مراحل حياة السكريين اليافعين
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تتغير أعراض وعلامات وآثار السكري باختلاف مراحل حياة الأطفال، فعليك أن تجمع المعلومات باستمرار حول سكري الأطفال، بدءاً من مرحلة الرضاعة (من الولادة إلى السنتين)، ومروراً بمرحلة الحبو وما قبل المدرسة (بين سنتين و 6 سنوات)، ثم بمرحلة المدرسة (من 6 سنوات إلى 12 سنة)، فمرحلة المراهقة (من 12 إلى 18 سنة)، ومرحلة بداية البلوغ.
وبالإضافة إلى التغيرات البيولوجية والفيزيولوجية التي تطرأ على الطفل فإنه يتعرض لتغييرات اجتماعية ترافق الطفل في مسار حياته، وأنت باعتبارك والداً لطفل سكري لا بد لك من أن تتمكن من امتلاك المهارات والمهام التي تساعد طفلك على مكافحة المرض، فحاول أن تتعلم المهارات التي يتعلمها طفل بعمر طفلك، فذلك يمكِّنك من تقديم المساعدة لطفلك على القيام بما يتعين عليه القيام به.
ولرعاية الطفل السكري تمس الحاجة للدعم الذي يقدمه الأطباء ويقدمه أعضاء الأسرة الآخرون، ويغلب أن يقترح الطبيب عليك أن تتشارك مع الطفل السكري المعاناة التي تنتج عن ارتفاع مستويات سكر الدم وانخفاضه، فذلك يجعل تلك المعانة أقل إزعاجاً للطفل، كما يجعل اختيار الأنظمة الغذائية الصحية للطفل السكري.
وإلى جانب الأحوال التي يمر بها والدا الطفل السكري، فإن هناك المكابدة التي يسببها أي طفل آخر لأهله، فقد تؤثر مثل هذه التحديات على علاقتك مع الطفل السكري وعلى العلاقات الأسرية، إلا أن بإمكانك اجتياز هذه الثغرات معتمداً على الآليات المختلفة للتعايش مع السكري.
ومع تقديم الرعاية للأطفال السكريين، سينتابك الشعور بالذنب عندما تقوم بإجراءات تسبب الألم لهم، مثل حقن السكري أو أخذ عينات الدم لقياس مستوى سكر الدم، وقد تجد نفسك مهتماً بما تتوقع حدوثه من إجراءات طبية للطفل السكري في الايام التالية
وقد يشعر الطفل السكري بالإجهاد من كثرة الاختبارات التي تجرى له والمراقبة المسستمرة لحالته، ومن الطبيعي أن تتوقع عدم التعاون الكامل من جانب الطفل السكري، فلا يكون بوسعك سوى اتباع بعض الأساليب لضمان التزامه بتنفيذ الإجراءات الطبية المطلوبة منه، ولا غرابة أن تكون ضحية للقلق الشديد حول بعض تلك الإجراءات، إلا أن نجاح الطبيب ومن يساعده في تقديم الرعاية الطبية للطفل السكري يعتمد اعتماداً كاملاً على تعاونك التام وعلى الدعم الذي تقدمه لهم.
وقد يكون التعامل الأطفال السكريين في مرحلة الحبو صعباً جداً بسبب تكرر إصابتهم بنوب الغضب والعصبية المرتبطة بهذه المرحلة من العمر، وعليك أن تتذكر أن الطفل في كثير من الأحيان يعكس الحالة التي تسيطر على والديه، لذا يتوجب عليك أن تتحلى بأعلى درجات الصبر وضبط النفس عندما تناقش أي موضوع أو تعرض الحقائق أو تصف الإجراءات أمام طفلك السكري
ويمكنك أن تضع الخطط لممارسة الأنشطة التي تتلاءم مع سن طفلك السكري، وعندها يمكنك إثارة خيالاته بحيث يقبل التغييرات في النظام الغذائي وأنماط الحياة التي تلائم حالته. ويجب أن يتخلص السكري اليافع من الخوف من بعض الإجراءات الطبية مثل الحقن الطبية والمعالجات الأخرى التي قد يحتاج إليها.
فعندما يتعرف الطفل على أصدقاء جدد أو يتم إدخاله في بداية الحياة المدرسية أو في مرحلة الحضانة حيث يقابل أصدقاء جدد يكون من الضروري إظهار أن إصابته بالسكري لا يجعله مختلفاً بشيء عن زملائه لكونه مريض.
ورغم أن اختلاف الشخص عن زملائه ليس أمراً مشيناً فإن بإمكانك أن تقدم المساعدة للطفل السكري ليشعر أن ما يختلف به عن زملائه ليس بالشيء السلبي، وأن تساعده أيضاً على اعتبار حالته تجربة غنية بالتعلم، مما يجعله في نهاية الامر ينظر إلى إصابته بالسكري بالكثير من الثقة بالنفس، وأن تؤكد له أنه يتمتع بخصوصية فريدة لا تقلل منها إصابته بالسكري
وإذا تطلبت مراقبة سكر الدم لدى الطفل السكري إجراء اختبارات الدم داخل الفصل الدراسي، فيمكن أن يتعلم الطفل كيف يتفادى الخجل من ذلك، وعليك عندها أن تفسح المجال للأطفال الآخرين المحيطين بالطفل السكري ليلموا بتلك الإجراءات في أقرب وقت ممكن لرفع مستوى الوعي لديهم ورفع مستوى الثقة بالنفس لديهم.
وعندما يصبح الأطفال قادرين على إجراء الاختبارات اللازمة لهم بأنفسهم، يصبح من الضروري أن نكيل المديح لهم على اتباعهم النظم العلاجية المقررة لهم، أما إذا لم يتمكن الطفل السكري من بلوغ المستوى المطلوب من السكر في الدم فقد يشعر بالخجل من الإفصاح عن ذلك، لذا فإن من الضروري أن يتاح للطفل السكري التحكم بحياته الشخصية، فتحكمه بحياته الشخصية يجعل المهمة الملقاة على عاتق الأسرة أكثر سهولة ويسراً.
وعند التعامل مع السكريين المراهقين ينبغي الانتباه إلى التغيُّرات التي تنتاب وجهات نظرهم وخبراتهم وميولهم، وعليك أن تحاول التفكير في الطرق التي يمكن أن تساعدهم في بناء الثقة في أنفسهم، وأن تتذكر ما يعانونه من صراع من أجل التعرف على ذواتهم، والمسؤوليات الملقاة على عواتقهم، وأنه ينبغي أن التعاطي معهم بما يتناسب مع الاضطرابات العاطفية والجسدية التي يعاني منها المراهقون. وحتى عندما تقرر أن تسمح للسكريين المراهقين بالاستقلال في تعاملهم مع حالاتهم، فإن عليك أن تتذكر أن السكريين المراهقين يمرون بمرحلة يتعرضون فيها للمخاطر، ويتأثرون بتلك المخاطر بسهولة، وبعض هذه المخاطر يصعب التنبؤ بها، ومن المفيد على الدوام أن تحترم التطورات الاخلاقية والجسدية والعاطفية والروحية والاجتماعية لابنك المراهق أو لابنتك المراهقة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]