مصادر الأشعة السينية منخفضة التألق في الحشود الكروية
2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2
شوقي محمد صالح الدلال
KFAS
قام القمر الصناعي آينشتاين (Einstein) في نهاية السبعينات (1970s) بقياس المواقف الدقيقة لمصادر الأشعة السينية الساطعة في الحشود الكروية والبحث عن مصادر سنية جديدة يقل تألقها عن 1036 إرغ/ ثا .
وقد اكتشف القمر الصناعي 14 من هذه المصادر منخفضة التألق موزعة في 8 من هذه الحشود ، ومن المدهش أن تألق أسطع هذه المصادر لا يتعدى 1034 إرغ/ ثا ، ولم يكتشف أي مصدر في ثغرة التألق السيني (x-ray luminosity) الواقعة بين 1034 و1036 إرغ/ ثا .
ولذا فإن هذه المصادر تمثل نوعاً جديداً من المنظومات تختلف في طبيعتها عن المصادر شديدة التألق (انظر bright globular cluster x-ray sources)، ولم يتم رصد حد أدنى لشدة هذه المصادر.
وتوجد ثلاثة نظريات تتعلق بطبيعة مصادر الأشعة السينية منخفضة التألق في الحشود الكروية. تذهب النظرية الأولى إلى أن المصادر منخفضة التألق هي منظومات ثنائية متقاربة تتكون من قزم أبيض ونجم آخر صغير الكتلة ، وهي تشبه بذلك الثنائيات الجائحية (cataclysmic binaries)* .
فمن المعروف أن الثنائيات الجائحية تصدر أشعة سينية لا يتجاوز تألقها 1032 إرغ/ ثا ، ووفقاً لهذه النظرية فإن تَكَوُّنَ الثنائيات الجائحية في الحشود الكروية ينشأ عن الأسر المديجزري.
وتمثل المصادر العالية التألق "الذيل" الساطع في توزيع الثنائيات الجائحية كثيرة العدد في الحشود الكروية .
وتذهب النظرية الثانية إلى أن هذه المصادر تنتمي إلى فئة من الثنائيات السينية تعرف بالمصادر السينية العابرة (transient x- ray sources)* ، فيزداد التألق السيني لهذه المصادر خلال فترة قصيرة ويبلغ قيماً عالية. و
ما عدا ذلك فإن تألقها السيني يبقى ثابتاً تقريباً عند قيمة منخفضة ، وتبين الحسابات التي أجريت على حراكيات الغلاف الجوي للنجم المرافق بالقرب من نقطة لاغرانج أن سيل التجميع عبر هذه النقطة لا يكون مستقراً.
وأن قيم التألق الوحيدة المسموح بها تزيد على 1036 إرغ/ ثا أو تقل عن 1034 إرغ/ ثا ، وبالتالي تفسر هذه النظرية ثغرة التألق .
ولمعرفة أي من هاتين النظريتين أكثر مطابقة للواقع، فتتنبأ النظرية الأولى بأن هذه المصادر تشبه الثنائيات الجائحية ، وبأنها تتميز بلونها الأزرق وتلألئها السريع ، وتتنبأ النظرية الثانية بإمكانية رؤية العنصر النجمي الاعتيادي في المنظومة فقط ، وذلك عندما يكون المصدر هادئاً ، ولكنه يبقى ، رغم هدوئه ، متغيراً بسبب طبيعته الثنائية.
وقد أجريت أرصاد عديدة للبحث عن أجرام زرقاء أو متغيرة دون جدوى ، وقاد ذلك إلى نظرية ثالثة مفادها أن المصادر منخفضة التألق هي نجوم أمامية أو مجرات أو نجوم زائفة (quasars)* تقع في الخلفية بالنسبة إلى الراصد ، وليس لها علاقة بالحشود الكروية .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]