علوم الأرض والجيولوجيا

مظاهر الحياة التي كانت متواجدة أثناء عصر البرمى

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

عصر البرمى علوم الأرض والجيولوجيا

هو آخر العصور الجيولوجية التي يضمها حقب الحياة القديمة (Paleozoic Era) كما يطلق الاصطلاح نفسه على النظام الذي يشتمل على الصخور التي تكونت خلال هذا العصر

وقد اشتق اسم البرمي من اسم مقاطعة برم (Perm) الروسية، وكان ر. مرشيسون (R. Murchison) قد وجد صخوراً في هذه المقاطعة التي تقع في السفح الغربي لجبال الأورال السوفيتية، وتبين له أن هذه الصخور كثيرة الطيات

وتقع فوق التكاوين الفحمية وتحتوي على أحافير كبيرة، قسم قليل منها يماثل الأنواع التي توجد في اليابسة، بينما كان القسم الأكبر منها مماثلاً للأنواع التي تعيش في البحار.

 

وقد أطلق الجيولوجيون على هذه الصخور اسم النظام البرمي (Permian System) عام 1841.

حدثت  تغيرات جيولوجية هامة في العصر البرمي، فالأحزمة المتحركة استمرت كما أن عدداً من القعائر العظمى (الجيوسينكلينات – Geosynlines) ارتفعت وتحولت إلى سلاسل جبلية.

وفي هذا العصر تكونت جبال الأبلاش في شرق أمريكا وارتفعت جبال الأورال الروسية في شرق أوروبا وتكونت سلاسل جبلية أخرى عبر جنوب أوروبا وجنوب آسيا . وبنهاية العصر البرمي كانت كافة القارات قد ظهرت بصورة كاملة .

 

وأدى انحسار البحار في مناطق كثيرة من العالم في نهاية حقب الحياة القديمة إلى جعل الأرض تفقد أحد العوامل الرئيسية اللازمة للتوازن الحراري.

ولذلك كثرت في العصر البرمي رواسب الأملاح بسبب حرارة جوه، مثل رواسب الملح والأنهيدريت في الحوض البرمى بتكساس الغربية والمكسيك الجديدة (New Mexico)

وفي العصر البرمي انتشرت الصحارى بصورة لم يسبق لها مثيل في أية فترة أخرى من تاريخ الأرض عدا الوقت الحالي .

 

ومع أنه من الملاحظ أن الجفاف قد ساد مناطق كثيرة من أمريكا وأوروبا أبّان ذلك العصر إلا أنه كانت ثمة مناطق تتساقط فيها الأمطار بشكل غزير، خاصة في شمال الصين وشرق استراليا، حيث اكتشفت بعض حقول الفحم المهمة في تكاوين صخرية  تعود لهذا العصر .

وفي المراحل المبكرة من العصر البرمي غطت طبقات من الجليد مناطق شاسعة من العالم في القارات الجنوبية، والملاحظ أن الفترة الجليدية في هذا العصر كانت قصيرة نسبياً كما هو الحال في عصر البلايوستوسين.

وقد كانت مركزة بشكل خاص في الأراضي الجنوبية التي تقع حالياً بين خطي عرض 20° و 35° جنوب خط الاستواء .

 

ومن الجدير بالذكر أن الرواسب الجليدية في الأراضي الجنوبية (وفي الهند) هي التي قادتنسبة  3H لونه المميز.

والمعدن تركيبه الكيميائي ل الإيوسين ..  وجنوب آسيا وأمريكا الجنوبية وشمال أفريقيا ووسطها إلا أنه كان إلى نظرية انجراف القارات (Continental Drift) التي وضعها العالم الفريد فيجنر (Alfred Wagner) عام 1912 .

وتنص هذه النظرية على أنه في العصر البرمي كانت الأراضي الجنوبية مجتمعة معاً مكونة قارة رئيسية أطلق عليها هذا العالم اسم بنجايا (Pangea) غير أن هذه القارة انقسمت بعد ذلك ببطء إلى الوحدات الحالية التي راحت غير أن هذه القارة انقسمت بعد ذلك ببطء إلى الوحدات الحالية التي راحت تزحف تدريجياً وببطء إلى مواقعها الحالية،

 

ولقد جوبهت هذه النظرية بانتقادات شديدة من قبل الجيولوجيين لفترة نصف قرن تقريباً، في الستينيات من هذا القرن صارت هذه النظرية مقبولة بعد أن أثبتت الكشوف الجيوفيزيائية – التي أجريت في مجال المغناطيسية القديمة (Paleomagnetism) وفي مجال دراسة قيعان البحار – صحة ما توصل إليه فيجنر في الخطوط العامة للنظرية

وفي هذا العصر انقرضت عدة كائنات كانت سائدة في العصور السابقة، وتميزت فترة البرمي. بأنها فترة تطور سريع وتخصص كبير وتغير دائم ولذلك اختفت مجاميع من أحياء دهر الحياة القديمة. فحينما شارف هذا العصر على الانتهاء

كان الاضمحلال في بعض المجموعات قد وصل مداه، فانقرضت مجموعات عدة من اللافقاريات أهمها : ثلاثيات الفصوص والخطيات (Graptolites) وانقرضت من النباتات الأنواع الضخمة من أمثال اللبيدودندرون (Lepidodendron) والسيجلاريا (Sigillaria)

 

وفي العصر البرمي استمرت سيادة نباتات العصر البنسلفاني في نصف الكرة الشمالي، وخلال هذا العصر اختفت نباتات الحبليات (Chordaites) تقريباً بعد أن سمحت بظهور نباتات المخروطيات (Conifers) أما الخنشاريات البذرية (Seed Ferns) فقد كانت نادرة في نهاية هذا العصر .

ومن النباتات التي تميزت إبان ذلك العصر في المناطق الجليدية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية: مجاميع نباتات الخنشاريات اللسانية (Tongue – Ferns) العائدة لجنس جلوسوبتيريس (Glossopteris) وجنس جانجاموبتيريس (Gangamopteris) و

من النباتات التي ازدهرت خلال العصر البرمي : الصنوبريات الحقيقية  (True Conifers) حيث امتدت وأصبحت هي الأشجار الخشبية في هذا العصر .

 

ولقد واصل الكثير من المتعضيات انتشاره وتطوره خلال العصر البرمي – ففي البحار حافظت عدة أنواع من اللافقاريات على انتشارها، وحافظت الأسماك كذلك على انتشارها بينما اضمحلت كلاب البحر.

ولقد تطورت اللافقاريات البحرية في هذا العصر بشكل تدريجي، خارجة عن فونة العصر البنسلفاني فالرأسقدميات (Cephalopods) ظهرت فيها أوضح صور التطور فالجونيوتايت (Goniatite) كونت الأمونايــت (Ammonites) المثالي الذي تميز باحتوائه على دروز أكثر تعقداً

كما تطورت المحاريات (Pelecypods) والبنطقدميات (Gastropods) لكن بصورة أبطأ ومن بين مجموعة المسرجيات التي كونت معظم الفونة في ذلك العصر فإن البرودكتيدات (Productids) بقيت هي المجموعة السائدة .

 

وقد وصل الفيوسيلاينات (Fusulines) وهي أحدى عائلات المثقبات (الفورامينيفيرا) التي عاشت في قاع البحر، إلى أقصى حجم لها في نهاية العصر.

إلا أنه لم يبق أي منها بعد نهايته، كما انقرضت في الفترة نفسها بصورة  كاملة ثلاثيات الفصوص (Trilobites) والمرجان الذي يشابه بيوت النحل (Honeycomb corals) والمرجان الرباعي (Tetracoral)

 

وواجهت نفس المصير معظم مجاميع الزنبقيات (Crinoids) وجميع البرعميات (Blastoids) ورتبتان من رتب الحزازيات (Bryozoa).

وقد تميز عصر البرمي بظهور الزواحف الأولية والمعقدة الأسنان (Labyrin Thodonts) ولذلك سمي بعصر الزواحف الأولية. 

وانتشرت هذه الأحياء في المناطق شبه الجافة ووصل قليل منها إلى عشرة أقدام طولاً، وعقد عثر على أحافير لهذه الأحياء في كل من الاتحاد السوفييتي سابقا وجنوب إفريقيا (أنظر الشكل).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى