مميزات واستخدامات عنصر “الكبريت”
2002 في رحاب الكيمياء
الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي
KFAS
عرف الإنسان الكبريت منذ قديم الزمان ، فقد استخدمه قدماء المصريين منذ عام 2000 قبل الميلاد في عمليات تبييض القطن والكتان وكذلك في صناعة العديد من الدهانات والأصباغ .
وقد استخدمه اليونانيون والرومان في مجال الطب وكمادة معقمة ومدخنة وكذلك عند إقامة الشعائر الدينية . أما في الصين فقد خلطوه مع الفحم والنترات لصناعة مسحوق البارود وذلك قبل ما يربو على الفي عام .
أما الكيميائيون القدامى (الخيميائيون) فقد وجدوا فيه عنصراً مثالياً للعديد من الاستخدامات ، وذلك بسبب سهولة اشتعاله حيث يعطي لهباً أزرق ويبعث رائحة نفاذة خانقة بسبب تكون غاز ثنائي أكسيد الكبريت .
وعلى الرغم من معرفتنا بالكبريت بما يزيد عن ستة آلاف عام ، إلا أن استخدامه بشكل كبير لم يبدأ إلا منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، ذلك أن الحاجات الزراعية والصناعية زادت من الإقبال على استخدامه واستهلاك كميات كبيرة منه تصل في هذه الأيام إلى ما يقرب من مائة مليون طن سنوياً .
وفي الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً يتم استهلاك حوالي 100 رطل لكل مواطن . ونظراً لاستهلاك كميات كبيرة منه وكثرة مجالات الاستهلاك ، أصبح الكبريت واحداً من أهم خمسة عناصر أساسية تستخدم في الصناعات الكيميائية . أما الأربعة عناصر الأخرى فهي ملح الطعام وحجر الجير والفحم النفط .
وينتشر الكبريت ومركباته في أماكن متعددة من الكرة الأرضية ، ويكون الكبريت 0.06 بالمئة من وزن اليابسة و 0.09 بالمئة من وزن المحيط المائي إضافة إلى 0.0000025 بالمئة من المحيط الجوي . ويوجد الكبريت في الطبيعة على شكل منفرد أو متحد بمركبات عضوية أو غير عضوية .
وتوجد مركبات الكبريت غير العضوية على شكل كبريتيد (سلفيد) أو كبريتات وذلك في العديد من الحالات .
فمن بين معادن الكبريت المعروفة التي يبلغ عددها 704 معدناً ، هناك 62 سلفيدا و 45 معدناً على شكل كبريتات .
أما مركبات الكبريت العضوية فهي مكونات لبعض الكائنات الحية أو الميتة ، أو بقايا أشكال أرقى من الكائنات تشكل في مجموعها الجزء العضوي من الأرض .
ومن أهم مصادر الكبريت العضوي النفط الخام الذي يحتوي على نسبة من الكبريت قد تصل إلى 3 بالمئة من وزنه الكلي .
ويمكن الحصول على الكبريت من خاماته الطبيعة ومن الغازات التي تحتوي عليه مثل ثنائي أكسيد الكبريت وكبريتيد الهيدروجين .
أما عن الصفات الفيزيائية للكبريت فهو مادة صلبة عديمة الرائحة والطعم عند درجة حرارة الغرفة ، وهو موصل رديء للحرارة والكهرباء وغير ذواب في الماء أو معظم الأحماض ولكنه يذوب في ثنائي كبريتيد الكربون وبعض المذيبات العضوية .
ويوجد الكبريت الصلب على ثلاثة أشكال بلورية وهي الشكل المُعيّني والشكل أحادي الميل والشكل المكعب ، كما يوجد على شكل بلوري مطوط .
ويتميز الكبريت بالعديد من الخواص الكيميائية مثل قدرته على الاتحاد المباشر مع كافة العناصر الكيميائية الأخرى تقريباً باستثناء الذهب والبلاتين والغازات النبيلة .
ويعدّ حمض الكبريت المصدر الأساس لمعظم استخدامات الكبريت الصناعية مثل المخصبات الزراعية والمركبات الكيميائية والدهانات والاصباغ والأنسجة والحديد والصلب وغيرها . لذا يعدّ استهلاك أمة من الأمم من حمض الكبريت مقياساً لتقدمها الصناعي ومستواها الاقتصادي .
ويستخدم الكبريت ومركباته في العديد من المجالات . ففي حين يقف حمض الكبريت على رأس مركبات الكبريت الواسعة الاستخدام، نجد هناك استخدامات أخرى لمركبات الكبريت في مجالات صناعة الورق وصناعة المبيدات الفطرية والحشرية وفلكنة المطاط ، إضافة إلى استخدام ثنائي كبرتيد الكربون في صناعة رابع كلوريد الكربون والسيلوفان والريون .
وهناك استخدامات أخرى للكبريت مثل التبييض والحرب الكيميائية والاصباغ ودباغة الجلود والتصوير وغيرها كثير .
إن الصفات المميزة للكبريت والاستخدامات المتعددة تجعل منه واحداً من أهم العناصر التي يعرفها الإنسان . ولا زال المجال مفتوحاً لاكتشاف العديد من الاستخدامات لهذا العنصر العجيب .
من هنا جاء القول" بأن معدل استهلاك الكبريت يعتبر مقياساً لنضج وتقدم وصحة الصناعة في بلد من البلدان".
ولا نجد في هذا القول أية مبالغة ، إذ بدأ الباحثون في استحداث استخدامات صناعية عديدة للكبريت.
ومن هذه الاستخدامات إنتاج المواد الإنشائية لأغراض البناء والعزل وإنتاج الخرسانة وكذلك في إنتاج أنواع الأسفلت اللازم لتعبيد الطرق والذي يتميز بخواص عديدة وفريدة .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]