مبدأ عمل نظرية الغليونات
1997 عجائب الضوء والمادة تجريباً وتأويلاً
KFAS
ما الذي يمسك بالكواركات مترابطة معا؟ هل هناك فوتونات تذهب بينها وتجيء؟ (إن الكواركين d و u ، كالإلكترونات، بسبب شحنتيهما 3/1 – و 3/2 +، يُصدران فوتونات ويمتصانها) كلا، إن القوى الكهربائية أضعف من أن تقوم بهذه المهمة.
وقد وجب اختراع شيء آخر يمسك، بذهابه وإيابه، الكواركات مضمومة معاً. يسمى هذا الشيء ((غليونات ((glouns والغليونات مثال آخر عن جسيمات ذات سببين يساوي 1 (كالفوتونات)؛ إنها تذهب من نقطة لأخرى بسعة تتعين بالصيغة P (A إلى B) التي للفوتون نفسها. أما سعة إصدار الغليونات وامتصاصها لدى الكواركات فهو عدد g، أكب كثيرا من j شكل (81).
إن بيانات الكواركات في تبادل الغليونات تشبه تماماً تلك التي كنا نرسمها بخصوص الإلكترونات في تبادل الفوتونات (شكل (82)).
وهذا التشابه كبير لدرجة أنكم تستطيعون أن تتهموا الفيزيائيين بكساح الخيال – إنهم في سعيهم لصنع نظرية في التفاعلات الشديدة قد اكتفوا بنسخ الإلكتوديناميك الكمومي! وأنتم في هذا الاتهام مصيبون، فهذا هو حقا ما فعلوه، ولكنهم أدخلوا فيه مع ذلك تغييرا طفيفاً.
إن للكواركات ضرباً إضافياً من الاستقطاب وليس من طبيعة هندسية. والفيزيائيون الأُميون، الذين استنفذوا كل الكلمات الإغريقية في معجمهم الفقير، قد لجؤوا، مع الأسف، إلى كلمة ((لون)) للدلالة على هذا النوع من الاستقطاب الذي لا علاقة له بتاتاً بالألوان العادية.
أي أن الكوارك، في لحظة معينة، يمكن أن يكون في إحدى حالات ثلاث، أو ((ألوان)) – R أو V أو B (إحزروا الكلمات التي هذه حروفها الأولى). إن ((لون)) الكوارك يمكن أن يتغير بإصدار غليون أو بامتصاصه.
ويوجد من الغليونات ثمانية أنواع مختلفة بحسب ((الألوان)) التي تقرن بها. الكوارك الأحمر (Red)، مثلا يصبح أخضر (Vert) بعد أن يُصدر غليونا ((لونه)) مزيج من أحمر وضد الأخضر (سنقول أحمر / ضد الأخضر) – أي غليون يأخذ الأحمر من الكوارك ويعطيه أخضره .
(إن كلمة ((ضد الأخضر)) تعني أن الغليون يذهب بالأخضر في الاتجاه المضاد). وهذا الغليون يمكن أن يمتصه كوارك أخضر فيتحول إلى أحمر (شكل 83). ويوجد ثمانية غليونات:
أحمر/ ضد الأحمر، أحمر/ ضد الأخضر، أحمر / ضد الأزرق، الخ . (تستطيعون أن تتوقعوا تسعة، لكن يجب استبعاد واحد لأسباب تقنية). وهذ النظرية ليست معقدة. فقاعدة سلوك الغليونات تتلخص بما يلي: إن الغليونات تقترن مع أشياء لها ((لون)) – يكفي أن نجري عملية ((محاسبة)) بسيطة كي نعلم أين تذهب ((الألوان)).
لكن هذه القاعدة تخبئ لنا إمكانية مثيرة: إن الغليونات يمكنها أن تقترن بغليونات أخرى (شكل 84). فإذا صادف الغليون الأخضر/ ضد الأزرق، مثلا، غليوناً أحمر/ ضد الأخضر، تحول إلى غليون أحمر/ ضد الأزرق. إن نظرية الغليونات بسيطة جداً – تصنعون رسماً وتتبعون ((الألوان)). وفي كل البيانات التخطيطية تتعين شدة الاقترانات بثابتة اقتران الغليونات g.
والحقيقة أن نظرية الغليونات لا تختلف شكلياً اختلافاً كبيراً عن الإلكتروديناميك الكمومي. فكيف اذن نقارنها بالتجربة؟
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]