نبذة تعريفية عامة حول “الشرم”
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشرم لغة: لجة البحر أو الخليج منه، أما اصطلاحاً فالشرم – وجمعها شروم – خلجان تشبه الريا، ولكنها أصغر وأضيق منها.
وتختلف مدلولات المسميات شرم – خور – مرسي جيوموفولوجيا في الوقت الحاضر على الرغم مما يراه البعض أنها قد نشأت بطريقة واحدة، ولا يختلف بعضها كثيراً عن بعض.
إلا أنها قد تعرضت بعد نشأتها لظروف مناخية متباينة نتج عنها تباين فيما تعرضت له من عمليات ردم أو نحت قاري أو بحري.
وتمثل الشروم أشكالاً فريدة متميزة عن الفتحات الساحلية المعروفة. ويمكن من خلال مقارنتها بالفتحات الساحلية تأكيد هذه الميزة.
فقد أشار ديفيز (J.L. Davies) 1972 إلى خمسة أنواع رئيسية للفتحات الساحلية، ويمكن إضافة الريا إليها وهي:
(1) فتحة البحيرة الساحلية (Lagoon inlet)
(2) فتحة بحيرة الخور (Estuariane Lagoon inlet)
(3) فتحة الخور (المصب الخليجي) (Estuary inlet)
(4) فتحة دلتا الخور (Estuariane delta inlet)
(5) فتحة الدلتا (Delta inlet)
(6) فتحة الريا (Ria inlet)
ويبدو لأول وهلة أن الشروم تشبه اثنتين من هذه الفتحات. وهما فتحة الخور والريا، إلا أنه من خلال عرض مفهوم كل منهما يتبين اختلاف الشروم عنهما.
فالريا حسب رأي سباركس (Sparks) هي عبارة عن مصبات أودية غارقة في مناطق جبلية وعرة التضاريس، بينما الخور (Estuary) هو عبارة عن مصب واد غارق تشكل في مناطق منخفضة شبه مستوية.
أما بيرد (Bird) فيرى بأن هذا التعريف المحدد لكل من الريا والمصب الخليجي لا يتفق وحالات عديدة ذكرت لفتحات ساحلية مصنفة على أنها ريا، ولها خصائص المصب الخليجي، على الرغم من أن جوانبها شديدة الانحدار.
وتشكلت في مناطق هضبية عالية، ويفضل بيرد أن يعرف المصب الخليجي بأنه يمتاز بظروف مد عال وملوحة منخفضة، لالتقاء مياه النهر بمياه البحر، وبشكل قمعي منفرج تجاه البحر.
والشروم تشكلت في كل من السهول الساحلية المرتفعة والسهول الساحلية المنخفضة.
وبالتالي لا يمكن اعتبارها ريا كما لا يمكن اعتبارها مصبات خليجية وذلك حسب رأي سباركس، وإذا ما أخذنا برأي بيرد فإنه لا الشكل القمعي ولا الظروف المدية والملوحة يمكن أن تنطبق بشكل أو بآخر على الشروم.
فالأودية التي تصب في الشروم حالياً، يمكن اعتبارها جافة تماماً، إذا استثنينا بعض الحالات النادرة التي تجري فيها المياه كل بضع سنوات.
وربما تقترب الشروم المتكونة في سهول ساحلية مرتفعة من الريا، كما تقترب الشروم المتكونة في سهول ساحلية منخفضة من المصب الخليجي.
ويعتقد أن الشروم تمثل حالة مختلفة عن كل منهما، وبذلك نجد أن مسمى شرم (Sharm) يجب أن يضاف إلى أنواع الفتحات الساحلية الأخرى كمصطلح جيمورفولوجي جديد.
وتتوزع الشروم على الساحل الشرقي للبحر الأحمر اعتباراً من شمال مدينة جدة جنوباً، وحتى خليج العقبة شمالاً. وبمعنى آخر من شرم أبحر جنوبا عند دائرة عرض 41˚ و28˚ شمالاً، إلى شرم صنبه شمالاً عند دائرة عرض 16 و28˚ شمالاً.
ومن الملاحظ ازدياد أعداد الشروم كلما اتجهنا شمالاً حتى تصل إلى أعلى كثافة لها بين شرم الوجه والمويلح. وتكاد تعطي الشروم لهذه المنطقة من الساحل مظهراً مورفولوجيا مميزاً.
وتتنوع الشروم على امتداد الساحل، ويشمل هذا التنوع أشكالها وأطوالها واتساعها والمنطقة التي نشأت فيها، وقد ساهمت في هذا التنوع عوامل عديدة منها عوامل نحتية وأخرى بنيوية.
وفيما يلي أمثلة لعدد من الشروم، تمثل النماذج المختلفة لها على الساحل الشرقي للبحر الأحمر.
وهذه الشروم هي من الشمال إلى الجنوب (انظر: الأشكال المرفقة).
1- شروم الحر، البدو، جبه.
2- شروم منطقة ضباء.
3- شرمى عنتر الوجه.
4- شرم ينبع.
5- شرم رابغ.
6- شرم أبحر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]