مظاهر الحياة المتواجدة أثناء عصر الباليوسين
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
عصر الباليوسين علوم الأرض والجيولوجيا
يعتبر من أقدم العصور الخمسة للزمن الثلاثي (زمن الحياة الحديثة) وفترته تمتدّ من نهاية عصر الكريتاسي حتى بداية عصر الإيوسين .
وصخور عصر الباليوسين تشبه صخور عصر الكريتاسي المتكوّنة من : المارل والحجر الجيري والحجر الطيني والحجر الرملي والكونجلوميرات.
إلا أن الترسبات الطباشيرية السابقة لهذا العصر والواسعة الانتشار توقفت في حين تكوّنت رمال خضراء وطبقات من الفحم البني في بعض المناطق والفوسفات في الجزائر وتون
بصورة عامة يمكن القول إن تكوينات الباليوسين تتوزع في بقع متناثرة بأن الصخور النارية في هذه التكوينات لا توجد على نطاق واسع في القارة الأوروبية ولكن هناك تكوينات من الطوفا على نطاق ضيق .
إن أول من استخدم مصطلح "باليوسين" هو عالم النبات القديم شمبر (W.p Schimper) وذلك في سنة 1874.
عندما تعرف على أحافير نباتية تنتمي إلى تلك الفترة التي أفرد لها عصراً جيولوجياً خاصاً بها، لقد وجدت أحافير تلك النباتات في شرق وشمال شرق باريس، واعتبرت نماذج من نباتات نصف الكرة الأرضية الشمالي التي اختلفت عما يوجد في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
ويتمثّل هذا الاختلاف في أن الصخور التي تحتوي بقايا هذه النباتات تحتوي أيضاً بقايا حيوانات ثديية وكائنات بحرية لافقرية .
لقد اختلف الباحثون حول التكوينات الجيرية الموجودة في بداية هذا العصر وفي نهايته ، حيث أن الطبقات الأقدم قليلاً في الأراضي المنخفضة وفرنسا التي تكون المرحلة المونتانية Mon-tain Stage)) (نسبة إلى مون Mons في بلجيكا) أمكن اعتبارها باليوسينية .
وكذلك فمنذ عام 1950 اعتبرت المرحلة الدانية (Danian Stage) – المارل في الدانمارك – ضمن عصر الباليوسين، بعد أن كانت تصنف على أساس أنها تنتمي إلى عصر الكريتاسي .
شهد عصر الباليوسين مرحلتين من مراحل الرفع الإقليمي والانحسار البحري يفصل بينهما فترة حدث خلالها تغيرات في توزيع اليابسة والماء.
فمع نهاية العصر الكريتاسي السابق له انكمشت المسطحات البحرية وتبع ذلك انتشار لرواسب المياه فوق مساحات شاسعة، وقد رافق كل ذلك نشاطات في عوامل التعرية السطحية
ومن ناحية أخرى فإن الحركات الحقيقية البانية للجبال (الحركات الأوروجينية – Orogenies) كانت محدودة وقليلة وذات تأثيرات محلية ومن أمثلتها الحركة اللاراميدية Laramide disturbance) ) التي تكونت نتيجتها جبال الروكي
أما المناطق التي تعرضت للإرساب البحري خلال عصر الكريتاسي والباليوسين، فقد كانت مبعثرة في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية، نذكر منها : الدانمرك والأودية النهرية في شمال فرنسا والاراضي المنخفضة (هولنده) وفي أجزاء من مصر والولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة تلك المطلة على خليج المكسيك … وغيرها .
ومن الملاحظ أن بحر الباليوسين أثناء تقهقره ترك طبقات بحرية وهي واضحة في بعض المناطق مثل التبت وشمال وسط أمريكا .
تميزت الحياة البحرية في هذا العصر بانتشار واسع لكائنات حية مثل : المحاريات (Pelecypods)، والرخويات ذات المصراع الواحد (Gastropods) والجلدشوكيات(Echinoids) وأما المنخربات (المثقبات) Foraminifers فقد وجدت ولكن بصورة قليلة في بحار الباليوسين الأولية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]