مشادة كلامية بين الألمان والبريطانيين
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الألمان البريطانيين أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة
حربُ … الكلمات!
أمضى نيوتن كهولته الهادئة في لعب النرد (الطاولة) مستدفئاً بوهج شهرته الذي تأخر مجيئه.
ولكنه جُذب مرة أخرى إلى منازعة عاصفة فقد وصل إلى علم الجمعية الملكية التي أصبح نيوتن الآن رئيسها، أن لايبنتز (شكل رقم 14) ذلك الفيلسوف الألماني المشاغب، أخذ يدَّعى لنفسه وحده شرف اختراع حساب التفاضل والتكامل.
وقد استشاط زملاء نيوتن في الجمعية لذلك غضباً وتميزوا غيظاً من فكرة أن شخصاً أجنبياً كان يحاول أن يضع يده على ما اكتشفه أحد المفكرين البريطانيين. لأنهم كانوا يعتقدون أن نيوتن هو الذي سبق له أن عرَّف لايبنتز بكيفية حساب التفاضل، تلك الطريقة التي صقلها الأخير وأتقنها فيما بعد ولكنه ليس بمخترعها أبداً .
وامتشق أعضاء الجمعية الملكية سيوفهم، أقصد ألسنتهم، دفاعاً عن نيوتن وعن إنجلترا وهَزِؤا بالعلماء الألمان قائلين: إنهم ليسوا علماء، وإنما هم أشباه علماء!. ولكن العلماء الألمان لم يكونوا هم أيضا أقل حماساً في دفاعهم عن لايبنتز وعن ألمانيا، فردوا على أندادهم قائلين: إن البريطانيين يدعون أنهم قد اكتشفوا فيلاً فوق القمر، بينما كل ما رأوه في الحقيقة كان مجرد ذبابة واقفه. فوق طرف تلسكوبهم!!.
واستعر أُوار هذه المعركة الدولية بخصوص الأسبقية إلى ابتكار حساب التفاضل وكثر فيها الجذب والدفع.
وحاول نيوتن في البداية ألَّا يشترك في تلك المعركة. ولكن عندما دفع الملك البريطاني نفسه إلى المعركة في نهاية الأمر، أخذ نيوتن على عاتقه أن يعد دفاعاً عن سمعته العلمية بنشاطٍ يشبه نشاطه الذي كان يبذله في محاولة إنشاء شجرة نسب لأسرته.
ولكن تلك المشادة العنيفة لم تصل إلى نتيجة قاطعة. كيف يحسم الأمر إذن؟
لم يكن الأمر ليحسم إلا بانتقال لايبنتز إلى جوار ربه. وعندئذ هجع نيوتن ورجع إلى لعب الطاولة وتقبَّل الناس حساب التفاضل والتكامل بكثيرٍ من العرفان الذين لم يكن موجهاً إلى براعة عالم إنجليزي أو ألماني بقدر ما كان موجهاً لعبقرية الجنس البشري قاطبةً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]