الطب

مرض “كلابية الذنب”

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

لقد تطور فهمنا لداء كلابية الذنب في القرن والنصف الأخيرين من وصف لمرض جلدي مزعج يسمى عن جدارة "كرشة كرشة" Craw Craw إلى تفهم دورة انتشاره ودوره الهام في حدوث العمى.

ولقد أحدثت إجراءات سيطرة مختلفة بعدما توفرت الأدوات الجديدة، وهذه الأدوات قد قربت المجال نحو التخلص منه واحتمال استئصاله.

فاستعراض إنشاء برامج ودروس مستقاة من أجل استئصال هذا المرض قد يكون له فائدته في برامج أمراض أخرى ما دامت كلها تبدأ "المسيرة الطويلة نحو التخلص منها" – وهي رحلة يبدو أنها تتسارع كلما اقتربت من نهايتها، ولكنها تصعب في آخر الحالات المتبقية والجهود الهائلة التي على البرامج أن تواجهها.

 

مـقـدمــة

إن أول درس يجب تعلمه في أية حرب هو معرفة العدو. فقد كان أول وصف جرى لداء كلابية الذنب في غانا، حيث أعطى الحك المبرح وتغيرات الجلد المصاحبة له الاسم المحلي " كرشة كرشة " (الشكل 1.4)، ووصف أونيل(O’Neil)  (1875) لأول مرة وجود الخيطية (فيلاريا) في جلد الأشخاص المصابين.

ووصف روبلز (Robels)  (1917)مرضاً مماثلاً في الأميركيتين. وبين بلاكلوك(Blackblock)  (1926) العلاقة مع الذبابة السوداء ناقلة هذا المرض، ولكن علاقتها مع العمى كانت موضع خلاف نوعاً ما.

ثم جاء هيسّت (Hissette)  (1932)ووصف لأول مرة تأثير الخيطية المجهرية على العين في الكونغو البلجيكية، مع وصف رايدلي (Ridley)  (1945)الكامل لمؤشرات العين فيما يعرف الآن بغانا.

وبعدما عرف طرازه المرضي الأساسي وطريقة انتشاره بصورة أفضل، أصبح واضحاً أنه يوجد منه عدة أنواع. ففي أفريقيا يوجد فرق بين النوع المسبب للعمى أكثر من سواه وهو داء كلابية الذنب في مناطق السافانا النصف استوائية وجراثيمه الناقلة، والنوع الغابي وجراثيمه الناقلة (Duke and Anderson 1972؛ وDuke and Garner 1976).

 

وفي الأميركيتين فإن الجرثومة الطفيلية هنا تشبه النوع الموجود في غرب أفريقيا، وربما جرى جلبها من هناك خلال حقبة تجارة العبيد (Zimmerman et al. 1994).

وعلى كل حال فإن جرثومته الذلفاء الدقيقة الممرضة (السيموليوم Simulium) تختلف عن غيرها وتختلف أيضاً بين مختلف البؤرات.

وفي أفريقيا أيضاً فإن نواقل الجراثيم تختلف كثيراً عن بعضها: فبعضها لديه القدرة على الطيران لمسافات بعيدة، بينما تطير الأخرى لمسافات قصيرة فقط. ويعتبر تفهم حركات نواقل الجراثيم وكذلك بؤر المرض أساسياً لنجاح برنامج الاستئصال.

ولكن تفهم المرض (ونواقله الممرضة) لا يكفيان للشروع في برنامج سيطرة أو إبادة. ويستعرض هذا الفصل نشوء برنامج داء كلابية الذنب والدروس المستفادة من نشوئها التي قد تكون مفيدة مع بدء برامج أخرى للتخلص من الأمراض والمسيرة الطويلة للتخلص أو الاستئصال وحيث تتطلب الحالات الأخيرة جهوداً هائلة.

 

الدفاع

إن خلق الوعي بمرض ما لدى السلطات الصحية العامة والجمهور بشكل عام هو خطوة جوهرية نحو السيطرة عليه. فعندما زار السيد جون ويلسون (Sir John Wilson)(مؤسس الجمعية الإمبراطورية البريطانية للعميان، والمعروفة الآن بـ (منقذي البصر) غانا مع زوجته جان Jean في 1946، أدركوا مباشرة وقع المرض من حيث الصحة العامة وكمشكلة شخصية.

إذ علقا في مركبتهما في مجرى أحد الأنهار وجميع نوافذها مغلقة لتجنب لدغات جرثومة السيموليوم فأبدت جان ملاحظة للسيد جون (Coles 2006: 50):

كما تعلم لا يستحسن تسمية هذا الشيء داء كلابية الذنب. إذ لا يستطيع أحد أن يلفظها أو يهجيها. وبالتأكيد لن تستطيع جباية المال له. دعنا نسميه "العمى النهري".

فمنذ تأسيسها في 1950، قامت جمعية منقذي البصر بإجراء البحوث في داء كلابية الذنب من أجل مساندة نصيحتهم والدفاع عنها ولإحراز التقدم في السيطرة (Crisp 1956).

فتأييدها والدفاع عنها ليست حدثاً مفرداً بعينه ليجعل البرنامج يعمل. فمع توفر الأدوات الجديدة، ومع تطوير استراتيجيات جديدة، ومع تحول السيطرة إلى مبادرة إزالة أو استئصال، فإن التغذية الراجعة أو الإعلام بما تم سابقاً يجب أن يستمر مع جماعات السياسة والتمويل والبحوث العلمية.

 

ولقد كان البرنامجان الرئيسيان بشأن داء كلابية الذنب – برنامج التخلص من داء كلابية الذنب في الأميركيتين (OEPA) Onchocerciasis Elimination Program for the Americas والبرنامج الأفريقي للسيطرة على داء كلابية الذنب (APOC) African Program for Onchocerciasis Control – كانا فعالان جداً في تأييد تلك الخطوات، بنشر النتائج التي تمت والحفاظ على الاتصال بانتظام مع مانحيهما لإعلامهم حول النجاح والتقدم.

وكان البرنامج السابق للسيطرة على داء كلابية الذنب (OCP) Onchocerciasis Control Program، الذي غطى منطقة واسعة من غرب أفريقيا، كان أيضاً فعالاً جداً في إحداث الدعم.

وفي الحقيقة فإن بعض الشركاء الأصليين الممولين لـلبرنامج السابق للسيطرة على داء كلابية الذنب عند انطلاقه في 1974، ما زالوا ينشطون في التمويل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى