مظاهر الحياة التي كانت متواجدة أثناء العصر الأوردوفيشي
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العصر الأوردوفيشي علوم الأرض والجيولوجيا
هو ثاني عصور حقب الحياة القديمة (Paleozoic) وتُنسب إلى هذا العصر أيضاً مجموعة الصخور التي ترسبت خلاله والتي تعلوها صخور عصر السيلوري (Silurian) بينما تقع تحتها صخور عصر الكمبري .
وقد استمرّ هذا العصر فترة زمنية قدرت بحوالي 60 مليون إلى 80 مليون سنة .
وقد أطلق الجيولوجي الإنجليزي لابوورث (Lapworth) في عام 1879 اسم الأوردوفيشي (Ordovician) على هذا العصر نسبة إلى اسم قبيلة كانت تُدعى أوردوفيش (Ordovices) كانت تقطن منطقة شمال ويلز بانجلترا قديماً قبل قدوم الرومان إليها .
ويُستخدم اصطلاح الأوردوفيشي في معظم أنحاء العالم، باستثناء بعض البلدان حيث يطلق عليه اسم السيلوري الأقدم ، على اعتبار أن هذا العصر يعتبر امتداداً لعصر السيلوري .
وتتميّز صخور الأوردوفيشي باحتوائها على أحافير مميزة من الخطيات(Graptolites) .
وكان الاختلاف في المناخ في ذلك العصر أقل نسبياً من الوقت الحالي ، فالدائرة القطبية لم تكن مغطّاة بالثلوج وذلك لوجود الحواجز المرجانية في القسم الأعلى من الترسبات الجيرية الواقعة في القسم القطبي من كندا .
وقد اقتصرت الحياة في العصر الأوردوفيشي على البحار والمياه فقط فحتى الآن لم يتمكن الجيولوجيون من الاستدلال على أي أثر لحياة حيوان أو نبات كان يعيش على اليابسة خلال ذلك العصر .
ولقد كانت الحياة الحيوانيّة في العصر الأوردوفيشي أكثر تعقيداً وتغيراً من الحياة في العصر الكمبري، فالأنواع التي كانت سائدة في الكمبري (ثلاثيات الفصوص والمسرجيات) أصبحت أكثر تعدداً في العصر الأوردوفيشي
وقد برزت الرخويات خلال ذلك العصر وبلغت أحجاماً قياسية، ولذلك سمي العصر بعصر الرخويات العملاقة كما ظهرت خلاله أولى الفقاريات وهي الأسماك الابتدائية.
فقد وجدت الصفائح الدرعية العظمية لأسماك ابتدائية جداً تنتمي إليه، وبمقارنة هذه الأسماك بهياكل الأسماك المكتشفة في العصور اللاحقة، يُعتقد أنها تعود إلى جنس أوستراكوردرمي (Ostracordermi) .
أمّا أحافير الأحياء الأخرى التي وُجدت بصورة كبيرة فهي البطنقدميات والرأسقدميات والحواجز المتكونة بعفل الأشنات والحزازيات والمسرجيات ذات الصدفة الكلسية والحيوانات الزنبقية (Crinoids).
وأشهر الحيوانات التي ظهرت في بداية عصر الأوردوفيشي هي: الخطيات ومعظمها حيوانات طافية، ولهذا فإنها ذات انتشار واسع في العالم، وبخاصة جنس فيلوجرابتس (Phyllograptus) وتتراجرابتس (Tetragraptus) كما ظهرت في بداية هذا العصر أيضا الحزازيات وانشترت في أواسطه وأواخره .
وفي بداية العصر الأوردوفيشي الأوسط ظهر المرجان الحقيقي، ثم ظهر نوع من الرأسقدميات هو المستقيم الصدفة (Endoceras proteiforme) والذي يعتبر اكثر اللافقاريات وزناً.
فقد وصل طوله إلى 15 قدماً وبلغ قطر الجهة الأمامية له نحو عشر بوصات كما عاش خلال هذا العصر نوع آخر من الرأسقدميات وهو الذي يتميّز بصدفته الجلزونّة المرتخية .
وأثناء العصر الأوردوفيشي تعرّضت المسرجيات لتطور سريع، خاصة الأنواع ذات الصدفات الكلسية، أمّا الأنواع الابتدائيّة منها (ذات الصدفة الفوسفاتية أو القرنية) التي كانت سائدة في العصر الكمبري فقد بدأت في الاختفاء السريع .
ومعظم المسرجيات التي تنتمي لهذا العصر كانت مربعة الأكتاف وجميعها تقريباً كان يتصف باحتوائه على خطوط شعاعية او أصداف محززة.
ومن الأحياء التي عاشت خلال عصر الأوردوفيشي أيضاً : شوكيات الجلد (Echinoderms) التي كانت ممثلة بأنواع مختلفة من الكيسيات (Cystoids) والزنبقيات ونجم البحر (Starfish).
حيث ظهر أول نوع نادر منه كما ظهر أول نوع معروف من البرعميات (Blastoids) وقد تطوّرت البطنقدميات أو القواقع (Gastropoda) تطوراً مفاجئاً إلى أنواع متعددة مماثلة تقريباً لعدد المسرجيات.
أمّا ثلاثيات الفصوص فقد كانت منتشرة ومستمرّة في التغيير والتعدّد ومن مظاهر تطورها أن عائلتين منها فقدتا الفصوص في كل من صدفات الرأس والذيل.
ومن الأجناس التي فقدت الفصوص جنس يُدعى (Isotelus ) وآخر يُسمَّى (Bumastus) وهناك جنس زاحف صغير اسمه كربتوليثس (Cryptolithus) يمتاز بوجود زركشة منقّطة في الجهة الأمامية منه ويعد من الأحافير المرشدة للعصر الأوردوفيشي .
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن أول ظهور للصدفيات (Ostracods) كان في هذا العصر، حيث ظهر نوع من القشريات الصغيرة التي تشبه حبة الفاصوليا ولها صدفتان تحيطان بالحيوان.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]