مراحل وأشكال “برامج التدريب أثناء الخدمة”
2004 التدريب أثناء الخدمة
د. فهد يوسف الفضالة
KFAS
برامج التدريب أثناء الخدمة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
يفترض أن يكون التدريب أثناء الخدمة بمثابة عملية مستمرة من وقت تعيين الموظف الرسمي ولحين إحالته إلى التقاعد ، وهي ليست عملية ذات قيمة فقط بل وضرورية لكل الدرجات والمستويات الوظيفية في مجال العمل بالخدمة العامة.
حيث أن المركز الوظيفي للموظف غالباً ما يتغير ويتبدل في أكثر من موقع ومركز عمل أو درجة وظيفية واحدة ، لذا فإن الموظف يتوقع الترقية إلى أعمال أخرى أعلى ذات مسئوليات أكبر وتحتاج لمهارات مختلفة وأساليب فنية وإدارية جديدة .
وتجدر الإشارة إلى أن اختيار وتصميم وسيلة التدريب المناسبة تيسر عملية تحصيل المتدرب للمهارات والخبرات اللازمة بأكبر كفاءة ممكنة وبما ييسر إمكانية نقل ما يتعلمه المتدرب إلى مجال الممارسة الفعلية للعمل.
ومن ثم فإن اختيار الوسيلة التدريبية المناسبة تساهم في تحقيق ومقابلة جميع المتطلبات الوظيفية للمتدرب كمتطلبات النقل من وظيفة إلى أخرى أو الترقية أو غيرها.
ويمكن تقسيم برامج التدريب أثناء الخدمة إلى مراحل مختلفة وذلك على النحو التالي :
– التدريب المبكر في مجال العمل Early Career Training .
1- التدريب الإرشادي أو التوجيهي Orientation Training .
2- التدريب التمهيدي Preface Training .
– التدريب في منتصف وما بعد منتصف فترة ممارسة العمل Mid and Later Career
1- التدريب في موقع العمل On-the- Job Training .
2- التدريب الإنعاشي Refreshing Training .
3- التدريب التحويلي (إعادة التدريب) Re-Training .
والأشكال المختلفة التي تحتويها هذه المراحل من الحياة الوظيفية للموظف تدار من خلال طرق تدريبية متعددة وأساليب فنية مختلفة.
وسوف نستعرضها بشكل مختصر مع الإشارة إلى خصائصها من حيث التوقيت المخصص لكل منها والمدة والمحتويات وأهدافها والغرض منها كما يلي :
1- التدريب التعريفي أو الإرشادي أو التوجيهي Orientation Training .
ويتاح هذا التدريب للعاملين حديثي التعيين ويجب أن يتاح خلال الأيام القليلة أو الأسابيع الأولى من التعيين بالخدمة .
ويتضمن البرنامج عادة مقدمة عن الخدمة المعنية وتعريف العامل بالعمل الجديد ومتطلباته وأهدافه وأساليبه الفنية والدور التخصصي للعامل ، وكذلك حقوقه والتزاماته وشروط الخدمة . كذلك فإن هذا النوع من التدريب يجيب عن كافة الأسئلة المثارة من قبل المتدربين ومن ثم يتم التآلف بين العامل وبين إدارته .
وفي هذا التدريب التعريفي أو التوفيقي فإن الدليل المؤسسي والإجرائي والخاص بالإدارات والمنظمات يكون مدعماً بالإرشادات والتوجيهات . وقد يختلف الوقت الذي يتطلبه البرنامج في ضوء محتواه وذلك من حيث المدة سواء كانت ساعات قليلة وأياماً وذلك تبعاً لطبيعة العمل ونوعية المتدربين.
ويجب أن يؤدي غرض برنامج التعريف إلى تنمية اتجاهات مهنية ويعمل على رفع معنويات المتدربين ويختصر الوقت اللازم لمعرفة العمل الجديد ، ويعد ذلك بمثابة التجربة الأولى للتدريب أثناء الخدمة للعاملين الجدد .
2- التدريب التمهيدي Preface Training
حيث أن التدريب المعرفي أو التكيفي هو عام في طبيعته ، فإن التدريب التمهيدي أو ما يعرف بتدريب المقدمة يعد أكثر تخصصاً حيث يتم فيه تدريب العاملين على عمل محدد ومعين.
ويمكن تصوره على سبيل المثال أن الموظف الذي يعمل على الحاسب الآلي ومهما كان كفؤاً فإنه لا يستطيع أن يعمل بكفاءة في عمل جديد آخر يختلف عن عمله الأصلي إذا لم يتقيد بالقواعد والتعليمات والطرق التقليدية والأشكال المستخدمة في عمله الجديد .
وهذا يؤكد على أن لكل عمل جديد مهاماً جديدة لابد من التدريب عليها سواء كانت مدة التدريب ساعات قليلة كإرشادات عامة أو أسابيع أو شهوراً وتجدر الإشارة إلى أن التدريب التخليقي أو تدريب المقدمة يحظى بأهمية خاصة بين مختلف أنواع برامج التدريب أثناء الخدمة .
3- التدريب في موقع العمل On-the-Job Training
يعرف التدريب في موقع العمل بأنه مجموعة الإرشادات والتعليمات والتوجيهات التي يتم الحصول عليها من الزملاء ذوي الخبرة أو الأعلى مرتبة وذلك بصورة رسمية ، كما يعرف أيضاً التدريب في موقع العمل في أجهزة الخدمة العامة بأنه التعليمات المقدمة من قبل موظف حكومي بطريقة رسمية ومن شخص ذي مستوى عالٍ.
ويتاح هذا النوع من التدريب بواسطة فئة الصف الأول من المشرفين لمرءوسيهم ، ويتم من خلال صورتين مميزتين لهذا النوع من التدريب هما:
أ- أنه يتم في موقع عمل العامل بحيث يتولى التدريب المشرفون أو زملاء العمل ويكون هذا الأسلوب فعالاً إذا كان المشرف متمكناً من عمله وعارفاً بتفاصيله وتتوفر لديه القدرة على التدريب أثناء العمل .
ب- يتم هذا النوع من التدريب إما في مكان العمل الفعلي حيث يكون المتدرب تحت إشراف المسئول الذي يلاحظ المتدرب فيه العمل ويعلمه مستعيناً بالتجربة والبرهان والأدلة ويرشده ويوجهه كلما تطلب الأمر ذلك ، أو أن يكون التدريب خارج موقع العمل وبالتالي تخصص أماكن مزودة بكافة الإمكانيات وبالتالي يكون الهدف من التدريب هو إكساب الفرد المهارات اللازمة وليس الإنتاج .
والتدريب في موقع العمل هو طريقة عملية على مستوى عال ويختلف أحياناً في المدة اللازمة له من عدة دقائق إلى بعض الساعات يومياً أو أسبوعياً اعتماداً على ما تم تخطيطه وتصميمه .
4- التدريب الإنعاشي Refreshing Training
والغرض من هذا النوع من التدريب والذي يقدم من وقت لآخر هو المحافظة على اهتمامات العامل واستثارته عن طريق جعله يعرف أولاً بأول كل ما هو جديد من الطرق العلمية والأساليب الفنية المرتبطة بعمله .
والتدريب الإنعاشي أيضاً يزود العاملين بالمعرفة اللازمة والمهارات المطلوبة لمزاولة أعمال جديدة بهدف النقل أو الترقية، وعادةً ما يستخدم في حالة إعادة هيكلة العمالة وتحويل فائضها في قطاع معين إلى قطاع آخر أو أكثر .
ومن وجهة النظر التاريخية فإن التدريب الإنعاشي قد نشأ أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية في المعاهد والمدارس الريفية من خلال تحديد مكان ثابت لأيام محددة قبل افتتاح الفصل الدراسي المعتاد للمدرسة بغرض إطلاع الدارسين على الجديد من الطرق التنموية والأدوات اللازمة للإرشاد المهني .
ويعد هذا النوع من التدريب ذا أهمية بالغة للعاملين في المجال الفني العلمي والذين تتطلب وظائفهم المعرفة المكثفة والمهارات المتخصصة مثل الطب والزراعة.
ويعتبر التدريب الإنعاشي ذا أهمية وقيمة كبيرة حيث أنه يستثير الاهتمام ، ويدمج العامل أولاً بأول في مجاله المهني .
5- التدريب التحويلي (إعادة التدريب) Re-Training
يتم تصميم برامج التدريب التحويلي خصيصاً لإعداد العاملين لتولي أعمال جديدة تماماً أو واجبات محددة ومن ثم يعتبر التدريب التحويلي بمثابة تدريب مكمل للعمل الحالي أو العمل السابق للقائم بالوظيفة ، لذلك فالتدريب التحويلي مهم للعاملين الذين يلتحقون بأعمال جديدة تكون مختلفة عن أعمالهم السابقة.
وتتراوح فترة برنامج التدريب التحويلي بين عدد قليل من الساعات لإعطاء توجيهات وإرشادات مقتضبة إلى عدة شهور من التدريب المكثف لإعداد العاملين لتولي واجبات مركبة ومهام في مواقع فنية جديدة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]