مظاهر الحياة التي كانت متواجدة أثناء حقبة البلايوستوسين
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حقبة البلايوستوسين علوم الأرض والجيولوجيا
أطلق هذا الاسم الجيولوجي الإنجليزي سير شارلز ليل عام 1938 وتم تحديده على أسس منها ما يحتويه من أحافير الرخويات وأحافير الثدييات وعلى ما يدل عليه من مناخ جليدي، حيث يسمى أحياناً عهد الجليد العظيم (The great ice age) .
ويشير مصطلح البلايستوسين إلى تتابع لرواسب جيولوجية معينة هي سلسلة البلالسيتوسين (Pliostocene series) ضمن فترة زمنية تسمى حقبة البلايوستوسين التابع إلى فترة الرباعي (Quaternary) التي ترسبت فيها هذه الرواسب .
لا يوجد تعريف عالمي للبلايستوسين، ففي أغلب البلاد الأوروبية وعند بعض الجهات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية تحدد بدايته ببداية ظهور أنواع الحصان والماشية والخيل.
أما هيئة المساحة الجيولوجية بالولايات المتحدة الأمريكية فإنها تعتبر البلايستوسين يشتمل على العصر الجليدي العظيم أو الحقبة الجليدية (Glacial Epoch)
وقد تمتد تلك الحقبة إلى ما قبل العصر الجليدي . وقد أمكن لبعض الباحثين من خلال العينات اللبية الرسوبية من قاع بحر عميق، التعرف على سلسلة البلايستوسين عن طريق استنتاج درجة حرارة المياه في هذه الرواسب. بينما يفضل البعض الآخر التعرف عليه من دراسة الأحافير البحرية الدقيقة.
ومع ذلك فإنه إلى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول موضع الحد الفاصل بين البلايوسين (Pliocene) والبلايستوسين.
وهناك من يعتبر البلايستوسين متضمناً الزمن الحاضر ولكن الشائع أنه ينتهي بنهاية عصر الجليد (أي حوالي 11,000 أو 10,000 عام مضت) حيث بدأ بعده العهد الحديث أو الهولوسين (Holocene) .
وتشتمل رواسب البلايستوسين على أنواع عديدة جداً من الرسوبيات فعند خطوط العرض المتوسطة والعالية، يغلب وجود رواسب الجليديات التي قد تكون غير متماسكة أو شبه متماسكة تغطي ما تحتها من صخور في مساحات شاسعة.
ولم تقدر بعد فترة زمن البلايستوسين بدقة حيث قدرت قديماً بحوالي مليون عام ولكن باستخدام طريقة التأريخ – أرجون (K – Ar) يعتقد الآن أن هذه الفترة أطول من ذلك بدرجة كبيرة.
وبطبيعة الحال كان للجليد أثر واضح على الحياة في ذلك العهد، حيث يختفي الغطاء الخضري خلال الزحف الجليدي الذي أدى كذلك إلى هجرة الكثير من النباتات في اتجاه زحف الجليد.
وانتشرت خلال الكساء الجليدي الأخير النباتات القطبية والجبلية مثل شجر الصفصاف القزمي (Dwarf Willow) .
أما فيما عدا ذلك فالنباتات الأرضية تعتبر صورة مماثلة للصورة الحالية. وفي وسط وشمال أوروبا انتشرت نباتات التندرا (Dryas Flora) ونباتات الاستبس مثل نباتات البرك والمستنقعات والحشائش والصنوبرات. كذلك انتشرت الغابات الغنية بأشجار البلوط والزان.
تمثلت الحياة الحيوانية اللافقارية على اليابس بانتشار الرخويات في الأنهار والبحيرات العذبة مثل نوع كوربيكيولا أمنياليس (Curbicula Aminalis) ويونيون ليتولاريس (Union Littoralis) كما انتشرت القواقع الأرضية.
أما بالنسبة للفقاريات فقد ظهرت معظم الأنواع الموجودة اليوم مثل حيوان الرنة (Reindeer) والثعلب القطبي (Artic Fox) وانتشر بقر البحر (Hippaptamus) في الأنهار في الفترات بين الجليدية وكثرت الضباع والأسود والماموث والدب .
كذلك انتشرت بعض أنواع الحيوانات المنقرضة الآن مثل جليبتودون (Glyptodon) ودايبروتودون (Diprotodon) .
وساد نوعان من الثيران في آسيا خلال ذلك العهد هما بيزون (Pison) وأوروشس (Murochs) .
وانتشرت أنواع عديدة من الطيور الضخمة مثل مواس (Moas) . وانتشر في البلايستوسين (المتوسط) جنسي أوسترالويشكس الشبيه بالإنسان .
أما في البحار فالحياة الحيوانية اللافقارية في البحار تمثلت تقريباً بنفس الأنواع المنتشرة حالياً على الاختلاف في التوزيع كما وجدت بعض الأنواع المنقرضة من الرخويات مثل نوع نيوكليولا كوبوديا (Nucula Cobbodiae) وغيره .
أما الظروف الطبيعية خلال هذا العهد فقد حدثت عدة دورات جليدية متقطعة حيث تخللها فترات انصهر فيها الجليد (تقدر هذه الدورات الجليدية وبين الجليدية بتسع دورات في أمريكا الشمالية وسبع دورات في أوروبا) .
وقد أدى ذلك إلى زحف وتراجع الكساء الجليدي. وتشير صخور البلايستوسين إلى سيادة الظروف الصحراوية الجافة ويرجع ذلك إلى أن جزءاً كبيراً بل الجزء الأكبر من الأمطار كان يسقط فوق المحيطات ويتضاءل فوق القارات .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]