مخالفة تقنية الاستنساخ البشري الحيواني لسنن الحياة
1999 ثورة الهندسة الوراثية
وجدي عبد الفتاح سواحل
KFAS
الاستنساخ البشري الحيواني البيولوجيا وعلوم الحياة
إن محاولة تغيير الخلقة وتبديل فطرة الإنسان والعبث بتركيبه الوراثي عن طريق الاستنساخ يعتبر مخالفاً للسنن الإلهية ولفطرة الله التي فطرنا عليها.
إن أي محاولة لتغيير خلق الله ما هي الا استجابة لما يأمرنا به الشيطان، إذ يقول الله جل جلاله "إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا ﴿117﴾ لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴿118﴾ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا. سورة النساء الآيات من 117 – 119).
إن اكتشافاً كهذا والتوصل إلى تقنية الاستنساخ الحيواني للبشر من الممكن أن يقضي على العلاقات الإنسانية التي تربط الناس بعضهم ببعض ويقضي على تكوين الأسرة، فلا الرجل ولا المرأة بحاجة إلى أسرة للحصول على طفل.
ويتناقض هذا مع المفاهيم المستقرة للأبوة والأمومة والبنوة والأسرة وهو ما يخالف سنن الله في كونه (شكل 5)، ولا تتمشى مع طبيعة الإنسان الذي جرى عليها القدر الرباني لقوله تعالى "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
لقد أثار الاستنساخ البشري العديد من الأسئلة، منها على سبيل المثال لا الحصر كيف ستنظم العلاقة بين النُسخ الجديدة التي نتجت عن طريق التكاثر الجسدي "الاستنساخ البشري "مع أبناء النسخة الأصلية الذين جاءوا عن طريق التكاثر الجسدي ؟.
ألم يدرك الإنسان الذي يريد أن يصبح أزلياً عن طريق تكاثر خلاياه الجسدية، أن هذه الفكرة تصطدم مع كون الموت آتياً لا محالة ؟
هل سيخرج علينا الاستنساخ الحيوي بجنس بشري من طراز جديد تجمع له بفعل مكوناته الداخلية، من الصفات ما يمكن أن يتخذ أساساً لسحق ما تبقى من الجنس البشري الحالي باعتباره من مخلفات الماضي البالية ؟ !.
هل يعتبر نسخ صورة طبق الأصل من الإنسان خلقا ؟ !
ورغم المحاذير العلمية والأخلاقية والاجتماعية المحيطة بالاستنساخ الحيوي البشري فإنه ليس خلقا، فالله سبحانه وتعالى هو الخالق وحده، ولكنه مجرد تحول الكائن الحي من التكاثر الجنسي "التزاوجي "إلى التكاثر الجنسي "اللاتزاوجي ".
وهذا التحول موجود في الطبيعة. فبالنظر إلى صور التكاثر الجسدي نجد أن الاستنساخ البشري عن طريق الإخصاب الذاتي ما هو إلا تقليد للتكاثر الخضري اللاجنسي في النبات.
وقد حسم القرآن الكريم – الذي يثبت للعلماء يوما بعد يوم أنه قد سبقهم إلى كل الاكتشافات العلمية – هذه القضية عندما قرر أن الله وحده هو الخالق لكل شيء، قال تعالى "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ "(الآية 16 – سورة الرعد) وفي آية أخرى "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ "(الآية 73 من سورة الحج).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]