العلوم الإنسانية والإجتماعية

مشاكل التغيير التي تواجهها أساليب التدريس المعتمدة لدى المدرسين

1995 التوجيه التربوي في دولة الكويت

الدكتور رشيد حمد الحمد

KFAS

أساليب التدريس المعتمدة العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن التغيير وهو العملية التي تتضمن إجراء تغييرات في النظام أو الممارسات القائمة غالباً ما تكون نتيجة للتجديد.

وكما ذكر من قبل (ص: 44) يشير التجديد إلى الأفكار أو المواد الجديدة التي تحدث تغيير بهدف صريح هو تحسين أوضاع الأشياء.

وسواء كان التغيير سلساً أو مثيراً للمقاومة أو الرفض أو عدم الاستجابة، فإن ذلك يعتمد على المجموعة أو المجموعات التي يوجه إليها هذا التغيير.

وطبقاً لكيلي Kelly فإن حتى عندما يظهر التجديد فوائده، فإن تبنيه أو تنفيذه قد يسبب المشاكل بسبب الاتجاهات السائدة والأنماط السلوكية للأفراد.

 

وفي مجال المدرسين وجد كيلي أن عناصر التجديد – الجديدة والمفيدة في نفس الوقت – فشلت في تغيير "أساليب التدريس" لدى المدرسين.

فقد تمسكوا بممارساتهم السابقة وعزفوا عن إحداث التغييرات التي تتضمنها الطرق الجديدة. إن هذا الموقف يبرز مشاكل التغيير.

إن التجديد يميل إلى إحداث الاضطراب في الروتين العادي عندما تنفذ عناصره المادة (على سبيل المثال أدوات أو معدات جديدة).

 

وغالباً ما يكون المناخ الاجتماعي أقل ملاءمة للتغيير حتى عندما يتلقى النشاط الجديد المصادقة الرسمية، والسبب كما ذكر آنفاً أن مثل هذا النشاط يتعارض مع الممارسات العادية التي تتطلب تعديلات وهكذا تواجه بالمقاومة، إلا إذا فرضت السلطة التغييرات وجعلت تبنيها إجبارياً.

وفي مجال التوجيه، فلقد نظر إلى الموجهين على أنهم بادئون للتغيير أي أنهم الأدوات الذي ينقلون فوائد تعرضهم للمعرفة الجديدة والخبرة الشخصية من أجل تحسين أداء المدرسين، ومن خلالهم، تعزيز التحصيل لدى الطلاب.

إن هناك بعض العوامل التي تؤثر في تطور نظام تعليمي ليخدم الحاجات المتنامية للمجتمع، وهذه العوامل هي: إلى أي مدى ينجح الموجهون في أداء أدوارهم؟ وما هي المشاكل التي تواجه البدء بـ وتبني الممارسات التجديدية؟ وما هي الاستجابات التي يثيرها التغيير في المدرسين؟.

 

وغالباً ما تعطى التطورات الحديثة والتقدم التكنولوجي الفرصة لظهرو جاحات جديدة تتطلب إعادة النظر في المناهج وتحديثها كي تساير ركب الأزمنة المتغيرة.

ومع ذلك فإن مثل تلك التغييرات تصبح ذات معنى فقط إذا كشفت الاستجابة الإيجابية للمدرسين الراغبين في تعديل ممارساتهم التدريسية لتناسب الحاجات الجديدة – وتوقع التكيف مع التغيير، هذا غالباً ما يكون السبب وراء الاستنكار الشديد، ليس فقط لأنه يرغم المدرسين على تبني ممارسات جديدة.

ولكن لأنه أيضاً يتعارض مع عملهم الروتيني – وإذا نظرنا للتغيير من هذه الزاوية، فإن التغيير يثير المقاومة، بل إنه من الممكن أن يؤدي إلى نكسة للتجديد في غياب الجهود المنسقة لتبنيه. ما إذا كانت الممارسات التجديدية تخلق مشاكل التغيير في النظام التعليمي في الكويت.

 

النظام السائد

من الملائم أن نذكر أن النظام التعليمي في الكويت ملزم بطبعه، أي أن كل التجديدات التي يُقصد بها تحسين النظام القائم تنفذ بواسطة سلطة الدولة.

إن تبني التجديد أمر تلقائي في النظام الملزم ولا يسمح برفضه، بيد أن تنفيذه يمكن أن يتفاوت تبعاً لمستوى الأداء المتعلق بأهداف وإجراءات المنهج الموضوعة مركزياً.

من ناحية أخرى، فإنه في بريطانيا، يسمح الشكل المفتوح للنظام – قبل 89-1990م- بالتقبل أو الرفض أو التعديل الفردي للتجديد. وبمعنى آخر فإن الأنظمة الملزمة تفرض التجديد ولا تمنح المجال للاختيار الفردي.

 

إن مثل هذا النظام له آثار بعيدة المدى ويحقق التغيير أو التغييرات المستهدفة في العملية التعليمية بأكملها بصرف النظر عن عدم الرضا أو التردد من قبل المدرسين لتقبل التغيير.

ومع ذلك، كما ذكر مسبقاً يمكن أن تحدث التنوعات في تنفيذ التجديد حيث إنها تعتمد ليس فقط على خصائص التغيير، ولكن أيضاً على اتجاه وسلوك المدرسين والأطراف الأخرى المهتمة بعملية التجديد وجوانب الاتصال والدعم.

وربما تميل استجابات المدرسين إلى التباين، وذلك حسب طبيعة التغيير، فعلى سبيل المثال أن التغيير الذي يتضمن ظاهرة جديدة تماماً مثل التغيير في منهج أو طريقة تدريس يمكن أن يثير المقاومة، ولكن التغيير الذي يتعلق بمستوى أدائهم دون شموله على ظاهرة جديدة يمكن أن يجب القبول السريع لديهم.

 

وبتعبير آخر يمكن أن يقاوم المدرسون فكرة التغيير عند إدخال مواد أو ممارسات جديدة عليهم، في حين أنه يمكنهم أن يتقبلوا ويتحفزوا لأداء أفضل إذا كان الأمر يتعلق بوضعهم الذي هم فيه. هذا التغيير الأخير هو الذي ينعكس مباشرة على أدائهم ويولد الاستجابة الإيجابية.

وهكذا فإن جزءاً هاماً من دور الموجه هو أن يحاول أن يعدل الاتجاهات والسلوكيات إيجابياً ناحية التجديد، وأن يضمن أن الاتصال والدعم واضحين ونافعين. (انظر ص: 44 أيضاً).

وحيث إن التغيير يؤدي بالتأكيد إلى تعزيز الأداء والتحسين في الممارسات القائمة، فسوف نعكس مشاكل التغيير التي يقابلها المدرسون أثناء تنفيذ التجديدات، في هذه الدراسة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى