النباتات والزراعة

مسارات زراعية بديلة

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات والزراعة البيولوجيا وعلوم الحياة

لقد أشارت المناقشة الواردة أعلاه إلى مخاوف تدفق التحوير الوراثي (الجيني)، وبيّنت أنها لا تقتصر على القضايا الصحية والبيئية فحسب، بل أن المزارعين والمستهلكين أيضاً يرغبون في تجنب "التلوث الجيني" لأنهم يلتزمون مبادئ الزراعة التي تستثني التكنولوجيا الحيوية أو أنهم وجدوا أنّ المحاصيل المهندسة وراثياً غير ملائمة ثقافياً.

وعليه ففي هذا الكتاب، سأشير إلى هذا النوع من الجهود الزراعية بـ "مسارات زراعية بديلة" (Alternative Pathways in Agriculture)، كالزراعة العضوية، والزراعة المحلية، والاستقلالية الذاتية عن الشركات العابرة للحدود الوطنية، وتجديد الأساليب الزراعية التقليدية و[التركيز] على المعرفية لدى السكان الأصليين.

فلعلّي أستعير هذه العبارة من ديفيد هيس(David Hess)  (2007, 4)، التي استخدمها لوصف العمل الجماعي لبناء مؤسسات بديلة وتغيير الممارسات الثقافية.

 

إذ اعتبر الزراعة العضوية، ومشاريع التنمية الريفية المستدامة، والجهود المبذولة لتجديد تقاليد السكان الأصليين الزراعية، وتبادل البذور البديلة والحركات الغذائية المحلية، مسارات بديلة في الزراعة.

ففي بعض هذه الجهود التي تسعى لتحقيق أو الحفاظ على هذه الأشكال الزراعية البديلة سعى المزارعون بفعالية للحدّ من امتدادات صناعة التكنولوجيا الحيوية، وشكلوا تحالفات مع حركات دعاة حماية البيئة والحركات العابرة للحدود الوطنية المناهضة للتكنولوجيا الحيوية.

لقد كان نشطاء الحركات المناهضين للتكنولوجيا الحيوية متيقّظين على نحو متزايد لحوادث التلوث الجيني منذ أواخر سنوات تسعينات القرن الماضي.

 

ففي عام 2005 أطلقت منظمتا، السلام الأخضر الدولية (Greenpeace International) وجين ووتش في المملكة المتحدة (GeneWatch UK) قاعدة بيانات على الإنترنت "لتسجيل جميع حوادث التلوث الناجمة عن إطلاق مقصود أو غير مقصود "للمحاصيل المهندسة وراثياً".

ولقد عبرتا عن قلقهما بالقول، "إن مجرد إطلاق [الكائنات المعدلة جينياً] يجعل [من غير] الممكن احتواؤها أو السيطرة عليها، لأنه حتى الآن لا يوجد نظام رصد عالمي لذلك". فتوثيق التلوّث يتجاوز تحديات هاتين المنظمتين وغيرهما في التصدي للسياسات العامة، وجداول أعمال البحوث، والممارسات الزراعية التي سهلت التوسع السريع في [تحفيز] زراعة المحاصيل المهندسة وراثياً.

أما دعاة التكنولوجيا الحيوية ففي كثير من الأحيان يعملون على تشويه سمعة أولئك الذين ينتقدون فوائد المحاصيل المهندسة وراثياً، وينعتونهم بـ "المتطرفين المناهضين للعلم" (Antiscience Zealots) أو "غير العقلانيين" (Irrational) أو "الناكرين للعلم" (Deniers of Science).

فعلى سبيل المثال، صدر حديثاً كتاب [يصف] النقاش حول المحاصيل المهندسة وراثياً بأنه يتسم بكونه "ساحة معركة تتصادم فيها القوى المؤّيدة للعلم وتلك المعادية له" (Taverne 2005, 7).

 

وفي مقدمة كتاب آخر حول الموضوع نفسه يشير كل من نورمان بورلوغ،  (Norman Borlaug)الحائز على جائزة نوبل وكذلك الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر (Jimmy Carter) إلى أن القوانيين المفرطة لتنظيم المحاصيل المهندسة وراثياً في أوروبا وفي أماكن أخرى، كان يمكن تجنّبها لو تتلقّى الناس تعليماً كافياً أفضل عن العلوم البيولوجية"(Paarlberg 2008, ix)(14).

ففي الفصول القادمة، آمل أن أتحدى، وأعتقد، هذا التصوير للنشطاء [المعرضين للتحوير الوراثي] على أنهم معادين للعلم، وذلك من خلال التحقّق من الطرق التي يتبعها هؤلاء النشطاء المناهضون للتكنولوجيا الحيوية، وهم يتفاعلون مع، أو يشاركون في الطعن بجهود "المؤسسات المبنية على العلم" التي تقوم بتنظيم المحاصيل المهندسة وراثياً(15).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى