مجموعة النساء اللاتي كان لهن دور في الوعي الجنساني حول العلم
1998 تقرير1996 عن العلم في العالم
KFAS
الوعي الجنساني حول العلم العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
يستمر السؤال مطروحًا حول ما إذا أدت رائدات العلم دوراً أساسيًا في التشجيع على نشوء فرص مماثلة لغيرهن من النساء، مع الارتقاء في الوقت نفسه بوعي العلماء من رجال ونساء حول العوائق المتولدة عن اختلاف الجنس ضمن إطار المؤسسة الاجتماعية للعلم، وهي التي يفترض أنها لا تعتد إلا بجدارة الفرد.
ويرتبط بذلك سؤال آخر هو "هل قيام النساء العالمات بالتفكير المتعمق في قضايا اختلاف الجنس والعلم، قد انعكس في العمل على تصحيح عدم المساواة القائمة بين الجنسين في مضمار المعرفة العلمية، لا سيما المباحث التجسيمية anthropomorphic disciplines، مثل علم الرئيسات وبيولوجيا التكاثر والبيولوجيا العصبية، أو في الأنشطة السياسية مثل المطالبة بالارتقاء بالثقافة العلمية للنساء وزيادة تمثيلهن على الصعيد الأكاديمي؟"
ومن بين العالمات البارزات اللواتي مهدن السبيل أمام المرأة لشغل مناصب في المنظمات والكليات العلمية إبان القرن التاسع عشر، وكن في الوقت ذاته من الناشطات سياسيًا وأدبيًا في مساندة قضية تحرير المرأة، نذكر <M.متشل> التي أنشأت جيلاً كاملاً من الفلكيات الأمريكيات ودافعت عن الحقوق السياسية للمرأة؛ و <S.كوفالفسكايا> التي ألّفت قصصًا تشجع النشاط الثوري للرجال والنساء؛ و<C.روير> التي وضعت مؤلفات بحثية عن التطور بعضها موجه للمحترفين في هذا المجال وأخرى موجهة للعامة، بهدف دحض ما جره التطور من أراء مدمرة اجتماعيًا فحواها أن المرأة عضو "غير قابل للتطور" ضمن النوع البشري الحديث.
وعلى نقيض ذلك، كانت أصوات النساء العالمات واهنة نسبيًا على الصعيد السياسي في القرن العشرين، نظرًا إلى عدم بلوغهن حد "الكتلة الحرجة"، حتى إن <K.لونسديل> المنادية بالإصلاح والناشطة سياسيًا في هذا المجال، لم تقم بتبني قضية المرأة في العلم إلا في السبعينات، بعد فترة من قيام حركة تحرر المرأة.
ملاحظات ختامية
على الرغم مما تحقق للنساء العالمات من مكاسب عديدة فإن وضعهن لا يزال غامضًا. فهن مازلن يمثلن أقلية عددية، وإن كن لم يعدن هامشيات التواجد، ويتمتعن بظهور متزايد.
إلا أنهن يظللن ممزقات بين الامتيازات العالمية المزعومة لمهنهن العلمية وبين اهتماماتهن المفترضة في مناصرة قضية المساواة بين الجنسين في العلم والمجتمع.
وتمامًا كما حدث بالنسبة إلى القضايا الأخرى المتعلقة بعدم المساواة الاجتماعية والسياسية، حظيت قضية المرأة في العلم بتأييد كبير في نهاية الثمانينات، حيث اعتبرت من المشكلات "العامة" التي تجابه السياسة العلمية للولايات المتحدة الأمريكية.
وفجأة غدا حشد المرأة للعمل في المجالات العلمية من الحلول الممكنة لمواجهة نقص العمالة العلمية وبالتالي النجاح في التنافسية الدولية في هذه المجالات.
وعلى الرغم من الأنشطة المستنيرة للعديد من العلميين الرجال، والتكيّف المتزايد للمؤسسات العلمية مع المتطلبات السياسية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، فإن العلم، بما يحيط به من مزاعم الموضوعية والاعتداد بجدارة الفرد، لم يختلف عن سواه من المؤسسات الاجتماعية التي تضطلع صراحة بممارسة الضبط الاجتماعي من خلال هرمية التحكم الجنساني.
وقد استمرت المعارضة الشديدة لتقاسم قوة العلم مع ممارساته من النساء. وعلى الرغم من الإجراءات العديدة المنسجمة مع روح العمل الإيجابي، فإن العلم لم يسع إلى انتهاج سياسات نظامية أو تقييمية محددة من أجل إبطال الممارسات والعواقب الاجتماعية لهرمية التحكم الجنساني السائدة في المجتمع والثقافة، والتي تمد العلم بجموع عماله وتشكل نظرة العالم إلى ممارسيه.
ونأمل بأن يكون القرن الحادي والعشرون، الذي نحن على أعتابه، فاتحة عصر جديد من المساواة بين الجنسين في كل من العلم والمجتمع.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]