مظاهر الحياة في العصر الجوراسي
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العصر الجوراسي مظاهر الحياة في العصر الجوراسي علوم الأرض والجيولوجيا
يطلق هذا الاصطلاح على نظام الصخور التي ترسبت خلال منتصف دهر الحياة المتوسطة، والتي تقع تحتها صخور العصـر الترياسي (Triassic) وتعلوها صخور العصـر الطباشيري، وقد سميت هذه الصخور بالجوراسي نسبة إلى جبال جورا (Jura) السويسرية الواقعة بين فرنسا وسويسرا.
وتوجد بعض الصخور البركانية التي تنتمي إلى هذا العصر في بعض المناطق وبخاصة في سلسلة جبال شمال أمريكا (انظر الجدول الذي يبين موقع هذا العصـر بين الصخور الجيولوجية)
وتبلغ فترة الجوراسي – وفقاً لتقدير م. هوارث (M. Howarth) بحوالي 55 إلى 60 مليون سنة وهي تنتهي منذ نحو 135 مليون سنة.
في نهاية العصـر الترياسي انخفضت درجة حرارة المناخ ولكن ليس إلى الحد الذي يؤدي إلى تكوين عصـر جليدي. وقد استدل على ذلك الانخفاض بتلقص حجم الحشرات في أوائل العصر الجوراسي وكذلك نقص وتحدد حواجز المرجان في أوائل هذا العصر أيضاً.
ولقد كان المناخ خلال العصـر الجوراسي – في مناطق كثيرة من العالم – أكثر رطوبة مقارنة بمناخ العصـر الترياسي، كما أن الحرارة في أواسط ونهاية العصـر الجوراسي كانت أكثر اعتدالاً وبمستوى أكثر تماثلاً من العصر الحالي.
ومن ناحية أخرى فإن توزيع نباتات العصـر الجوراسي الأوسط تدل على حرارة ورطوبة المناخ فوق معظم مناطق اليابسة.
ويعد العصـر الجوراسي عصـر الزواحف فقد كان الداينوصور في قمة تطوره حيث وصل إلى أكبر حجم له وقد وصل طول بعض أنواعه إلى 25 مترا.
ومع ذلك فإن أدمغة هذه الداينوصورات لم تكن تزن رطلاً إنجليزياً واحداً، ومن داينوصورات هذا العصـر: البرونتوصور (Brontosaurs) واللوصور (Allosaurs).
وفي هذا العصـر أيضاً عاش نوع من الزواحف الطائرة اسمه (Ptersaurs) وهو ذو أجنحة ريشية وجسم عار ويشبه الخفاش في مظهره الخارجي.
كما تطورت الزواحف البحرية وسادت في البيئة البحرية التي كانت تزخر بالأسماك العظمية وكلاب البحر، وقد برز من الزواحف البحرية: البلزيوصور (Plesiosaurs) والإيكتيوصور (Ichthyosaurs) والتماسيح التي وصل طول بعضها إلى أكثر من خمسة أمتار.
وقد تم التعرف على حوالي ألف نوع من الحشـرات من صخور تعود للعصـر الجوراسي.
كما وجدت في صخور أعالي الجوراسي أول دلائل الطيور، وقد أطلق على أحافير أول طير اكتشف اسم (archaeopteryx).
وقد كان بحجم الغراب تقريباً، وكان ذيل هذا الطير طويلاً ورقيقاً، أما الفكان فقد كان بكل منهما صف من الأسنان الصغيرة التي تماثل أسنان الزواحف.
وخلال العصـر الجوراسي ازدهرت الحيوانات اللبونة حيث عثر على بقايا هياكلها العظمية وأسنانها في صخور هذا العصـر.
وانتشـرت الأحياء البحرية بمعدلات كبيرة مثل المرجان والمحاريات (Pelecypods) والبطنقدميات (Gastropods) وسرطان البحر (Lobester) والقشـريات المشابهة للربيان والزنبقيات والإسفنجيات.
ومن الأحياء المتميزة في هذا العصـر: المونايت التي كانت ممثلة بأعداد كبيرة ذات قشور لؤلؤية رقيقة.
وقد وصلت البلمنايت (Belemnite) إلى قمة تطورها ووصل طول بعضها إلى ستة أقدام وتشبه قشرتها الداخلية السيجار ولذلك تعد أحد الأحافير المشهورة في ذلك العصر.
وفي العصـر الجوراسي انتشـرت الغابات دائمة الخضـرة التي كانت تتكون من الصنوبريات والخنشاريات الشجرية (Tree Ferns) والخنشاريات العشبية، كما حافظت أشباه النخيل على انتشارها وسيطرت مجموعات عاريات البذور.
هناك اعتقادات ونظريات مختلفة حول تصور وضع المحيطات والقارات خلال العصـر الجوراسي.
وقد اقترح أ. اركيل (A. Arkell) تصوراً ينص على أن القارة الإفريقية – البرازيلية كانت تشكل النصف الغربي لقارة جوندوانا لاند (Gondwanaland). كما اقترح هذا العالم أيضاً أن المحيط الهندي الحالي كان أرضاً في العصـر الجوراسي
وبموجب هذا التصور فإن ليموريا (Lemuria) كان منفصلاً عن الجزء الغربي من جوندوانالاند بواسطة بحر جوراسي كان يقع في الجانب الشرقي لافريقيا.
وقد شهدت فترة العصـر الجوراسي نشاطاً تكتونياً فعالاً. فبناء الجبال الذي كان مرتبطاً بنشاطات بركانية حدث في بعض المناطق مثل القوقاز كما حدث صدوع وطيات في غرب ألمانيا وفي أماكن أخرى.
كما حدثت بعض الحركات الجيولوجية التي أدت إلى تقدم البحر وانحساره في أماكن مختلفة من العالم وإلى فتح وإغلاق ممرات بحرية بالإضافة إلى هجرة الفاونات ويبين شكل (1) توزيع البحار أثناء الجوراسي في أوروبا.
توجد رواسب الحديد التي تنتمي إلى العصـر الجوراسي في غرب أوروبا كما توجد طبقات من الفحم الجوراسي في اسكتلندا وشمال شرق جرينلاند.
وتوجد صخور بتيومينية ونفط صخري في وسط أوروبا وذلك في نظم صخرية جوراسية.
ويتم الحصول على البترول البترول من طبقات صخرية جوراسية في كل من المملكة العربية السعودية والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا والمكسيك.
وأيضاً يتم تصنيع الأسمنت والجير من طبقات كلسية – في المانيا وانجلترا – تعود إلى العصر الجوراسي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]