مخاطر تقنية نسخ الأجنة البشرية
1999 ثورة الهندسة الوراثية
وجدي عبد الفتاح سواحل
KFAS
نسخ الأجنة البشرية البيولوجيا وعلوم الحياة
الاستنساخ عن طريق تقنية نسخ الأجنة هو عملية معروفة في عالم الإنتاج الحيواني منذ أكثر من عشر سنوات.
فقد أصبح مألوفاً في عالم الحيوان أخذ البويضة الملقحة من رحم البقرة الحلوب التي كان سينتج عنها في الحالة الطبيعية بقرة جديدة واحدة وتركها تنقسم في أطباق التكاثر حتى تصبح ثماني خلايا، وتفصل هذه الخلايا بتقنيات الاستنساخ، وزرعها في أرحام أبقار أخرى حتى ينتج عن كل خلية بقرة منفردة، فنحصل بذلك على ثمانية توائم متشابهة.
لقد أغرت آفاق الاستنساخ الحيواني فريق جامعة واشنطن بأمريكا لتجريب هذه العملية على الأجنة البشرية.
فقد تمكن العالم جيري هول مدير معمل الإخصاب الصناعي بالجامعة، تحت إشراف رئيسه روبرت سيلمان، من إجراء تجربة استطاع من خلالها النجاح في انشطار 17 جنينا ميكروسكوبيا ليصبح عددهم 48 جنيناً وهذا يجعل في الإمكان الحصول على نسخة طبق الأصل من الجنين أو أكثر من نسخة وحفظها في الثلاجةلحين الاحتياج إليها، والجديد في هذه التجربة هو التوصل إلى مادة مستخلصة من بعض الأعشاب البحرية تفعل في البويضة الملقحة ما كان يحدثلها بصورة طبيعية في حالة الانقسام الذي ينتج عنه التوائم.
وقد حصل هو وسيتلمان على إذن جامعة واشنطن بمواصلة التجارب في هذا المجال واختارا لتجاربهما أجنة غير طبيعية، هي الأجنة المشوهة المحكوم عليها بالموت المبكر، وعندما انقسمت تلك الأجنة ذات الخلية الواحدة إلى خليتين قاما بفصل الخليتين عن بعضهما سريعاً لتكوين جنين بالصفات الوراثية نفسها.
وكانت تلك التجربة مسار جدل كبير ومحاكمة من المجتمع العام والمجتمع العلمي لأنها محاولة لاستخدام الإنسان كحقل تجارب لأخذ الأعضاء ونقلها، وهذا غير مسموح به علميا طبقا لقوانين الهيئة الدولية (G.N.H).
حيث أن تلك التجربة قد تخلق سوقا سوداء للأجنة ونوعاً جديداً من الرق والعبودية، وتفتح الباب أمام ممارسات غير خيرة، وقد قارن العلماء المعارضون هذه التجربة وما يمكن أن تؤدي إليه من مخاطر بالخطوات الأولى في انشطار الذرة التي قادت إلى صنع القنبلة الذرية والانشطار النووي الذي يهدد البشرية كلها.
فمن المحتمل أن تؤدي هذه الفوضى العلمية في تقنيات الهندسة الوراثية إلى تدمير الجنس البشري وتقويض دعائم المجتمع والحضارة الإنسانية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]