مخاطر تصريف المجاري
2013 دليل المحيطات
جون بيرنيتا
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
إن تصريف المجاري المعالجة منها وغير المعالجة حاليا، لا يمثل فقط خطرا على صحة ممارس السباحة ومستهلكي الطعام البحري، بل ربما، وهذا الأهم، مضاعفة الانتاج الأولي في المياه الساحلية. ويذكر أن المجاري والمصارف الزراعية غنية بالنتروجين والفوسفور، مما يساعد على ازدهار انتاج العوالق النباتية في المياه الساحلية حيث تعمل هذه المغذيات العالية على نمو العوالق النباتية بشكل سريع مكونة غثاء طحلبيا منفرا على الشواطيء السياحية. وعندما يموت الطحلب ويغوص إلى القعر، تستهلك بكتيريا التحلل كل الأكسجين الذائب مسببة نقص الأكسجين في المياه العميقة، وفي الحالات القصوى تؤدي الى نفوق الأسماك وفي الغالب تنتج أنواع الطحالب النامية موادا سامة يمكن أن تستهلكها الصدفيات، وتصبح بذلك غير صالحة للاستهلاك البشري.
كما يعزى التغير في محتوى العوالق النباتية، من الداياتومات الى السوطيات، إلى النقص في تدفق السيليكات إلى المحيط وزيادة مترافقة في الفوسفور.
فعلى سبيل المثال يفرغ نهر بو Po في شمال ايطاليا نحو ١٠٠,٠٠٠ طن من النتروجين غير العضوي و ٦٠٠٠ طن من الفوسفور غير العضوي سنويا. لقد أصبحت وفرة المغذيات في شمال البحر الأدرياتيكي معضلة حادة،ازدهرت على أثرها الطحالب وترسب غثاء طحلبيا منفرا فوق ما كان يوما ما شواطيء سياحية جذابة.
أما في البيئات الساحلية المفتوحة، قد لا ينتج عن هذا التصريف مشاكل مباشرة الا أن تراكم المواد الغذائية وغيرها من الملوثات في البحار شبه المغلقة، مثل بحر البلطيق والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، قد يسبب مشاكل مستقبلية غير محسوبة. حيث يهدد طرح المغذيات في البحر الأسود على مدى ٣٠ عاما الأخيرة من بلدان حوض الدانوب، وجود النظام البيئي من أساسه، مع تزايد مناطق نقص الأكسجين السفلية خلال أشهر الصيف.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]