الطب

معايير تقدير إمكانية نجاح مبادرات الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

نتوقع أن تواجه مبادرات استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين مراجعات أكثر صرامة وشدة تسبق انطلاقها، مما واجهته سابقاتها.

وتقدير إمكانية التهديف على مرض ما لاستئصاله يتضمن ثلاثة مراحل أولية: (أ) تحديد ما إذا كان عامله المعدي يلبي معايير إمكانيات النجاح الأساسية، (ب) شرح الإمكانية العملانية في أوضاع و / أو تحديات واسعة، (ج) مراجعة شاملة لعدد من العوامل الحاسمة اللازمة للاستئصال.

معايير إمكانية النجاح

تحدد الصفات البيولوجية المميزة للعضوية وخواص أدائها في المداخلات احتمالات استئصالها. هذه المعايير البيولوجية والتقنية قد جرت مناقشتها والإعلام عنها بالتفصيل (Ottessen et al. 1998) ولذلك فهي ملخصة فيما يلي:

 

إمكانية النجاح البيولوجية

تتوقف الإمكانية البيولوجية للنجاح على المواصفات المتأصلة في العامل المعدي والمرض الذي يسببه. فعندما يكون البشر ضروريون لدورة حياته فإن استئصاله يكون ممكناً أكثر، لأنه من الممكن تطبيق وسيلة تدخل على البشر ووقف انتشار ذلك العامل (Ottessen et al. 1998). وكانت هذه بالتأكيد حالة استئصال الجدري.

ويوسع الاستئصال الناجح لطاعون الماشية، وهو مرض يصيب الماشية والثيران المدجنة، هذه الحقيقة لتشمل مخزوناً للعدوى عند البشر أو أي جنس آخر يمكن تحديده بسهولة. أما المخزون المقيد أو المحصور فيساعد في تحديد المشاكل بسرعة وتطبيق التدخلات المستهدفة بشكل فعال.

وكذلك يُمكن لمواصفات العامل المعدي الأخرى أن تؤثر على قابلية الاستئصال: قدرة الانتشار الكامنة، والتعرض لعودة العدوى، واستمرار التعرض لها، والانتكاس، وثبات العامل المعدي في بقائه في البيئة.

 

إمكانية النجاح التقنية

لانجاز الاستئصال فمن الضروري القيام بالتدخل الفعال (مثل، اللقاح أو التداوي) لوقف الانتشار واستخدام وسائل التشخيص الدقيقة والعملية لتحديد من هم المصابون أو من هم أصحاب العدوى.

فاللقاحات وعناصر العلاج وتعديل السلوك، والسيطرة على نواقل العدوى، أو تضافرها يجب أن تكون ذات فعالية كافية لوقف انتشار ذلك العامل المعدي. وبشكل مشابه، يجب أن تكون وسائل التشخيص ذات حساسية كافية ونوعية مخصصة لكشف العدوى، وأن يكون استعمالها بسيط نسبياً في مختلف الأوضاع. وعلى كل حال، فإن مفهوم ما يشكل التداخل الفعال أو وسائل التشخيص الدقيق يتغير مع الزمن نتيجة للتقدم العلمي والابتكارات التقنية.

 

شرح وبيان إمكانية النجاح عملانياً

إن توفر التدخل الفعال على المستوى الفردي لا يعني إمكانية ارتفاعه آلياً إلى المستوى السكاني. وبيان إمكانية انجاز الاستئصال في منطقة جغرافية واسعة يقدم البرهان على هذا المبدأ.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الخبرة الحاصلة من مبادرة استئصال شلل الأطفال تشير إلى أن التدخلات تحتاج إلى أن تختبر وترسم (مثل، لقاح شلل الأطفال أحادي وثنائي التكافؤ عن طريق الفم) قبل أن تلبي بنجاح تحدي أكثر الأوضاع (مثل، حيث التغطية المناعية الروتينية هي الأدنى وعتبة مناعة الجمهور أو الدهماء هي القصوى).

ويجب أن ينظر إلى إمكانية النجاح العملانية على أنها عملية مستمرة. وخلال مدة مبادرة الاستئصال، قد تظهر تحديات مستجدة لا يوجد لها حلول ملائمة. ولذلك فإن المعايير الضرورية لإمكانية النجاح العملاني يجب أن تدرس بعيداً عن المعايير البيولوجية الأساسية والمعايير التقنية.

بالإضافة إلى كونه فعال يحتاج التدخل المثلي أن يكون مأموناً، ورخيصاً وسهل التطبيق. وهذا ما يزيد في تقبله من قبل الجماعات ويدعم تبنيه باكراً في البرامج القومية، أي برامج الدولة. ويجب أن يجرى البحث العلمي طيلة مدة برنامج الاستئصال لضمان تطوير التدخلات والوسائل "الصديقة للميدان" Field-Friendly مع المنتجات ذات الأوصاف المحسنة.

 

تبيان إمكانيات النجاح مالياً

نتيجة للضائقة المالية في 2008 اشتدت المنافسة لتمويل الصحة العامة وبرامج الاستئصال في العالم. ولذلك فسوف تضطر مبادرات استئصال الأمراض في المستقبل إلى إدخال الإمكانية المالية للنجاح كمكون صميمي في عملية اتخاذ قرار الاستئصال.

وعلى هذه الدراسة تقدير الأكلاف المالية المطروحة (ومداها المحتمل في التكلفة)، واحتمالات توفر الأموال المطلوبة، ومواصفات هذه الأموال في المعاملات المالية (مثل، إمكانية أن توضع في مقدمة النفقات، والمرونة في الصرف والتوقعات والتنسيق).

ويجب أن يجرى بحث إمكانية النجاح تقديراً لنسبة الأموال المنتظر ورودها من مختلف مصادر التمويل (مثل، حكومات والبلدان، وهيئات مشاركة، وحكومات مشاركة والقطاع الخاص) وما تتضمنه من نتائج.

وهذا يتضمن كيفية التنبؤ عن الأموال لإفرادها أو تخصيصها لأغراض معينة (مثل، حسب المناطق الجغرافية أو بالعوامل المكونة للبرنامج مثل المواد اللازمة، ومراقبة الأمراض، والعمليات الميدانية والبحوث).

 

تعطي الحاجة إلى التعاون الدولي لصالح استئصال الأمراض مصداقية لفكرة التمويل "بالحصة العادلة" من قبل المشاركين من القطاع العام، ويمكن أن تجعل دولاً تمول بمفردها بشكل يتناسب، على سبيل المثل، مع مساهماتها التي تقدرها وتمنحها لـ WHO أو تتناسب مع إجمالي دخلها القومي. كما يجب أن تتم دراسة كيفية التعامل مع "الراكبين المجّانيين" (أي الذين يحققون الاستفادة من تزويدات الصالح العام دون أن يدفعوا "حصتهم العادلة").

ويجب بحث إمكانية استعمال مقاربات تمويل جديدة– آليات صفقات ضرائبية، قروض بفوائد منخفضة من بنوك تنمية اقليمية أو دولية. وإصدار سندات لضمان تمويل يتقدم على سواه، وتمويل يعتمد على الأداء.

فاستراتيجية التمويل التي تنطوي على تنويع المصادر المالية تساعد في حماية البرنامج من الأخطار التي يسببها انسحاب أحد الممولين منه. كما يتضمن نموذج تمويل آخر آليات لمراقبة وتقييم سريان التمويل ومجاريه للتصدي لأي عجز قد يحصل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى