التاريخ

محطة “باث” ونبتة “الكالاو” لعلاج مرضى الجذام

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

مرضى الجذام محطة باث نبتة الكالاو التاريخ الطب

ففي إنجلترا مثلاً يحكون أسطورة عن ملك كان اسمه "بلادوود"، حكم البلاد في القرن التاسع قبل الميلاد وشاء القدر أن يصيبه الجذام، فما كان منه إلا أن هجر عرشه، ثم هام في البراري والقفار ليرعى الخنازير التي أصابها الجذام بدورها أيضاً.

وذات يوم نزلت الخنازير أرضاً طينية يغمرها ماء ينبوع في موقع يسمى باث Bath فشفيت الخنازير من الداء، وقلد الملك المريض "بلادوود"خنازيره المريضة ونزل هو الآخر في ماء الينوبع فشفى بدوره أيضاً.

لهذا فقد أمر بإقامة محطة في الموقع الذي شفى فيه، يستشفى كل الناس هناك من بعد، وأطلق عليه اسم "باث" ولا زال الناس حتى زماننا هذا يقصدون هذا الباث الذي أقاموا فيه تمثالاً للملك "بلادوود" ليستشفوا فيه ولكن من أمراض ليس الجذام بواحد منها أبداً بل لقد عمت الينابيع الطبيعية بلدان أوروبا كلها، يستشفي فيها الناس ويتعالجون علاجاً طبيعياً، وتتسمى أيضاً باسم "باث" خلاصاً من الروماتيزميات وآلام المفاصل والعضلات وأمراضهما.

الغريب أن الأسطورة جاءت على ذكر الخنازير المريضة بالجذام بينما يعرف الأطباء أن الجذام مرض لا يصيب إلا الإنسان، وقد يصيب عدداً محدوداً من الحيوانات في المختبرات فقط مثل الفئران أو الحيوان الأميركي "الأرماديللو" لأن الخنازير محصنة ضد المرض فلا تصاب به أبداً، لهذا فأصحاب الأسطورة كانوا واسعي الخيال، ولكنهم على دراية وألفة بالجذام منذ قديم الزمان على الأقل!.

 

 

أسطورة أخرى يرويها أهل الهند في الشرق الأسيوي تقول: (إن ملكا كان على "بنارس" اسمه "راما" أصابه الجذام، فدفعه ذلك إلى هجر ملكه ليهيم على وجهه في البراري والقفار، يقتات من نبات الأرض وحشائشها وبعد أن أصابه اليأس، فاتفق ذات مرة أن تناول نبتة مُرّة الطعم تسمى عندهم باسم "كالاو" Kalaw فشفي في الحال، مما دفع الأمل في قلبه وعاد إلى مقر حكمه في "بنارس").

وكان أن تقابل في الطريق مع أميرة هندية تعاني هي الأخرى من مرض الجذام، فحكى لها ما جرى معه ونصحها بتعاطي نبتة الكالاو السحرية فشفيت حين أكلت من نبات الكالاو هذا.

وعليه فقد تزوجا وأنجبا من بعدهما ذرية صالحة عفية صحيحة كما تروي الأسطورة وتقول: "ثم انتشر الخبر أو فلنقل شاعت الأسطورة وراجت، فأقبل الناس على هذه النبتة لأن الهند والصين تذخران بضحايا داء الجذام اللعين، ثم استخرج الناس بعدها من الكالاو هذا زيتاً يتعاطونه بالفم سموه باسم زيت "الشالموجرا"، ولا زال حتى يومنا هذا يستعمل علاجاً معتمداً إلى جانب العقاقير الأخرى الحديثة".

إن أمثال هذه الأساطير تؤكد بطلان الدعوى بأن الشرق الأوسط هو منبع المرض الوحيد، وتقنع المتابع لأخبار الطبابة والتاريخ أن الجذام مرض قديم وواسع الانتشار، وقد عرفته أقوام الأرض كلها قبل عصر الحضارات الأولى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى