علوم الأرض والجيولوجيا

موارد المحيط المتجمد الجنوبي

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

تميز تاريخ إستخدام موارد المحيط الجنوبي بقصر النظر والطمع والمنافسة. فعلى سبيل المثال, أثناء موسم صيد الحيتان في الفترة الواقعة بين ١٩٣٠-١٩٣١ تم قتل ما يقارب ٤٣,٠٠٠ حوت، مما أدى الى انخفاض أعدادها بشكل خطير حيث أن العدد الحالي للحيتان لا يتجاوز سُدس إلى عُشر العدد الذي كان في فترة ما قبل صيدها. وعندما أستنزفت أنواع معينة من الحيتان، تحولت صناعة الحيتان إلى أنواع أخرى أكثر ربحاً. فمثلاً بين الأعوام ١٩٢٧-١٩٣٦م أصبح الحوت الأحدب غير مربح مما أدى استبدال صناعة الحيتان بالحوت الأزرق. وفي سنين ما بعد الحرب، إستبدل الحوت الأزرق بالحوت ذو الزعنفة الذي تم إستئصالة وإستبداله بالحيتان الأصغر مثل حوت سي وبوتلنوز ومينك.

وحسب الاحصائيات يوجد في الوقت الحاضر في المحيط الجنوبي حوالي ٥٠٠ حوت أزرق فقط، بالرغم من أن أعدادها وصلت الى ما يقارب ٢٥٠,٠٠٠ حوت. وأعداد حيتان سي غير معروفة, بسبب عدم التمكن من إجراء مسح لعددها الكلي, ولكن ربما قل عددها بنفس النسبة. أما الحوت الأحدب والرايت التي كانت تعد حوالي ١٠٠,٠٠٠ فإنخفض عددها ليصل إلى بضع آلاف. وفي الوضع الراهن فان عدد الحيتان غير مؤكد بالمرة بسبب صعوبة مسح أعداد هذه الحيوانات، وستمضي عدة عقود قبل أن يتوفر دليل ثابت على إستعادة مخزون أكثر الأنواع التي استنزفت منها بكثافة.

هذا وقد نتج هذا الإنخفاض المفاجىء في أنواع الحيتان جزئياً وحتى فترة قريبة من غياب أي إتفاقيات دولية تهتم بإستغلال موارد المحيط المتجمد الجنوبي. وقد تحسن الوضع بعد التفاوض على مجموعة من المعاهدات الدولية, منها إتفاقية المحافظة على عجول البحر في المحيط الجنوبي لعام ١٩٧٨م ثم الإتفاقية التى وصلت إلى حد أبعد من ذلك معاهدة المحافظة على الموارد البحرية الحية في المحيط الجنوبي» في عام ١٩٨٢م.

أما تاريخ عجول البحر ذوات الفرو فهو أكثر غموضاً من تاريخ إستغلال الحيتان في المحيط الجنوبي. فقد تم ابادة عجول البحر بالذات بحلول عشرينيات القرن التاسع عشر بعد أن تم ذبح مئات الآلاف منه للحصول على جلده. بعد ذلك تم إستعادته إلى حد ما قبل أن يتم إستغلاله مرة أخرى في سبعينيات القرن التاسع عشر كما يتم الآن إستعادته مرة أخرى.

الموارد غير الحية

توجد ترسبات من الحديد والفحم في سلاسل جبال قارة المحيط الجنوبي، بينما وجدت سفينة الحفر في الأعماق غلامورشالنجر ترسبات من الغاز الطبيعي في رواسب تحت بحر روس.

وبما أن المحيط الجنوبي كان في يوم من الأيام جزء من كتلة اليابسة الأكبر وهي غوند وانالاند, فمن المتوقع أن يوجد موارد معدنية في صخور المحيط المتجمد ممائلة لتلك الموجودة في القارات الجنوبية. في الوقت الحاضر, تعمل تكاليف إستخراج المعادن على إستبعاد إستغلالها. كما أن الطقس السيء وسماكة الغطاء الجليدي ومشاكل تصدير المعادن بعد إستخراجها تبقى أعظم صمام أمان ضد الإستغلال غير المنضبط لهذه المعادن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى