محاولات حديثة مبشرة للتنبؤ بالزلازل
2001 الزلازل
فريال ابو ربيع و الشيخة أمثال الصباح
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الزلازل علوم الأرض والجيولوجيا
أوضحت دراسات الجيوفيزيائي "ستين" من هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية في مينلوبارك في كاليفورنيا أنه عند حدوث الكسر (Rupture) على أحد أجزاء الصدع تنخفض الإجهادات على هذا الجزء، بينما تنتقل بعض الإجهادات المنبعثة إلى المناطق المجاورة .
ويؤثر هذا الانتقال الذي يحدث نتيجة مرونة القشرة الأرضية في الأجزاء المجاورة للصدع كما يؤثر في الفوالق الأخرى في المنطقة.
واعتمادا على موقع كل فالق واتجاهه وكذلك اتجاه تزيحه (Slip) فإنه تتحدد زيادة أو نقصان احتمالية حدوث الكسر عليه .
وقد وجد "ستين" وزملاؤه أن الإجهادات المتنقلة تمثل نسبة صغيرة من الإجهادات الكلية المتجمعة على صدع ما من كسر للذي يليه.
ومع هذا فإن مجموعة الدارسين عندما اختبرت التاريخ الزلزالي لمناطق متعددة لكاليفورنيا وجدوا اتجاهاً ملحوظاً لحدوث الزلازل تحديداً على الصدوع التي زادت الإجهادات عليها نتيجة حدوث زلازل سابقة قريبة منها.
وقد أثار صدع الشمال الأناضولي بتركيا انتباه كل من "ستين" و"ديترتش" من المساحة الجيولوجية الأمريكية والجيولوجي "باركا" من جامعة استنبول للتنقية وذلك في عام 1996.
ويمتد هذا الفالق لمسافة 1400 كيلومتر (870 ميل) والتي تمثل الحدود التكتونية التي تدور حولها الصفيحة التكتونية الأناضولية في اتجاه الغرب بالنسبة للصفيحة الآسيوية.
ومنذ عام 1939 وقعت سلسلة من الزلازل المدمرة وتتابعت مراكزها متقدمة غرباً حتى وصلت إلى شرق مدينة إزميت في عام 1967.
وقد وقع عدداً من الزلازل التي تتقدم مراكزها شرق زلزال 1939 إلا أنها أقل انتظاماً من السلسلة التي تنتشر غرباً.
وطبقاً لتحليلات مجموعة الدراسة فإن معظم التمزقات ظهرت على أجزاء الصدوع التي تعرضت إلى زيادة في الإجهاد نتيجة لتمزقات مجاورة سابقة، وكما وجدوا أيضاً أن الجزء الذي لم يتصدع بعد بالقرب من مدينة إزميت قد تعرض لإجهادات كبيرة نتيجة للتمزقات (الزلازل) التي حدثت شرق المدينة .
ومن نتائج دراساتهم أنهم وضعوا احتمالية 12% لحدوث زلزال بقوة تساوي 6,7 درجة أو أكبر يضرب منطقة إزميت خلال ثلاثين عاماً.
ويبدو هذا التنبؤ شديد التحفظ إلا أنه يبشر بنجاح متواضع في مجال الإنذار المبكر بالزلازل المعروف بغموضة وأثارته للجدل.
وبالفعل وبعد ثلاث سنوات من نشر نتائج هذا البحث وقع الزلزال في 17 أغسطس 1999 وبلغت قوته 7,4 درجة وقد دمر مدينة إزميت وقُتل من جرائه 14 ألف نسمة وجرح حوالي 35 ألفاً ، وظل 600 ألف إنسان دون مأوى.
وبخلاف صدع الشمال الأناضولي فإن صدع سان أندرياس بكاليفورنيا مطوق بشبكة من الصدوع الأخرى النشطة.
وبتطبيق مفهوم انتقال الإجهادات على صدع سان أندرياس وُجد أن انتقال الإجهاد بين الصدوع المحيطة يمنع صدع سان أندرياس من التصدع في شكل تتابعات متوالية تتقدم في جهة واحدة كما هو الحال في الأجزاء الغربية من صدع الشمال الأناضولي.
وقد وُجد أن وقوع زلزال لاندرز (جنوب كاليفورنيا) في 28 يونيو 1992 والذي بلغت قوته 7,6 قد يكون معُجلاً بحدوث الزلزال التالي والمتوقع أن يكون مدمراً وبقوة ثماني درجات بفترة زمنية تقدر بأربعة عشر عاماً عن توقيته المفترض.
وقد كان من المعروف قبل تطبيق مفهوم انتقال الإجهادات على صدع سان أندرياس أن الأجزاء الجنوبية منه تصنف باعتبارها من أخطر المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن هناك احتمالية بأن تعاني من زلزال مدمر قبل عام 2024 وذلك طبقاً لدراسات احتماليات حدوث الزلازل في كاليفورنيا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]