مجموعة من إنجازات الكيميائي “جابر بن حيّان” خلال حياته
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
انجازات جابر بن حيان التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
وزير الرشيد يُقبِّل … قدمي ابن حيَّان !!
توطدت صلة جابر بهارون الرشيد والبرامكة كما تقدَّم .
ويُروى أن يحيى بن خالد البرمكي كانت عنده جارية ذات ذكاء وجمال قد أصابها مرض عضال، ولم تُجدِ أدوية ذلك الزمان شفاء لها بحال.
فسمح يحيى لجابر بأن يراها وقد أشرفت على الموت أو تكاد. فأعطاها جابر دواء شفاها في الحال . فما كان من يحيى ألاّ أن خرَّ على قدميه يقبلهما وهو في غاية التأثر والانفعال!
عودٌ … على بدء
ألا ما أسرع دوران الأرض حول الشمس، لقد دارت منذ مولد جابر حولها ست وثمانين دورة.
وها هو في بغداد صديقاً للرشيد والبرامكة، حتى بدأت نكبتهم تلوح في الأفق.
وخشي عالمنا آثار الصراع السياسي على حياته وعلمه، وتذكرَّ نصائح كل من أبيه وشيخه الإمام ، فسارع بالرحيل شرقاً من بغداد تاركاً بيته ومعمله لتلميذه عز الدين – إلى أين ؟ .
إلى البداية، إلى الموطن الأول، طوُس حيث أقام بها بيتاً جديداً ومعملاً أكثر كمالا، مكان بيت أبيه الذي كان قد تهدَّم.
وعكف في معمله على تدوين الكتب الكبيرة والكتيبات الصغيرة التي بلغت أربعة وخمسين كتاباً وكتيباً ، منها : السبعين وهو يتضمن سبعين مقالة تحوي أهم تجاربه في الكيمياء، ويعتبر خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره، والتدابير ، والبحث، والتركيب، والأسرار، والمجرّدات، والخواص، والاستتمام، والتصريف، والحاصل، والحدود، والأصول، والتجميع. الخ .
إسدال الستار
وتحمل رياح الحرب الخليفة الرشيد، بعد سنوات عشر، إلى طوس حيث يشتد فيها عليه المرض، ويواريه ابنه المأمون ثرى طوس وبها صار ضريح الرشيد .
ويذهب المأمون مع عز الدين لزيارة جابر في بيته وهو كهلٌ في الثالثة والتسعين ، وقال المأمون، ولم يكن خليفة بعد، لجابر مداعباً : هربت منا يا شيخ فسعينا نحن إليك، ولو بقيت معنا في بغداد ما مسّك أحد بسوء.
تبسّم جابر بوهن قائلا: الفتن لا تُبقي على سلامة أحد يا بُني.. وفي الفتن يلوذ العلماء بالفرار وهو الأسلم، فالعلم هو ما يبقى من الأمم ، ولولا هروبي لما كانت هذه الكتب: مائة واثنتا عشرة مقالة في صناعة الكيمياء ، وسبعون بها مذهبي في الكيمياء وهي خير ما كتبت، ومائة وأربعون في علم الموازين، وخمسمائة مسألة في الموازين .. والتفت إلى عز الدين قائلا: احمل كتبي يا عز الدين وأودعها بيت الحكمة في بغداد .
وقبَّل كل من المأمون وعزالدين جبين الشيخ الجليل وغادراه مودِّعين وقد قُدِّر لهما، قبل رحيلهما عن طوس، أن يودِّعا جثمانه الوداع الأخير وأن يبكياه كصديقين وعالمين يدركان أنهما ودعا عالماً ليس له من قبل في الكيمياء من نظير.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]