نبذة تعريفية عامة حول “قبة الصخرة”
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
قبة الصخرة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
يقع مسجد الصخرة (أو: قبة الصخرة) في وسط الحرم الشريف ببيت المقدس.
وقد أطلق عليه اسم جامع عمر لأن الخليفة عمر بن الخطاب كان قد أقام في موضعه مصلى صغيرا من الخشب، حتى شيد الخليفة عبد الملك بن مروان البناء الحالي على أنقاضه سنة (72هـ: 691م).
وقبة الصخرة من أروع العمائر الإسلامية، وما زالت إلى اليوم فريدة في عمارتها؛ وشكلها نصف دائري.
وحينما استولى الصليبيون على بيت المقدس حولوا قبة الصخرة إلى كنيسة، فلما حرره صلاح الدين الأيوبي أعاده إلى ما كان عليه. وبعد هزيمة يونيو سنة 1967، سقط المسجد أسيرا في أيدي اليهود، وما زال يرتقب من يحرره ويطهره من هذا الدنس.
وتعد قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم، ذلك أنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية.
ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين من كل بقاع الدنيا، لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت آية من الإبداع والإتقان.
وقد وضع تصميم مخطط قبة الصخرة المشرفة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة تدل علآ مدى إبداع العقليات الهندسية الإسلامية.
وقد اهتم المسلمون برعاية قبة الصخرة، على مر الفترات الإسلامية المتعاقبة، وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب من جراء التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية، والعواصف والأمطار والحرائق؛ فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها.
ويقوم المسجد في وسط بناء مربع الشكل قائم على تل مرتفع في وسط الحرم.
وهو مفروش بالبلاط الأبيض، وهو فناء الصخرة الذي يسميه عامة الناس سطح الصخرة أو صحن الصخرة. طوله من الشمال إلى الجنوب 219 ذراعا (نحو 110 أمتار) ومن الشرق إلى الغرب 223.5 ذراعا (نحو 112 مترا).
ارتفاعه 12 ذراعا، ويرقى إليه بمراق متعددة. و«الصخرة» هي قطعة ضخمة من الصخر تقع تحت القبة في وسط المسجد، طولها من الشمال إلى الجنوب حوالي 18 مترا، وعرضها من الشرق إلى الغرب حوالي 14 مترا وأعلى نقطة فيها مرتفعة عن الأرض نحو متر ونصف متر، وحولها درابزين من الخشب المنقوش والمدهون.
وحول هذا الدرابزين مصلى للنساء وله أربعة أبواب، ويفصل بينه وبين مصلى الرجال سياج من الحديد المشبك.
وقد وصف ابن عبد ربه الأندلسي قبة الصخرة سنة 300هـ: 912م؛ بالصورة الآتية: «إن قبة الصخرة كانت مغطاة بثلاثة آلاف وثلاثمئة واثنتين وتسعين صحيفة رصاصية، ومن فوق ذلك عشرة آلاف ومئتان وعشر صحيفة من النحاس مطلية بالذهب».
وفي سنة 374هـ: 985م، وصف المقدسي قبة الصخرة بأنها مغطاة بصحائف من الذهب. والقبة الحالية مكسوة برقائق من الألمنيوم المؤكسد كهربائيا. وقد وضعت هذه الكسوة ذهبية اللون في أثناء الإعمار الأخير لقبة الصخرة.
ولمسجد قبة الصخرة أبواب تواجه الجهات الأصلية، وهي أبواب مزدوجة مصنوعة من الخشب المصفح بالحديد.
وكانت أبواب قبة الصخرة مغطاة بالذهب (بقيت بعد إتمام البناء) وتوزع على القبة والأبواب. وفي عهد الوليد بن عبد الملك (86هـ: 705م) ضرب ما على القبة والأبواب من ذهب نقودا أنفقت على ترميم المسجد.
وفي سنة 301هـ (913م) أمر المقتدر بالله الخليفة العباسي بصنع أبواب جديدة من خشب التانوب لأبواب قبة الصخرة، وكانت عند اكتمالها من الطراز البيزنطي الكورينتي. ويحتمل أن تكون من بقايا ما كان فوق الحرم الشريف من عمائر قبل الإسلام.
ولأبواب مسجد قبة الصخرة أسماء عدا الغربي:
الجنوبي (القبلي): يسمى باب الأقصى أو باب الصلاة أو باب القبلة.
الشمالي: يسمى باب الجنة.
الشرقي: يسمى باب النبي داود، أو باب إسرافيل.
وفي وقتنا الحاضر هناك عدة مخططات إسرائيلية لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وقد كشف خبير آثار فلسطيني عن مخطط يستهدف المسجد الأقصى عبر إقامة مدينة سياحية تحتها وتنفيذ مشروع «ترانسفير معماري» لنقل الصخرة المشرفة تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
وهناك خرائط ووثائق تثبت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي شرعت بالفعل في عمليات إنشاء مدينة سياحية تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة وتظهر أن النفق الذي حفرته سلطات الاحتلال هيأ الفرصة للمضي قدما في مخططها دون علم أحد بحيث يكتمل هذا المخطط عام 2008.
ويشمل المخطط الإسرائيلي نقل الصخرة المشرفة من موقعها الحالي إلى باب الخليل، تمهيدا لإقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى حيث أقامت إسرائيل هيكلا صغيرا بجوار جدار البراق.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]