مظاهر التدخل البشري في إحداث العديد من التغيرات الجيومورفولوجية
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التغيرات الجيومورفولوجية التدخل البشري البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
بدأ الاهتمام بدور الإنسان كعامل بشري في تشكيل سطح الأرض وصور تدخله المباشر وغير المباشر في العمليات الجيومورفولجية، كالتجوية والنحت والإرساب وذلك في العشرينات من هذا القرن، خاصة في الغرب.
ولكن رغم جوانب الاهتمام العديدة إلا أنه ما تزال هناك مناطق أخرى كثيرة في العالم لم يحدث بها أي اهتمام أو تقييم لدور الإنسان في تغيير نظام بيئته الطبيعية وتغيير العديد من الخصائص الجيورمورفولوجية لهذه البيئة.
ويعد Sherelock أول من درس دور الإنسان في تغيير الخصائص الجيولوجية وذلك في كتابه "الإنسان كعامل جيورموفولجي" سنة 1922 ومقالته الشهيرة سنة 1923، التي قارن فيها بين التعرية الطبيعية والتعرية البشرية، والتي أشار فيها إلى أن الإنسان كعامل تعرية أقوى بكثير من قوى التعرية الجوية مجتمعة.
ومنذ هذه الفترة المبكرة ظهرت دراسات وأبحاث تهتم بدور الإنسان في زيادة حدة المشكلات الجيومورفولجية، مثل مشكلة انجراف التربة (تعرية التربة Soil erosion) وقد كانت الندوة العالمية التي انعقدت في نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 14955 عن دور الإنسان في تغيير وجه الأرض أول تجمع علمي على هذا المستوى لمناقشة التغيرات التي طرأت على سطح الأرض بسبب تزايد النشاطات البشرية.
وجدير بالذكر أن مناطق كثيرة من العالم قد تأثرت بالإنسان بدرجات متباينة، ويتوقف هذا التدخل على درجة كثافة الاستغلال البشري للبيئة الطبيعية من جهة وعلى مدى استجابة الظاهرات الطبيعية للمؤثرات البشرية من جهة أخرى، حيث إن بعض العمليات الجيومورفولوجية أكثر استجابة من بعضها الآخر.
ونظراً لسرعة تكون الظاهرات الناجمة عن التدخل البشري فإنه يسهل كثيراً ملاحظتها وتتبعها، ولكن يصعب كثيراً إخضاعها للقياسات المورفومترية التي يستنتج منها معدلات سرعة النحت أو الإرساب والتي تنطبق على الظاهرات التي تخضع لعلميات جيومورفولوجية طبيعية.
فالمنخفضات التي تتشكل بفعل الإنسان تبدو غير منتظمة الأبعاد، وعادة ما تنتج عن عمليات الحفر والتعدين او نتيجة لإلقاء القنابل.
وتعد حفرة تعدين النحاس بولاية يوتاه المعروفة باسم Bingham Canyon اكبر حفرة صنعها الإنسان، حيث تبلغ مساحتها 7,21 كم2 وعمقها 774 متراً.
وتقدر كميات الرواسب التي أزيلت منها بـ 3355 مليون طن، وهي كمية تعادل سبع مرات كمية الرواسب التي نقلت نتيجة حفر قناة بنما.
ومن مظاهر التدخل البشري المباشر بناء حواجز الشوطئ لحمايتها من التآكل وحفر القنوات المائية مثل قناة السويس، وحفر الأنفاق الجبلية وإزالة الكثبان الرملية او تثبيتها وتعميق الموانئ وغير ذلك من مظاهر تتباين من منطقة إلى أخرى.
أما عن مظاهر التدخل البشري غير المباشر فإنها عادة صعب ملاحظتها أو رصدها حيث إنها لا تترك نتائج مباشرة على أشكال سطح الأرض وذلك لأنها تحدث عادة نتيجة للتغيير البيئي بواسطة التقنية البشرية وبطريقة غير معتمدة.
على سبيل المثال عندما تم ناء السد العالي في مصر أدى ذلك إلى حجز كميات ضخمة من الرواسب (حملوة النهر) وبالتالي حرمان شواطئ الدلتا من الوراسب التي تساد على تقدمها شمالاً على حساب البحر مما أدى إلى زيادة معدلات نحر البحر.
ومن المظاهر غير المباشرة كذلك ما يترتب على عمليات الرعي الجائر وحرق النباتات مما يؤدي إلى زيادة معدلات نحت الرياح للرمؤال. وغير ذلك.
وعموماً فإن هناك الكثير من التغيرات الجيومورفولوجية قد تظهر كآثار جانبية side effects للتدخلات البشرية العديدة، كما سيتضح ذلك من الدراسة التالية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]