مضمون كتاب “الصور المجهرية” للعالم هوك
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
كتاب الصور المهجرية روبرت هوك التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
في عام 1665 أصدر هوك كتابه العظيم "الصور المجهرية" Micrographia، وهو بذاته كافٍ لأن يضع مؤلَّفه في مصاف رجالات العلم البارزين.
فقد كان له أثره الهام في الدوائر العلمية، مما أكد هوك وعزز اسمه بين العلماء. عنه يقول أحد العلماء الذين قرأوه : " لقد ظللت حتى الثانية صباحاً أُطالعه ، فإذا هو الكتاب المبدع الذي لم تقع عينيَّ على ما هو أروع منه " .
والحق أن كتاب هوك هذا يضعه ضمن مؤسِّسي الدراسات المجهرية في علم الحياة، مع آنطوني ﭬان لفنهوك ومارسيلّو مالبيجي ونهمياجرو.
وفي الكتاب وصف عالمنا أول مجهر مركب يمكن استخدامه عملياً.
وتتضح روعة هذا الجهاز وعبقرية هوك ومهارته في اللوحات التي رسم فيها حوالي 60 شيئا مجهرياً: فقد وصف مثلا عين الذبابة المركبة، وأطوار نمو يرقة البعوض، وتركيب ريش الطيور بشكل ظل المرجع الرئيس طوال مائتي عام.
وتدعو رسومه عن القملة والعتة والبرغوث، وهذه مكبرة لطول 16 بوصة، إلى العجب من حيث الدقة وكثرة التفاصيل. كما قدّم ملاحظات مبدعة عن الفطريات وغيرها.
وعندما وصف تركيب الفلّين استخدم كلمة " خلية " Cell لأول مرة بالمعنى البيولوجي لها، وهو يشرح تكوين الفلين الذي شاهده بمجهره والذي شبَّهه بقرص العسل ! ..jpg)
ولم يوجه هوك مجهره إلى الأحياء المجهرية فحسب، بل وجهه كذلك إلى الجماد من مثل قطعة معدن.
إن هذا الكتاب الرائع الذي وضعه شاب لم يتجاوز التاسعة والعشرين، يصور لنا عقلية تجريبية رائعة كذلك. ويبين شكل رقم (150) بعض مشاهدات هوك التي ضمنها كتابه .
هوك … مهندساً !
عندما نشر هوك كتابه المشار إليه كانت هناك أحداثٌ هامة تقع في إنجلترا وفي حياته هو شخصياً.
فقد أدى انتشار الطاعون في عام 1665 والحرائق الهائلة في عام 1666 إلى تدمير جزء كبير من لندن والحياة فيها .
وسرعان ما تصدى عالمنا، وصديقه كرستوفر رن، لإعادة بناء المدينة، وقد عُيَّن هوك ملاحظاً لها، ولعلها المرة الأولى التي تتاح له فيها فرصة تخلصه من مشاكله المالية.
وما إن مر أسبوع على انتهاء الحرائق حتى وضع عالمنا أمام الجمعية الملكية نموذجا لإعادة بناء لندن طبِّقت نيويورك مثيله فيما بعد. لقد كان هوك، بالإضافة إلى ما تقدم ، مهندساً ماهراً .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]