الطب

مراحل إعداد حالة استثمار للاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

وضع مفهوم أو فكرة حالة استثمار للاستئصال وفق ما وضعه (Thompson et al.) (في هذا الكتاب) كنظير مفترض للاتحاد الدولي للقاحات وإكساب المناعات حالة استثمار اللقاح (GAVI 2004)، وهو جملة المعلومات المقدمة إلى حلف الاتحاد الدولي للقاحات وإكساب المناعات، والتي يستند إليها التقييم، وتتم الالتزامات بتمويل إيصال اللقاحات للبلدان المؤهلة وذات المداخيل المتدنية.

ومع أن القرارات لكلتا حالتي الاستثمار تتطلب وجود متبرع وتمويل من الدولة، وكذلك من يقوم بالعمل، فإن هناك فروق واضحة.

أولها، فأولاً بينما يمثل حلف الاتحاد الدولي للقاحات وإكساب المناعات التمويل الرئيسي لشراء اللقاحات للبلدان ذات الدخل المتدني، لا توجد مثل هذه المنظمة ما يوازيها في مبادرات الاستئصال العالمي.

وثانيهما، أن القرار بتقديم أو زيادة اللقاح لا يتطلب العمل بالاتفاق بين العديد من الدول، باعتباره حاسماً في مبادرة الاستئصال.

 وثالثاً، من صلب مبادرة الاستئصال، هناك حاجة إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات وجباية التمويل في المراحل النهائية للبرنامج وعندها تنخفض مستويات المرض أو تزول، ولكن لا بد من بقاء المراقبة الحاسمة وأعمال ما بعد الإزالة.

 

ففي المرحلة الأولى "ما قبل الإطلاق" Prelaunch Phase التي تمثل عرض الخطة التجارية المفترضة والتي بمعيتها المساهمات المالية الضرورية والشركاء التنفيذيين الذين يشاركون في المساعي الحرجة في البحث عن التمويل مروراً من خلال السيطرة على برنامج الاستئصال. وقياساً على ذلك [فهذه الخطوة]هي وسيلة لصياغة المقدرة على تحليل الاستراتيجيات، والمتطلبات والأخطار، ووسائل الإدارة اللازمة للنجاح.

أما في المرحلة الثانية المسماة مرحلة التنفيذ Implementation Phase تتحول إلى خطة تكتيكية ومالية، التي يجب تحديثها دورياً للتصدي للتحديات المالية والبرمجية التي تظهر. وأخيراً. في مرحلة الإكمال الأخيرة Completion Phase، يجب أن توجد خطة موثوقة وملزمة لإكمال المهمة، التي تشكل تحدياً خاصاً عند برهة أصبحت مستويات المرض فيها منخفضة جداً، فلا يعود المرض بحد ذاته يشكل أولوية وطنية، نظراً لأعبائه.

وفي مرحلة الإكمال، يصبح التمويل رهناً بإرهاق المتبرعين، ويصبح التقدم والأكلاف لتحقيق الهدف النهائي أشد تحدياً وتضييقاً.

مع وجود مختلف الطرق التي نظمت بها مبادرات الاستئصال ونفذت تاريخياً، فمن الصعب أن نتصور طريقة واحدة لإنشاء وتحديث حالة استثمار للاستئصال.

 

ولذلك، فقد يكون من المفيد أن ندرس بدلاً عنها بعض الافتراضات حول النهج الذي ظهر من مناقشات المنتدى:

– القرار بإحداث حالة استثمار للاستئصال يكون قد سبقه عمل كثير يجبر الجماعة السكانية التي ترتبط به على تصور استئصال عالمي. وهكذا فإن طول المدة اللازمة لتجميع حالة استثمار للاستئصال يجب أن تسمح بكتابة الخطة والتوصل إلى إجماع الآراء حول التطبيق والاستراتيجيات والمراجعة النقدية – على كل حال، في النهاية سوف تتوقف على فاعلية قاعدة المعلومات الداعمة.

– لقد مُيِّز الدور السائد بأنه نجاح حاسم. لكنه من الواضح أن الدور السائد كان منحازاً باتجاه العمل. وبالتالي فإن ما تم خلال مرحلة ما قبل الإطلاق، هو بمثابة إنشاء القاعدة العلمية حيث تستطيع حالة استثمار للاستئصال أن تستفيد من كونها تنسق مع هيئة حيادية. وعلى كل حال، يجب أن تشرك قادة الجماعة وأن "يتملكها" الخبراء المختصون.

 

– يمكن لإنشاء حالة استثمار للاستئصال وتقييمها بصورة منهجية أن تصبح وسيلة قوية لتقييم مبادرات الاستئصال المنافسة. وكذلك يمكنها أن تؤدي إلى المزيد من التفكير بشأن التعاون مع مبادرات أخرى للسيطرة والاستئصال التي تفعّل المصادر البشرية والاقتصادية.

– لقد أصبح واضحاً من المناقشة مع القائمين على مبادرات سابقة أن ما هو جديد هنا ليس هو وضع خطة لتقديمها في مجال السياسة الدولية وهيئات اتخاذ القرار، بل بالأحرى كمحاولة لتصنيف أو تنهيج العناصر، وتقديم منهجية صميمية، والتأكد من إجراء المراجعة الصحيحة.

 

– أن المراجعة الخارجية القائمة على الشواهد تعد حاسمة لإثبات صدقيتها ويمكن تحقيقها من خلال المراجعة المكشوفة والمغمضة، والنشر في مثيلاتها من الصحافة العلمية والفكرية، وتحليل مشاركي الاستثمار. وتشمل بعض الجماعات الأساسية القادرة على التقييم الواسع المجموعات الاستشارية التقنية في مبادرات إزالة الأمراض: رأي الخبرة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، قوة المهام الدولية لاستئصال الأمراض التابعة لمركز كارتر، والمجلات العلمية الملتزمة الخاصة.

– هناك عدد من العملاء المحتملين لمثل هذا التحليل وطبعات الوثيقة الأخيرة. ويشمل هؤلاء خبراء الأمراض ووزراء الصحة في البلدان المصابة، وخاصة كالتي ترعاها WHO، والمكاتب الاقليمية ومجموعات الاستشاريين وجمعية الصحة العالمية؛ والمانحين (دول واتفاقيات ثنائية) وممولين آخرين (محبي خير البشرية)؛ والجمعيات المدنية وشركاء تنفيذ محليين آخرين؛ وأخيراً الناس في البلدان المصابة الذين سيرغبون في النهاية بالانضمام إلى مثل هذه المحاولة.

 

حسب التصور، فإن حالة استثمار الاستئصال ستصبح الأساس للتأييد فيما بعد، ولكنها ترجو الإجابة على السؤال حول كيفية تسهيل تمويل مبادرات الاستئصال. فالقيادة وإجماع آراء التقنيين والخطة التجارية الواضحة كلها مكونات ضرورية، ولكنها ستتحد بالصورة المثلية ضد المقدرة على الحصول على التمويل بالحجم المطلوب لمثل هذا البرنامج.

ولقد درس المنتدى بعض المقاربات المجددة في تحقيق ذلك (Thompson et al.، في هذا الكتاب)، فإذا أحدثت مثل هذه الآليات، فإننا نعتقد بأن هذا مما يسهل فعاليتها بطرح حالة استثمار الاستئصال واضحة المعالم ومراجعة من قبل الخبراء، ومقبولة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى