مجموعة من التوصيّات لبقاء الإنسان متعافياً من الاكتئاب
2014 للتخلص من الاكتئاب
جيسي ه . رايت و لورا و.ماكراي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب
حيث إن للإكتئاب ميل لمعاودة الظهور في حياة الناس، يطيب لنا أن نضع دائماً خططاً لمرضانا لتقليل خطر هذه المعاودة، ولعل أفضل السيناريوات هو أن تعالج الاكتئاب حتى حصول الشفاء التام (اختفاء الأعراض المهمة)، وبمجرد معاودة أي عارض نعالجه بحيث لا يعود مرة أخرى، ولكننا نعلم أن مَن عاودهُ الاكتئاب مرتين أو أكثر يكون في خطر معاودة الأزمة أكثر من غيره. وأن على مَن عاوده الاكتئاب عدد من المرات أن يلتزم بخطة طويلة الأمد لإبعاد شبح هذا الخطر.
إن الدليل العلمي الأقوى يساند طريقة CBT مع أدوية مضادة للاكتئاب، في إبقاء شبح المعاودة بعيداً بعد حصول الشفاء، ومع أن الترياق الشافي الذي يضمن الشفاء من دون معاودة، غير موجودة، إلا أن الدراسات أظهرت أن لبعض العلاجات فائدة كبيرة في تقليل خطر المعاودة.
أظهرت الدراسات أيضاً أن جلسات التقوية (Booster Sessions) لها فائدة في المصابين ممن استجابوا للعلاج النفسي البين شخصي (Interpersonal Psychotherapy IPT). ومع أن البرنامج المثالي الذي يمنع المعاودة بالكامل لم يكتشف بعد، إلا أن هذه التوصيات تساعدك في البقاء متعافياً.
1 طوّر علاقة عمل طويلة المدى مع اختصاصي العناية الصحية ليساعدوك على البقاء متعافياً. حتى وإن إنتهى علاجك وشفيت تماماً، من الحكمة أن تبقى على اتصال مع طبيب أو معالج اختصاصي بامكانهما علاجك بالدواء أو بجلسات التقوية النفسية كجزء من خطتك للاستمرار في التعافي.
2 إذا ما عولجت نوبة واحدة من الاكتئاب بدواء مضاد، يجب أن يستمر العلاج لفترة تتراوح بين 6 9 أشهر بعد زوال الأعراض. فقد أظهرت الأبحاث أن الانقطاع المبكّر عن الدواء يزيد من احتمال المعاودة كثيراً.
3 إن كان لديك تأريخ من ثلاث نوبات أو أكثر من الاكتئاب في السابق يتوجّب أخذ علاج مضادات الاكتئاب لفترة طويلة. فإن الذين يعانون من معاودات متعددة للمرض معرّضون لخطر المعاودة إذا ما أوقفوا العلاج الدوائي بصورة مبكّرة، ولقد شهدنا عدداً من المرضى في عياداتنا ممن تعرّضوا لنوبات متكررة وتشافوا منها سرعان ما يعودون لإعادة التشخيص أو لتوصيف دواء بديل للمضاد الذي اعتمد في السابق. إنهم لا يريدون أن يكونوا مكتئبين ثانية ويعرفون أن الإستمرار على مضاد الإكتئاب يشكل جزءاً متكاملاً من خطتهم للحفاظ على التعافي.
4 يتوجب اعتماد التفكير بطريقة CBT إن لم تكن قد تلقيت هذا العلاج سابقاً، وعلى الرغم أن هذا الكتاب اعتمد الطرق المُعتَمِدَة على الذات المستنبطة من CBT، إلا أن علاجاً مختصاً ومحترفاً قد تحتاجه للمساعدة في الوصول إلى شفاء تام، وإدامة هذا الشفاء. إن كنت قد عولجت بطريقة CBT، أو لا، فإن التمارين الواردة في هذا الكتاب صممت لمعاونتك في استخلاص القدرة من هذ العلاج واستخدام طرائق الاعتماد الذاتي لفترة مناسبة.
5 تقدم طرائق تأمل اليقظة الذهنية طريقة فريدة وفعالة للمحافظة على التعافي، ويتطلب الانضباط والممارسة في استخدام تأمل اليقظة الذهنية حتى ولو لفترة وجيزة وذلك لمنع المعاودة وظهور الأعراض مجدداً. فإن كنت عانيت من نوبة اكتئاب واحدة أو أكثر، فإن تأمّل اليقظة الذهنية يستحق أن يؤخذ بالعناية والاعتبار كجزء من خطتك لتبقى متعافياً.
6 يتوجب استمرار الاستراتيجيات المفتاحية التي ساعدتك في علاج الاكتئاب الحاد.
على الرغم من أن الأبحاث لم تتطرّق لحد الآن إلى قيمة الاستمرار في استخدام أو تطبيق الخطط الشاملة المتضمّنة لاستراتيجيات مستمدّة من عدة مسارات نحو التعافي، إلا أننا نعتقد بأهمية الاستمرار بهذه الخطط التي تديم وتعزّز الصحة النفسية على امتداد فترة زمنية طويلة.
فعلى سبيل المثال، إن كانت التمارين مفيدة، فلا يكون من الحكمة أن توقفها بمجرّد أن توقفت أعراض الاكتئاب، وإن وجدت أن التركيز على التعافي كان مفيداً، فما المانع أن تستمر عليه وأن تديم جهودك في البحث عن طرق لتحفيز مشاعرك باتجاه التعافي.
وإن أدركت أن الأحساس الأعظم بالمعنى مهم جداً لك، أفلا يستحق ذلك أن تستمر بجهودك لتكون حياتك مليئةً بالمعنى والهدف؟ وإن كانت مشكلة تتعلّق في العلاقات هي أحد أسباب اكتئابك، أليس من الضروري أن تعمل على إدامة ما أنجزته من تحسن؟
إن تمريننا الأخير في كتابنا هذا سيساعدك على تنظيم أفكارك لتبقى متعافياً. فإن كنت لا تزال تحاول أن تجد حلاً لاكتئابك الحاد أو المزمن، فبإمكانك تأخير تطبيق هذا التمرين حتى تشعر بأن الاكتئاب بات تحت السيطرة، ومع ذلك نأمل أن تكون قد حقّقت تقدّماً جيداً وأصبحت مستعداً لتخطيط طرائق لإدامة هذا الشفاء.
أكملت كاتي قائمة العمل هذه بعد تطبيقها خطة في التعافي استمرت لمدة 12 أسبوعاً وتناقص خلالها مستوى قيمة PHQ–9 لديها إلى 2 أو أقل، وهذا من دون شك إنجاز يعدُّ مثالياً.
وهكذا، أصبحت كاتي قادرة على وضع خطط ممتازة للبقاء متعافية، وقد ضَمّنت خططها طرائق مُؤسَسَة على الأدلة مثل استخدام الأدوية أو CBT، كما أضافت عمقاً إلى خططها من خلال التزامها بتطبيق اليوغا والتحرّك بإيجابية بعد انفصالها عن حبيبها، واستخدام مصادرها الروحانية، والآن، جاء دورك لإكمال هذا التمرين الأخير، وتغيير خططك للبقاء متعافياً على طول الدرب.
استنسخ القائمة من التمرين 14 4 أو أنزلها من الموقع: www.guilford.com/breakingfreeforms.
تعليمات: راجع استراتيجيات التعافي وسجل الأشياء التي تودّ إجرائها لاستخدام هذه الاستراتيجيات. بإمكانك فحص وتقييم خطتك الشاملة للتعافي (التمرين 14 1) وذلك لأخذ أفكار تساعدك في إدامة تعافيك.
الخلاصة
من طريق هذا الكتاب أصبحت قادراً على تطوير خطة من خلال ستة مسارات للتعافي من الاكتئاب، وتوفّرت لديك الفرصة لبناء خبرات ومهارات في استخدام علاجات مؤسسة على الأدلة، وتعلّمت أيضاً طرائق متعددة في التعامل مع الأعراض وأنت في طريقك نحو الشفاء.
لقد شجعناك منذ بداية الكتاب على مراقبة تطور حالتك وتشذيب خطتك وصولاً إلى نجاح دائم. نأمل في النهاية، أن يكون خلاصك من الاكتئاب وأن المسار اللاحق أمامك مفتوحاً، ومضيئاً، وواعداً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]