مجموعة من علماء العصر الحديث الذين ساهموا في تطوير الفكر العلمي وتقدمه
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
علماء العصر الحديث تطوير الفكر العلمي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
بانتصاف القرن الخامس عشر، وقع الحادث الجلل، اختُرعت الطباعة، مما كان له أكبر الأثر في دفع عجلة النهضة العلمية الأوروبية، إذ تهيَّأت المعارف العربية والإغريقية لتحتل مكانها المرموق في الجامعات .
كذلك نشطت حركة التجديد والتأليف في العلوم والفنون، وامتدت من إيطاليا إلى فرنسا وسويسرا ثم إلى إنجلترا والدول الإسكندنافية . وهكذا بدأ العلم في العصر الحديث …
وحتى أواخر القرن السادس عشر، لم تكن دول الشمال قد أنتجت سوى ثلاثة من علماء الطبقة الأولى هم : "وليم جلبرت" الإنجليزي (1540 – 1603)، و "تيكو براهي" الدانماركي (1546 – 1601) و "سيمون ستيفن" الفلاندري (1548-1620) الأول اشتهر بالطب، والثاني بالفلك، والثالث بالميكانيكا.
ولم يظهر في علوم الحياة أحد في مستواهم من تلك الدول غير وليم هارفي الذي تلقى العلم في بادوا، حيث كانت الوحيدة بين جامعات الجنوب المتحرِّرة نوعاً من التعاليم الدينية، وكذلك كانت جامعة "ليدن" بهولندا .
وقبيل انتهاء القرن السادس عشر ومع مطلع القرن السابع عشر، بدأ عصر النهضة العلمية الحقيقية، وظهر التحرر العقلي من مجرد مشايعة الفلسفة الأرسطية أو النقل من الكتب العربية ، إلى الاعتماد على الذات .
وظهرت على المسرح العلمي في تلكم الحقبة كوكبة من العلماء كان لهم أعمق الأثر وأبلغه في تطوير الفكر العلمي وتقدمه، منهم :
1- كوبرنيكوس : الذي ثلَّ عرش بطليموس في علم الفلك وهدمه، إذ وضع الثاني نظاماً فلكياً يقضي بأن الأرض في مركز الكون وهي ساكنة ومستقرة، وجاء الأول ليُبطل هذه الدعوى ويقيم الدليل على زيفها واضعاً بذلك نظاماً كونياً "جديداً" جعل منه المفجِّر الحقيقي للثورة الفلكية والمؤسِّس الأول لعلم الفلك بمفهومه الحديث .
2- جيوردانو برونو : الذي نادى بنظرية الكون غير المحدود، واشار إلى احتمال وجود حيوانات على الكواكب الأخرى، وكان جزاؤه في النهاية الإحراق حيَاً ! .
3- جاليليو : الذي كان من أتباع كل من كوبرنيكوس وبرونو وهدم بعقليته الفذة واكتشافاته الرائعة كل فيزيقا أرسطو التي كانت أفكاره وآرائه تعتبر في عهد جاليليو جزءاً لا يتجز من الفكر الكنسي المسيحي، ومن هنا كانت مأساة جاليليو وصدامه مع الكنيسة .
4- كبلر : الذي جاء ليزين تلك الكوكبة بإنجازاته الفلكية الخالدة.
وتكملة لهذه "الباقة" الرائعة من الأعلام الذين أثروا الفكر العلمي ووضعوا أسس التفكير العلمي في العصر الحديث، جاء أربعة من كبار المفكرين والفلاسفة، كان لهم القدح المعلى في توجيه مسار المسعى العلمي وجهته الصحيحة، وهؤلاء هم: فرانسيس بيكون، وفابرك برسك ( 1580 – 1637) ومارين ميرس ( 1588 – 1648 )، وبييرجاسَّندى ( 1592 – 1655 ). وعلى رأسهم جميعاً رينيه ديكارت.
بهؤلاء، والكوكبة التي سبقتهم، دخل العلم عصره الحديث بكل ما يحتمل التعبير من معني، فقد قفز الأول، بيكون، بالتفكير العلمي قفزة هائلة أبعدته كثيراً عن تفكير القرون الوسطى، وإنه ليقف في القمة بين الذين نهضوا بالطريقة العلمية ووضعوا أسس الفكر العلمي بالمعنى الحديث. وأما الأخير، ديكارت، فهو مؤسِّس الفلسفة الحديثة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]