موقف الموجهين من تدريس نظرية التطور البيولوجي لطلاب المرحلة الثانوية
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
نظرية التطور البيولوجي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
يشير المؤلِّف هنا إلى بحثٍ قد قام به يستهدف تعرف آراء الموجهين في الأهداف المرجوة لتدريس البيولوجيا في المرحلة الثانوية).
وفي هذا البحث أشار أحد الموجهين إلى نقطة على جانبٍ كبيرٍ من الأهمية، وهي أن بعض الموضوعات البيولوجية تعالجها المقررات بشكلٍ ربما يحيِّر التلميذ ويثير فيه شكاً وقلقاً، وفي مقدمتها موضوع التطور.
وكان تعليق الباحث أنه ينظر إلى هذه النقطة بعين الاعتبار من منطلق أن التلاميذ في المرحلة الثانوية، مرحلة المراهقة، ومن ثم فهم أحوج ما يكونون إلى ما ينير لهم السبيل، ويجيب عن التساؤلات الحائرة التي قد تلح عليهم عن نشأة الحياة وأصل الإنسان بما لا يتعارض وما رسخ في عقولهم ووجدانهم من عقائد وقيم دينية.
والواقع أنه لا يوجد تعارض البتة، ولا ينبغي أن يوجد، بين العلم والدين إذا ما تجاوزنا سطحيات الأمور وسبرنا أغوارها. غير أن المعالجة السطحية لمثل هذا الموضوع ربما تثير بالفعل – مثلما أشار الموجه- إلى عامل الشك والقلق لدى التلاميذ بل وبعض المعلمين أيضاً حتى تعالت أصوات تطالب بحذف موضوع التطور من مقررات البيولوجيا في مصر.
وبالفعل هو لا يدرس في بلادٍ عربية كثيرة مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية اليمنية على حد علم المؤلِّف، فضلاً عن عدم تدريسه كذلك في بلادٍ أُخر غير عربية وغير إسلامية.
وفي هذا المجال قد يكون من المناسب أن نذكر إنه عند إعداد أحد المشروعات الريادية لتطوير تدريس البيولوجيا في المرحلة الثانوية، تم عرض وحدة (استمرارية الحياة) التي تتناول محاولات العلماء تفسير نشأة الحياة على بعض المجتهدين من رجال الدين، وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي أوصى بعدم حجب النظريات العلمية عن الشباب المسلم، وقال في هذا الشأن: (… وإذا كانت تلك النظريات التي نعرضها لم تصل بعد إلى مرتبة الحقائق العلمية فإنه لا يجب أن نغفل دراستها أو نمنع الطلاب في البلاد الإسلامية من اطلاعهم عليها.
لأن منع الطلاب من التعرض لمثل تلك النظريات قد يفسِّر بأنه خوفٌ على العقائد الدينية أن تزلزلها في النفوس مثل هذه الدراسات.
ومن ثم فالأولى أن تعرض النظريات على أنها نظريات، ومن الممكن أن يرد على النظريات الجامحة بالحقائق الدينية. وعلى ذلك يفهم الطالب أننا لا نخفي عليه أي جديد يتصل بنشاطات الأذهان في أي محيطٍ من محيطات الاستنباط.
على أننا واثقون من أن النشاط الذهني الخالص للعلم في ذاته سينتهي حتماً إلى ما يؤيد حقائق الدِّين، لأن خالق الكون هو صاحب المنهج الذي تعهدنا به، ولا يمكن أن تتناقض حقائق كونٍ مع حقائق قرآنٍ ودين).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]