نبذة تعريفية عامة حول “العدسة”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تَتَكَوَّنُ العَدَسَةُ من مادّةٍ مُشِفَّةٍ للضَّوْءِ، مثلِ الماءِ أو الهواءِ أو الزُّجاجِ؛ يَحُدُّها سَطْحانِ كُرَوِيَّانِ عادَةً، تُسَمَّى بالعَدَسَةِ الكُرَوِيَّةِ.
وإذا كانَتْ العَدَسَةُ الكُرَوِيَّةُ سميكَةً في وَسَطِها ورَقيقَةً في طَرَفيْها، فإنَّنا نُسَمِّيها «عَدَسَةً مُحَدَّبَةً» أو «عَدَسَةً» لامَّةً»، لأنَّها تُجمِّعُ الأَشِعَّةَ الضَّوْئِيَّةَ السّاقِطَةَ عليْها من مصدرٍ بَعيدٍ عِنْدَ نُقْطةٍ تُسَمَّى «البُؤْرَةَ».
وإذا كانَتْ العدسَةُ سميكةً في طَرَفيْها ورقيقةً في وَسَطِها، فإنَّها تُسَمَّى «عدسَةً مُقَعَّرَةً» أو «عدسَةً مُفَرِّقَةً»، لأَنَّها تُفَرِّقُ الأشِعَّةَ الضَّوْئِيَّةَ السّاقِطَةَ عَلَيْها ولا تُعْطي صُورًا حقيقيَّةً للأجْسامِ الموجودَةِ أمامَها.
وهناكَ عَلاقَةٌ عامَّةٌ تَرْبِطُ بين بُعدِ الجِسْمِ وبُعْدِ صورَتِهِ عَنْ العَدَسَةِ وقُوَّةِ العَدَسَةِ، وهذهِ العَلاقَةُ تُساعِدُنا علَى تَفسيرِ ملاحظاتِنا علَى تكوينِ الصُّوَرِ بواسِطَةِ العَدَساتِ المُحَدَّبَةِ والمُقَعَّرَةِ، والّتي تكونُ أحيانًا مُكبَّرةً وأحيانًا مُصَغَّرَةً، وأحيانًا مُعْتَدِلَةً وأحيانًا مَقْلوبَةً، وأحيانًا حقيقيَّةً وأحيانًا خَيالِيَّةً (تَقْديرِيَّةً).
وفي أَحْوالٍ خاصَّةٍ قَدْ يكونُ أَحَدُ سَطْحَيْ العدسَةِ مُسْتوِيًا، أو تكونُ العَدَسَةُ هِلالِيَّةَ الشَّكْلِ، أو يكونُ أَحَدُ سَطْحَيْها أو كِلاهُما أُسْطُوانِيًّا أو بِرْميليًّا، وذَلِكَ بِحَسَبِ الأَغْراضِ العَديدَةِ والمُتَنَوِّعَةِ لاسْتِخْداماتِها.
وتُقاسُ قُوَّةُ العَدَسَةِ بِقُدْرَتِها علَى تَجْميعِ الأَشِعَّةِ أو تَفْريقِها. ووحْدَة قياسِ قُوَّةِ العَدَسَةِ تُسَمَّى «الدّيوبْتَر»، ورمزُها المُتَعَارَفُ عَلَيْه هُوَ .
وهناكَ نُقْطَةٌ في العَدَسَةِ تُسَمَّى «المَرْكَزَ البَصَرِيَّ»، وهي الّتي إذا مَرَّ بِها شُعاعٌ ضوئِيٌّ فإنَّه لا يَنْكَسِر. وتُسَمَّى المَسافَةُ بَيْنَ بُؤْرَةِ العَدَسَةِ ومَرْكَزِها البَصَرِيِّ «البُعْدَ البُؤْرِيَّ».
وتكونُ قُوَّةُ العَدَسَةِ بالدَّيوبْتَرِ مُساوِيَةً لِمَقْلوبِ بُعْدِها البُؤْرِيِّ بالمِتْرِ. وقَدْ اصطُلِحَ علَى أنْ تكونَ إشارَةُ قُوَّةِ العَدَسَةِ المحدَّبَةِ موجَبَةً، وأنْ تكونَ قوَّة العدسَةِ المُقَعَّرَةِ سالِبَةً.
فالعدسَةُ المُحَدَّبَةُ الّتي بُعْدُها البُؤْرِيُّ يساوِي مِتْرًا واحِدًا تكونُ قُوَّتُها +1 دَيوبْتَر، والّتي بُعْدُها البُؤْرِيُّ يساوِي 10 سم تكونُ قُوَّتُها + 10 دَيوبتر (مقلوب: 110).
أمَّا العَدَسَةُ المُقَعَّرَةُ الّتي بُعْدُها البُؤْرِيُّ يساوِي 20 سم تكونُ قُوَّتُها – 5 ديوبتر (مقلوب: 20100 = 15).
ونَحْنُ نَعْرِفُ من تَشْـريحِ العَيْنِ أنَّ بِها عَدَسَةً بَلُّورِيَّةَ التَّرْكيبِ مُثَبَّتَةً مكانَها بِحَلْقَةٍ من العَضلاتِ الدَّقيقَةِ تَلْتصِقُ بالجِدارِ حَوْلَ القَرْنِيَّةِ.
ولِهَذه العَضَلاتِ القُدْرَةُ علَى تَغْييرِ قُوَّةِ العَدَسَةِ عَنْ طريقِ تغييرِ انْحِناءِ سَطْحَيْها. وتُسَمَّى هذهِ العَمَلِيَّةُ بالتّكيُّفِ.
وتَبْلُغُ قُوَّةُ عَدَسَةِ العينِ المعتادة 18 دَيوبْتر عِنْدَما تكونُ مُسْتَرْخِيَةً تمامًا. وعِنْدَما تَنظر إلَى جِسْمٍ قريبٍ، تكيِّفُ العَدَسَةُ نَفْسَها عَنْ طريقِ العَضلاتِ المحيطةِ بِها فتزيدُ من انْحِناءِ سَطْحَيها، وبالتَّالي تَزْدادُ قُوَّتُها لِكَيْ تَتَّفِقَ معَ البُعْدِ لِلْجِسْمِ المنظورِ إليه.
وتُعالَجُ عيوبُ الإبْصارِ، كَقِصَرِ النَّظرِ، أو طولِ النَّظرِ، أو الاسْتِجماتِزم، باسْتِخدامِ نَظَّاراتٍ طِبِّيَّةٍ ذات عَدَسَاتٍ مُناسِبَةٍ: مُحَدَّبَةٍ أو مُقَعَّرَةٍ أو أُسْطوانِيَّةٍ.
ويُعَدُّ المِجْهَرُ (المَيْكروسْكوبُ) البَسيطُ مُجَرَّدَ عَدَسَةٍ لامَّةٍ قَوِيَّةٍ توضعُ قريبًا من العَيْن، ويُنْظَرُ من خِلالِها إلَى جِسْمٍ مَوْضوعٍ علَى بُعدٍ يَقِلُّ قليلاً عَنْ بُعْدِها البُؤْرِيِّ ليتكوَّنَ لهُ بواسِطَتِها صُورَةٌ تقديرِيَّةٌ مُكَبَّرَةٌ.
أمَّا المِجْهَرُ (المَيْكروسْكوبُ) المُرَكَّبُ فيتكوَّنُ مِنْ عَدَسَتَيْنِ: تُوضَعُ إحْداهُما أمامَ الشَّيء المرادِ تَكْبيرُهُ وتُسَمَّى «الشَّيْئِيَّةَ»، ويُنْظَرُ بالعَيْنِ من خِلالِ العَدَسَةِ الأُخْرَى الّتي تُسَمَّى «العَيْنِيَّةَ».
وعمومًا تَلْعَبُ العَدَسَاتُ دَوْرًا مُهِمًّا في تكوينِ وعَمَلِ الآلاتِ البَصَـرِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ، مثل جهازِ الكَشْفِ عَنْ البَصَرِ، والمِنْظارِ الفَلَكِيِّ، وآلَةِ التَّصْويرِ، وغيرِها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]