البيولوجيا وعلوم الحياة

مجالات استخدام الميْكروبات

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الميْكروبات مجالات استخدام الميْكروبات البيولوجيا وعلوم الحياة

المِيكروباتُ كائِناتٌ حَيَّةٌ دقيقةٌ (في أغلبِها الأَعَمِّ)، بعضُها نافعٌ وبعضُها ضارٌّ، وهيَ تَشْمَلُ ستةَ أقسامٍ هي: الفيروساتُ، والبكْتِيْريا الخَضراءُ المُزْرَقَّةٌ، والبِكْتِيريا، والفِطْرياتُ، والأُولياتُ، والطحالِبُ الدَّقيقَةُ.

والمِيكرُوباتُ هي إِحْدى الكائِناتِ المُهِمَّةِ جِدّاً للبيئةِ، لِدَرَجَةٍ يُمْكِنُ القولُ مَعَها بأنَّهُ لَوْلا الأدوارُ الَّتي تقومُ بها لكانَتِ الحياةُ على سَطُحِ الأَرْضِ مُستحيلَةً.

وهي تقومُ بنشاطاتٍ مُهِمَّةٍ عديدةٍ في المجالاتِ التَّالِيَةِ:

 

1- في مجالِ الطبِّ: حيثُ تُسْتَخْدَمُ اسْتخداماتٍ عديدةٍ منها اسْتِخْدامُها في:

– إنتاجِ المُضادّات الحيويةِ: لمقاومةِ وعلاجِ الأَمْراضِ الخَطيرَةِ الَّتي تُسبِّبُها مِيكروباتٌ أُخْرى.

ومن أهمِّ الميكروباتِ المُسْتَخْدَمَةِ في هذا المجالِ بعضُ أنواعِ البكتيريا الخَيْطيةِ (الأكتينومايسيتات) وبعضُ الفِطْرِياتِ مثل فِطْرِ البَنْسليومِ الذي يُنتِجُ المُضادَّ الحيويَّ المعروفَ (البِنْسلينَ) والَّذي خَدَمَ الحَقْنُ به البشريةَ أَيَّما خِدْمَةٍ.

 

– إنتاجُ اللُّقاحاتِ والأمصالِ: لمقاوَمَةِ الأمراضِ وزيادةِ المَناعَةِ لَدَى الإنسانِ ضِدَّ بعضِ الأمراضِ الوبائيَّةِ.

ومن أشهرِ هذه اللّقاحاتِ، اللّقحاتُ المُضادَّةُ لِشَلَلِ الأطفالِ والكوليرا والدفْتِرْيا والدَرَنِ الرِّئَوِيِّ والسُّعالِ الدِّيكيِّ والأنفلونزا وغيرها.

 

– إنتاجُ بعضِ الأدويةِ المهمَّةِ: مثل الإنْسُولينَ البَشَرِيِّ من بعضِ الميكروباتِ المعدَّلَةِ وراثِيَّاً مِثْل بكتيريا إيْشيريْشياكُولاي.

– إنتاجُ الفِيتاميناتِ وبعضِ المركِّباتِ العُضْويةِ المُهِمَّةِ: مِثْل الأَحْماضِ الأمينيةِ واللّيبيداتِ وغيْرِها.

 

إنتاجُ البروتيناتِ وحيدةِ الخليَّةِ: وذلكَ بتَنْمِيَةِ المِيكروباتِ على أَوْساطٍ غِذائيَّةٍ رَخيصةٍ ثمَّ استغلالِ هذه الميكروباتِ نَفْسِها كبروتينياتِ أو بدائلَ للبروتيناتِ لِعلاجِ كثيرٍ من أمْراضِ الإنسانِ.

 

– إنتاجُ بعضِ الإنزيماتِ الطبيَّةِ المُهِمَّةِ: والَّتي تُستَخْدَمُ في الكَشْفِ عن الأمراضِ المختلِفَةِ مِثْل بعضِ الإنزيماتِ المُسْتَخْدَمَةِ في تحليلِ السُّكَّرِ بالدَّمِ أو الكشفِ المبكِّرِ عن الأَوْرامِ.

 

– الكشفُ عن بعضِ الجيناتِ: المُسَبِّبَةِ للأمراضِ أو المقاوِمَةِ لها، ومُحاوَلَةُ استغلالِ ذلكَ فيما يُعْرَفُ بالعِلاجِ الجينيِ وفي تقويةِ الجِهازِ المَناعِيِّ للإنسانِ.

 

2- في مجالِ الزِّراعَةِ: حيثُ تقومُ بعضُ المِيكروباتِ بعمليَّاتٍ كثيرةٍ مُهِمَّةٍ مثل:

– نَقْلِ الصِّفاتِ الوراثيَّةِ: حيثُ تعملُ كناقلٍ لنقلِ البلازمِيداتِ والجِيناتِ من نباتٍ لآخرَ بهدَفِ تَحسينِ الصِّفاتِ الزراعيةِ أو زِيادَةِ الإنتاجِ أو إيجادِ نباتاتٍ مُقاومةٍ للأمْراضِ أو مُقاومةٍ للظروفِ البيئيَّةِ الصَّعْبَةِ مِثْل الحرارَةِ العالِيَةِ أو المُلوحَةِ الفائقةِ.

 

– تثبيتِ نِيتروجين الهَواءِ الجويِّ: وكذلكَ التَّصْنيعِ الحَيَويِّ لبعضِ المركَّباتِ النِّيتروجينيَّةِ العَضْويَّةِ وإضافَتِها للتُّرْبَةِ لزيادَةِ خُصوبَتِها.

كَما أنَّ بعضَ المِيكروباتِ تقومُ بتحويلِ الموادِ العضويَّةِ النِيتروجينيَّةِ إلى صُورَةٍ تَجعلُها سَهْلَةَ الامْتِصاصِ.

 

– التحلُّلِ الحيويِّ: للفَضَلاتِ الزِّراعيَّةِ وبقايا الصَّرفِ الصِّحيِّ لإنتاجِ ما يُعْرَفُ بالدبال الَّذي يُحسِّن من خَصائصِ التربةِ الزِّراعيةِ.

 

– المُقاوَمَةِ البيولوجيَّةِ: لبعضِ أمراضِ النَّباتِ تَفَادِياً لاسْتِخْدامِ المُبيداتِ الكيْميائيَّةِ الضَّأرَّةِ بالبيئةِ وبصحةِ الإنسانِ.

 

– تدويرِ الموادِّ في الطَّبيعةِ: مِثْل النِّيتروُجينِ والكَرْبونِ والكِبْريتِ والفُوسْفورِ، ومن دونِ إتمامِ هذهِ الدّوراتِ تَتَوَقَّفُ الحياةُ على سَطْحِ الأَرْضِ.

 

3- في مجالِ الصِّناعَةِ: حيثُ تقومُ بعضُ الميكروباتِ بِدَوْرٍ مُهِمٍّ في العديد من الصِّناعاتِ مثل: الصناعاتِ الغذائيَّةِ، وصِناعَةِ الأَلْبانِ، والتَخَمُّراتِ الصناعيَّةِ، وإنتاجِ المُركَّباتِ العِضْويَّةِ المهمَّةِ مِثْل الكُحولاتِ والإيسترولاتِ والأَسْتراتِ والأَحْماضِ العضويةِ والأَحْماضِ الأَمينيةِ وغيرِها.

ولكنْ على الرَّغْمِ من كلِّ هذهِ النَّشاطاتِ المُفيدَةِ الَّتي تقومُ بها المِيْكروباتُ، إِلَّا أنَّها ما زالتْ ورُبَّما سَتظلُّ مُرْتَبِطَةً بالأضْرارِ الَّتي تُسَبِّبُها لمختلفِ الكائِناتِ الحيَّةِ وفي مُقدِمَتِها الإنسانُ.

 

فهي تُصيبُهُ بأمراضٍ كثيرةٍ في جهازِهِ الهَضْمِيِّ مثلِ الإِسْهالِ والدُّوسِنْتارْيا والكُوليرا والْتِهاباتِ الكَبِدِ الوَبائيَّةِ C و B   و A وأخطرُها فيروسُ C ، وفي جهازِهِ التَّناسليِّ مثلِ الزُّهْريِّ والسَّيلانِ. 

وفي جهازِهِ المَناعِيِّ مثل الإيْدز (مرضِ فَقْدِ المَناعَةِ المُكْتَسَبَةِ)، وفي صدرِهِ مثلِ الالْتِهابِ الرِّئَويِّ والدَرَنِ وحَساسيَّةِ الصَّدرِ وأمراضِ الرِّئَةِ، وفي مُخِّهِ مثلِ الحُمَّى الشَّوكيةِ أو الالتهابِ السّحائيِ، وفي جِلْدِهِ.

 

وهكذا فالميْكروباتُ رَغْمَ كَوْنِها أحياءَ دقيقةً وبَعضُها كالفيروساتِ قَدْ لا تُعتبرُ أصْلاً كائِناتٍ حيَّةٍ، إلَّا أنَّها تلعبُ دَوْراً مُهِمّاً جِدّاً في حياةِ الإنسانِ نَفْعاً أو ضَرَراً.

وكما أنّ غيابَها قد يُؤَدّي إلى إفْناءِ الحياةِ من على سَطحِ الأَرْضِ فإنَّ الاستخدامَ السَّيِّئَ لها، فيما يُسَمَّى «الحربَ البيولوجيةَ» مثلاً، يُمكنُ أن يؤديَ إلى إِفْنائِها أَيضاً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى