مراحل تصميم برنامج “الخبرة المتكاملة”
1995 مستويات النمو العقلي
الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري
KFAS
مراحل تصميم برنامج الخبرة المتكاملة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
وأما عن أساليب تصميم برنامج الخبرة المتكاملة ، فإنه ينبغي التأكيد بداية على أن الخبرة المتكاملة تتركب بنيتها من عدد من المفاهيم الرئيسية التي تنبثق عن توصيف الخبرة وإطارها العام ، بحيث يعالج كل مفهوم من هذه المفاهيم الرئيسية فكرة واحدة يركز عليها وتدور المواقف والأنشطة والممارسات حول هذه الفكرة بأسلوب مرتب ومنظم يؤدي إلى التكامل والترابط في عقل الطفل ،
وبحيث يتيح تنوع وتعدد المفاهيم ومستوياتها الفرصة أمام المعلمة والطفل لتنويع وتشعيب المسارات حتى تقابل الفروق الفردية بين الأطفال في المستوى الواحد.
وحتى تحقق النمو الشامل لكل طفل من الأطفال ، وتمر عملية تصميم الخبرة المتكاملة في عدد من المراحل والخطوات (بهادر 1987: 190) نوجزها فيما يلي :
– تحديد الإطار العام للخبرة ، بحيث يسهل التعرف على مضمونها ومحورها الرئيسي وعناصرها الفرعية .
– تحليل محتوى الخبرة إلى مجموعة مفاهيم أساسية منبثقة عن المحور الرئيسي للخبرة ، يعالج كل مفهوم من هذه المفاهيم فكرة واحدة يركز عليها ويقدمها بأسلوب يعمل على تغذية جميع مجالات نمو الطفل بما يحقق التكامل النمائي المنشود ، ومع مراعاة أنه رغم تعدد المفاهيم الأساسية التي تقوم عليها الخبرة ، إلا أنه لا بد من ترابطها وتكاملها في كل متفاعل يتفق مع الترتيب النفسي والمنطقي الذي ينمو الطفل طبقاً له .
– صياغة الأهداف السلوكية للخبرة والتي تعبر عما يراد إكسابه للطفل في المجالات الثلاثة المعرفية والوجدانية والنفس حركية وبحيث يراعى في ذلك : تحديد الفئة العمرية للأطفال المصاغة لهم ، تحديد السلوك المرغوب إكسابه للطفل ، تحديد الشروط اللازمة لتحقيق السلوك المرغوب ، ثم تحديد مستويات الإتقان المستهدفة .
– ترجمة الأهداف السلوكية المحددة للخبرة إلى مواقف وممارسات وأنشطة تربوية متنوعة ومتعددة بما يساعد على تعدد المسارات وتشعبها ويتيح الفرصة أمام الأطفال لاختيار ما يناسبهم .
ويتأتى ذلك عندما تتضمن الأنشطة التربوية أنماط مختلفة مثل الأنشطة الموجهة والأنشطة الحرة وانشطة للمشاهدة وأنشطة للتفاعل ، وبحيث تتحقق في هذه الأنشطة أيضاً الشروط اللازمة لنجاحها مثل أن تكون واقعية ، ومحسوسة ، ومرغوب فيها ، مما يمكن تقويمه وأيضاً مما يسهل عملية نمو الطفل في مختلف جوانبها .
– تحديد الاستراتيجيات التربوية التي تساعد على إنجاح الموقف التعليمي وتحقيق الأهداف المرجوة ، وتتمثل هذه الاستراتيجيات في استراتيجيات التفاعل بين المعلمة والطفل وتحديد دور كل منهما في مختلف المناشط التربوية.
ثم استراتيجية تقسيم وتوزيع وتجميع الأطفال سواء في ذلك التجميع المنطقي أو المتجانس أو غير المتجانس أو المرن أو الثابت أو غير ذلك من اساليب تجميع الأطفال وتحريكهم ، ثم استراتيجية تنظيم واستخدام المكان المخصص لتقديم الخبرة وما يشتمل عليه من تقسيم الغرفة إلى أركان أو مراكز اهتمام محددة أو الانتقال خارج غرفة الصف التقليدية.
ثم استراتيجية التقنيات التربوية المناسبة للخبرة وتحديد مكان وزمان عرضها ومدة العرض ومواصفات الإستخدام الأمثل وغير ذلك من شروط استخدام التقنيات التربوية .
– تحديد أدوات التقويم المناسبة التي تمكن المعلمة من تحديد مستويات نمو الأطفال قبل وأثناء وبعد تقديم الخبرة ، ويمكن أن يتضمن ذلك بطاقات الملاحظة ، والسجلات التراكمية ، استمارات المتابعة اليومية لأولياء الامور ، والتطبيقات التربوية التي يطلب من الطفل أداؤها ، وأية مهام محددة يطلب من الطفل عملها وممارستها ، مع الأخذ في الاعتبار الاتجاهات المعاصرة في القياس في الطفولة المبكرة ، مثل استخدام الأنماط الصحيحة للمقاييس ، وزيادة عدد المتغيرات التي تخضع للقياس ، ومنطقية التفسير لنتائج القياس (Goodwin & Driscoll, 1980, P. 31).
– توجيه التعليمات والإرشادات اللازمة والتي يمكن أن تساعد المعلمة على النجاح في مهمتها وتمكنها من الوصول لتحقيق نواتج التعلم المرغوب فيها باسلوب سهل ومبسط مفهوم . ويمكن أن تتضمن هذه التوجيهات إلى جانب ما يتعلق بمحتوى الخبرة وعناصرها نقاطاً ، مثل إشتراك الاسرة في تنفيذ برنامج الخبرة ، إستضافة بعض اصحاب المهن في المجتمع المحلي ، الزيارات الميدانية والرحلات الاستطلاعية ، الجديد من اساليب استثارة الطفل وجذب إنتباهه للبرنامج أو برامج وإجراءات التقويم المناسبة .
هذه الخطوات السبع التي ينبغي اتباعها في تصميم وبناء الخبرة المتكاملة ، تتوقف في مجموعها على النقطة الاولى منها او بالاحرى على نقطة الأساس التي تنطلق منها ونقصد بها خطوة تحديد الإطار المرجعي للخبرة وذلك لأن الإطار المرجعي للخبرة المتكاملة ينبثق من الإجابة عن مجموعة من التساؤلات والقضايا الجدلية ، التي لا تقتصر على ما يتعلق بالخبرة المتكاملة في حد ذاتها ، بل وايضاً على كل ما له علاقة بمجموعة الخبرات المتمكاملة التي يتشكل منها بنرامج الروضة ككل. بل ويمتد ايضاً لوجود الروضة ذاتها وعلاقتها بالنظم التعليمي وبالأسرة والمجتمع وكل ما له صلة بالطفل.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]