البيولوجيا وعلوم الحياة

مفهوم إعادة التشكيل لإدراك مخاطر التنوع البيولوجي

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

وبمعنى مشابه، فإنه بالرغم من أن مفهوم المخاطر ينتشر دولياً، إلا أنه لا يعني بالضرورة أن هذا المفهوم يعمل في مختلف الثقافات بنفس الروتينية المعهودة، وخاصةً أن الحركات الاجتماعية المحلية تعتمد بشكل خلّاق مفهوماً يلبّي احتياجاتها وأفكارها الخاصة(Leach and Scoones 2005; Fairhead and Leach 2003).

فقد لاحظ بيك بحق (Beck 1992, 72) أن تحديد إدراك المخاطر يتم بواسطة منحىً يتجه نحو العلم لا بحسب المعرفة التقليدية أو المدنية. أي أن [معنى] «المخاطر» هي وسيلة حديثة تماماً وعلمية لإدراك العالم.

وعلى الرغم من تنوّع الثقافات التي تواجه علمائية المؤسسات العالمية والوطنية، فإن بيانات «المخاطر» أصبحت الطريقة المهيمنة في التعبير عن القلق إزاء العلم والتكنولوجيا. لكن قد يكون من الممكن الجمع ما بين إدراك «المخاطر» والمعرفة ووجهات نظر الجماعات غير المهيمنة في المجتمع في عملية أشار إليها هيس بأنها إعادة تشكيل (Hess 1995, 41).

في هذا السياق، فإن [مفهوم] إعادة التشكيل [لإدراك المخاطر] تشير إلى «سبل تتبعها مجموعات مختلفة تنشط لإعادة بناء [تركيبية] العلوم والتكنولوجيا من خلال افتراض بدائل ترتبط بإدراكها لهويتها الاجتماعية» (المرجع السابق، 41).

 

فهيس يشير إلى ذلك وعلى وجه الخصوص لنضالات الشعوب الأصلية المقاومة للتكنولوجيات العالمية المتنافسة. فنتيجة لمناهضتها للتفاهمات المبسطة الخاصة بالنقاء الثقافي للمجتمعات التي تقاوم أو التي تدمر بواسطة التأثيرات الخارجية، يجادل هيس (مصدر سابق، 220) بقوله إنه من المنطقي «التفكير بالعلوم والتكنولوجيا على النحو الذي تساعد فيه على خلق ثقافات هجينة جديدة».

فبعض التكنولوجيات تعمل أساساً بطرق تُدمّر أو تستعمر المجتمعات الأصلية (مثل بناء السدود، ومواقع التجارب العسكرية، والتقنيات الزراعية الحديثة). كما يمكن لتكنولوجيات أخرى أن تصبح أدوات للمقاومة، مثل تكنولوجيات الإعلام، وتكنولوجيات الطب، والبُنى التحتية المفيدة، فضلاً عن تكنولوجيات المراقبة البيئية.

علاوة على ذلك، يمكن للمقاومة أن تكون متفاعلة فتخلق معرفة جديدة وممارسات جديدة، وتكنولوجيات جديدة تمكّن المجتمعات مقاومة عوامل الدمار، وكمثال على ذلك، يسلّط هيس (المرجع السابق، 233) الضوء على مشاريع «التنمية الشعبية» (Grassroots Development) التي ترمي عادة إلى إنشاء مناهج بديلة من القاع إلى القمة (Bottom-Up)، للتغير الاجتماعي  والتكنولوجي التي يتم التحكم فيها محلياً.

فمن أمثلة مشاريع التنمية الشعبية، مشاريع الزراعة البيئية المدعومة من منظّمات المجتمع المدني وغيرها من الجهود المبذولة لإعادة إحياء المعارف التقليدية الزراعية في المكسيك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى