها الذي كافح المحنة باختراعاته. لقد كان مهندسا للطيران، وقد سرقت منه أول أفكاره العظيمة، قبل أن يتمكن في النهاية من الفوز بالاعتراف بالفكرة الثانية، ألا وهي اختراع أول جهاز لتحويل البترول إلى غاز.

والجدير بالذكر أن "مارياروزا آبات" المولودة في ميلان Milan. هي البنت الوحيدة بعائلتها، وتربت وترعرعت وسط رجال هاجسهم الأول هو الهندسة.

 

فقد كان أخوها الأكبر الذي فقد حياته بشكل مأساوي في أثناء قصف جوي في الحرب العالمية الثاني يعمل أيضا مهندسا للطيران، كما كان زوجها خبيرا في هندسة الدراجات البخارية.

وفي عام 1982 سجلت السيدة ((آبات)) طريقتها العلاجية، ثم تلا ذلك تسجيل جهازها ذي التحكم الكهربائي وكؤوس الامتصاص (الشفط) في عام 1985.

لقد مرت عشر سنوات منذ عام 1976 على مولد فكرتها، عشر سنوات من البحث العلمي، والتعديل والتحسين للجهاز، عشر سنوات من التجريب، استطاعت خلالها معالجة نحو 1500 شخصا على نحو يدعو للرضا. ثم جاء اليوم المشهود؛ في عام 1988 عندما ظهر في حياتها سياسي إيطالي أحدث تغييرا في مجرى الأحداث.

 

فقد قامت السيدة ((آبات)) بمعالجة أحد معاونيه، ثم أبدى هو؟ – أي السياسي- رغبته بتجربة نفس طريقة العلاج ولكن ليكون في مأمن قام هذا السياسي بإحضار حجة في الموضوع.

وهو اختصاصي مشهور في الأمراض الجلدية (من مدينة ((ميلان)) ) ، حيث عهد إليه باختبار طريقة السيدة ((آبات)) في العلاج، وتتذكر مخترعتنا ذلك جيدا:

((منذ البداية جعلت مرضاي يتقبلون حالة واحدة: هي أن يوافقوا على تصويرهم قبل العلاج وبعده. وهكذا تمكنت من عرض شرائط التسجيل على اختصاصي الأمراض الجلدية العظيم، الذي كان عليه قبول هذا الدليل: ((إنك أفضل مني!!))

 

قال ذلك ضاحكا. كان يجب أن أكون سعيدة، لكنني كافحت كثيرا وأصابني الإرهاق الشديد، لدرجة أنني كنت على وشك التخلي عن المشروع بأكمله، حتى أنني اقترحت عليه أن يقدم اختراعي كما لو كان اختراعه هو.

على أية حال، كان هناك شيء واحد في صالحي ساعدني على الصمود، هو أن اختراعي سوف يساعد كل أولئك البؤساء الذين فقدوا شعرهم، وأنه سوف ينتشر في يوم ما بجميع أنحاء العالم.))

لكن إخصائي الأمراض الجلدية شمخ بأنفه حيال اقتراحي قائلا: ((ماذا تقصدين؟)) ((إن هذا الاختراع هو اختراعك أنت! وما سوف أفعله هو أنني سأساعدك)).

 

وهكذا تبدل حظ السيدة ((آبات))، فقام البروفيسور اختصاصي الأمراض الجلدية الشهير بتنظيم مؤتمرات صحفية لها في مدينتي "ميلان" و "روما".

وأخيرا بدأ المرضى يتوافدون، وفي عام 1987 ابتهجت مخترعتنا بتمكنها من افتتاح مركز كبير في ((ميلان))، يتميز بالفخامة والبسط الممتدة من الجدار إلى الجدار، والموسيقى العذبة، وأحدث الآلات التكنولوجية، مع استخدام أجهزة وبرامج الكمبيوتر للتحكم في أجهزة الامتصاص (الشفط).

وعملت السيدة ((مارياروزا آبات)) مع بناتها الثلاث : ((لقد دربتهن بنفسي، وعند بلوغهن الخامسة عشرة استطعن استيعاب كل شيء عن ((برنامج بول)). أما بالنسبة لمساعديها الآخرين في المركز، فهما مريضتان سابقتان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى