مجريات أحداث غزوة الخندق
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
غزوة الخندق إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
وقعت غزوة الخندق بعد هزيمة المسلمين في غزوة أحد، حيث اعتقدت قريش أنها بهذه الغزوة الجديدة سوف تقضـي كلية على الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأتباعه المسلمين.
وعرفت غزوة الخندق بغزوة الأحزاب أيضا لأنها ضمت أكثر من مجموعة. فكان هناك بنو النضير، يهود المدينة الذين أجلاهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، عنها فرحلوا إلى خيبر وعزموا على الانتقام منه ومن أصحابه.
إلى جانب قبيلة قريش، العدو الأول للمسلمين وعلى رأسها أبو سفيان بن حرب. كذلك دعا اليهود قبلية غطفان بن قيس عيلان للانضمام إليهم ضد المسلمين. وكان قائدهم مسعر بن رخيلة.
فلما علم الرسول، صلى الله عليه وسلم، بتجمع أحزاب المشـركين ضد المسلمين عزم على مواجهتهم، وتشاور مع الصحابة.
وتم الاتفاق على تنفيذ رأي سلمان الفارسي بحفر خندق شمالي المدينة، حيث الأرض سهلية، أما الجهات الثلاث الأخرى من المدينة فتحيطها الجبال وتحميها، إلى جانب كثافة النخيل فيها.
ووكل الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى كل عشـرة من المسلمين أن يحفروا قطعة من الخندق طولها أربعون ذراعا حتى بلغ طول الخندق عشـرة آلاف ذراع، حيث تذكر الروايات أن عدد الجيش الإسلامي كان ثلاثة آلاف رجل.
وأقبلت جيوش المشـركين، فجاءت قريش ومن تبعها من أعراب كنانة وتهامة في عشـرة آلاف.
وجاءت قبيلة غطفان ومن تبعهم من نجد في أعداد كبيرة، وجاء يهود بني قريظة وأتباعهم.
ومن الجانب الإسلامي قدم الرسول، صلى الله عليه وسلم، في ثلاثة آلاف رجل.
وخشـي المسلمون الأعداد الكبيرة من المشركين، واجتمعوا خلف الخندق، واستمر حصار المشـركين حولهم شهرا كاملا عانى فيه المسلمون من الجوع والبرد الشديد، ومن ناحية أخرى اشتدت معاناة المشـركين من البرد والمطر والريح.
ولما طال الحصار اتفق الرسول، صلى الله عليه وسلم، مع أصحابه على حيلة ينهي بها الحصار، فأرسل نعيم بن مسعود إلى يهود بني قريظة يحذرهم من قريش.
واحتمال غدرها بهم لو هزمت أمام المسلمين والأفضل لهم أن يطلبوا رهائن من سادة قريش كي يتأكدوا من وفائها لهم بالعهد والنصـرة لو هزمت.
ثم ذهب نعيم ابن مسعود إلى قريش وأخبرها بأن يهود بني قريظة خذولهم وأنهم ينوون أخذ بعض سادتهم على أنهم رهائن ثم يقدمونهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لكي يقضـي عليهم. فأرسلت قريش إلى بني قريظة تستطلع حقيقة الأمر فطلبوا الرهائن فعلا.
فتأكدت من غدر بني قريظة، واتفقت مع بني غطفان على الرحيل في أسرع وقت خوفا من الهزيمة. ثم وقعت ريح شديدة جعلتهم يرحلون في سرعة كبيرة بعد أن فشلوا في هزيمة المسلمين.
وهكذا استطاع المسلمون – بفضل العناية الإلهية، وحكمة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومبدأ الشورى مع الصحابة – أن يخذلوا المشركين ويردوهم خائبين مخذولين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]