التاريخ

معالم المنهج العلمي الذي كان يعتمده العالم “البيروني”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

البيروني والمنهج العلمي الذي يتبعه التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

منهج البيروني

تميزَّ عالمنا بشخصيةٍ كريمة ونفسٍ سمحة خالصة تحرَّرت من كل انسياق أو تعصب أو ميلٍ أو تحزب، دائبة السعي إلى الحقيقة لذاتها، متفانية في طلبها وتقصِّيها 

ومن دراساته وبحوثه تمكن علي عبدالله الدفاع وجلال شوقي في كتابهما " أعلام الفيزيقا في الإسلام" من  تحديد معالم المنهج العلمي الذي كان ينتهجه البيروني في النقاط التالية :

 

1- دراسة أعمال المتقدمين من علماء وفلاسفة دراسة شاملة ومتعمقة، ساعده في ذلك اتقانه للغاتٍ عديدة مكَّنته من الاطلاع على المعارف في مصادرها الأصيلة.

2- عدم التسليم بما انتهى إليه الآخرون من نتائج، بل إخضاع هذه النتائج – من آراءٍ وافتراضات ونظريات – للبحث والنقد والتحليل وصولاً للحقيقة المجردة.

3- دراسة القضايا العلمية دراسة موضوعية منزهة عن الميل والهوى ومتجرده عن الأوهام والخرافات.

 

4- الاحتكام إلى التجريب العلمي بمعناه الدقيق، وما يتلوه من تحليلٍ للنتائج ، فاستقراء لها وقياس وتمثيل.

5- الاهتمام بمقدمات مصنَّفاته ، حيث يطرح فيها القضايا التي ينوى تناولها ، كما يعرض للأسلوب الذي سينتهجه في معالجتها .

6- التسلسل المنطقي في العرض مع الاقتصاد في ذكر الأمثلة حتى يجهد القارئ الجاد نفسه في البحث والاستقصاء . يقول البيروني في هذا الخصوص: "إني لأخلي تصانيفي من المثالات ليجتهد الناظر فيها ما أودعته فيها من كان له دراية واجتهاد وهو محب للعلم مقبل عليه. وأما من كان من الناس على غير هذه الصفة فلست أبالي فهموا أم لم يفهموا !"

 

7- الحرص على إيراد الكلمات المتقابلة في اللغات العربية والفارسية واليونانية والسريانية والهندية وغيرها، مما أضاف إلى القيمة العلمية والتاريخية لمؤلَّفاتِه قيمة لُغوية أيضاً.

8- العناية البالغة بصياغة الإفكار، وابتداع المصطلحات العلمية الدقيقة.

9- كتابة معظم أعماله بأسلوب علمي متأدب، مُخضَّب بالاقتباس في الموضع المناسب من القرآن الكريم والشعر الجاهلي والشعر الإسلامي والأمثال العربية.

 

10- تقصي أنواع المعارف في الحضارات المتعاقبة وباللغات المتباينة، مما جعل منه عالماً موسوعياً بكل أبعاد الموسوعية وعمقها وشمولها.

11- الحرض على ذكر مصادر معلوماته واقتباساته، وتوضيح مدى إلمامه وحدود معرفته.

12- صفاته الشخصية الفاضلة مثل : الشجاعة الأدبية، والجرأة في الحق، والنزاهة والأمانة، والعدل والإنصاف، والتواضع الجم، والإشارة الدائمة في كل ما كتب إلى ضآلة ما نعرف إلى جانب علم الله.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى