التاريخ

منهج العالم “القزويني”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم القزويني التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

كان للقزويني منهجه الخاص في البحث، فقد استقى معلوماته من المشاهدة والمعاينة، متحرياً الصدق في كل ما يذكر أو يقول. ويتميز في منهجه بالإصرار على المحاولة وعدم قبول الفشل.

يقول: (إن الإنسان إذا لم يُصب في أول مرة فليدرس الأسباب ثم ليُعِد المحاولة تلو المحاولة، فهذا سبيله إلى النجاح).

ويقول : (إيَّاك أن تمل أو تفتر، إذا لم تُصب مرة أو مرتين فقد يكون ذلك لفقد شرطٍ أو حدوث مانع، وحسبك ما ترى من حال المغناطيس، إذا وجدته يجذب فلا تفقده خاصية الجذب، بل ابحث عن العائق في عدم جذبه الحديد).

وكان منهج القزويني في البحث يمتزج بالطابع الدِّيني، فكثيراً ما يستشهد في كلامه بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة. وكان بعيداً كل البعد عن الخرافات والأوهام التي كانت منتشرة بكثرةٍ في عصره، بل إنه يبني معلوماته على الحقائق العلمية الثابتة.

ويدعو في منهجه إلى إعمال الفكر في المعقولات والنظر في المحسوسات والبحث عن حكمتها وتصاريفها لتظهر حقائقها. وليس المراد من النظر –عنده- مجرد تقليب الحدقة، فالحيوان أيضا فاعله.

فمن لم ير –على حد قوله- من السماء إلَّا زرقتها ومن الأرض إلَّا غبرتها، فهو مشاركٌ للحيوان بل أدنى منه حالاً وأشد غفلة.

وبمنهجه هذا بحث في كثيرٍ من الموجودات، حتى تردَّد كثير من المؤرخين في تصنيف القزويني، فمنهم من وضعه في زمرة علماء الفيزيقا والفلك والرياضيات، وعدَّه آخرون إمام مؤرخي العرب وجغرافييهم، وهو يبدو في الحقيقة من كبار علماء الأرض والنبات والحيوان.

فمنهجه إذن يقوم على الركائز التالية: دقة الملاحظة، تحري الصدق والأمانة العلمية، الإصرار على المحاولة وعدم قبول الفشل، الموضوعية والبعد عن الخزعبلات، إعمال الفكر في المعقولات والنظر العميق في المحسوسات، الاستشهاد بالقرآن والسنة من غير تكلُّفٍ أو تصنع.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى