نبذة تعريفية عن “أرض الثبرة” والنهر الجليدي “الثلاجة”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أرض الثبرة النهر الجليدي الثلاجة علوم الأرض والجيولوجيا

جاء في معاجم اللغة العربية أن الثبرة أرض حجارتها كحجارة الحرة إلا أنها بيض.

وربما كان المقصود بهذا اللفظ حجارة الحرة حينما تتأثر بالأشَنَة، فيتغير لذلك لون الصخر إلى اللون الأبيض الضارب للخضرة.

وتنتشر هذه الظاهرة حيث تزداد نسبة الرطوبة في الحَرَّات الشمالية من شبه الجزيرة العربية، لازدياد التساقط هناك، كما تنتشـر عند جوانب الأودية ومرافضها.

 

النهر الجليدي "الثلاجة"

يختص علم الجليد بدراسة الثلاجات الحالية والتي لا تزال في دورة التكوين في الوقت الحاضر.

ومن ثم ينبغي أن نميز بين الأراضي التي تشكلت بالجليد قديما (Glaciated Lands or Terrains) وتلك التي تتشكل به حالياً وتعرف بعدة مصطلحات انجليزية منها (Glacierized ice – Covered  lands – Glacier co-vered lands).

والثلاجة (النهر الجليدي) هي عبارة عن كتلة من الجليد الذي تجمع تجمعاً طبيعياً في شكل وادٍ جبلي محدد الجوانب.

 

وتنساب الثلاجة من منطقة نشوئها في المناطق الجبلية إلى المناطق المنخفضة المنسوب في أودية تتميز قطاعاتها العرضية بشكل حرف U

وتتغذى الثلاجة فوق منسوب خط الثلج الدائم بالثلج الذي ينساب إليها من كل من الأودية الجليدية المعلقة والقمم الجبلية الجليدية القرنية الشكل (Glacial Hrons) والحلبات الجليدية.

وتتصف الثلاجة بأنها نشيطة إذا كان حوضها يكتسب كميات هائلة من الثلج المتساقط عليه سنوياً.

 

ومن بين هذه الثلاجات النشيطة تلك التي تتكون فوق السفوح الجبلية العالية المواجهة للبحار في العروض الباردة مثل ثلاجات جبل سانت إلياس وقمته (Saint Elias) وثلاجات جزيرة كودياك (Kodiak) وخليج ياكوتات (Yakutat) وجوستافوس (Gustavus) وسيتكا (Sitka) وبيترز (Peters) على طول الساحل الجنوبي الجبلي لشبه جزيرة آلاسكا شكل (1). 

وتشاهد الثلاجات الكبرى فوق السفوح الغربية لمرتفعات الألب الجنوبية وفي الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا.

وبعض ثلاجات مرتفعات بناجونيا في القسم الجنوبي من مرتفعات الإنديز وبعض ثلاجات إيسلند والنرويج وإقليم كبنكيس (Kebnedaise) في السويد وبعض الثلاجات الجبلية في مرتفعات شرق سيبريا.

 

وهناك مجموعة أخرى من الثلاجات التي تتكون اليوم كذلك فوق السفوح الجبلية العالية والتي تقع في العروض الوسطى بل ويقع بعضها عند الدائرة الاستوائية، (كمثل الثلاجات الجبلية فوق القمم الجبلية العالية في بيرو ومرتفعات شرق افريقية).

ومعنى ذلك أن الثلاجات تتكون اليوم في المناطق التي تتغطى بالغطاءات الجليدية، التي تشكل سطح الأرض في الوقت الحاضر. 

وأعظم هذه الغطاءات مساحة تلك التي تتكون في القارة القطبي الجنوبية (انتاركتيكا Antarctica) حيث تبلغ مساحتها نحو 14 مليون كم² أي نحو 96 % من جملة مساحة الغطاءات الجليدية الموجودة في العالم في الوقت الحاضر ونحو 10 % من جملة مساحة سطح اليابس.

 

وقدر العلماء الإجمالي للغطاءات والثلاجات والتكوينات الجليدية في العالم في الوقت الحاضر بنحو 24 مليون كم³.

وإذا تعرضت هذه الكتلة الثلجية الهائلة الحجم للانصهار وانسابت مياهها نحو البحر فإن مستوى سطح البحر قد يرتفع بنحو 50 إلى 60 مترا فوق مستواه الحالي.

وأوضح فلينت 1957 (Flint, R. F.) بأن حجم الغطاءات والتكوينات الجليدية خلال مرحلة الجليد الأعظم في عصر البلايوستوسين كان نحو 300 – 400 % مثلاً لحجمها في الوقت الحاضر.

 

هذا وتعد الثلاجة أهم المظاهرات الجيومورفولوجية للتكوينات الجليدية في الوقت الحاضر.

وقد عني الباحثون في علم الجليد بدراسة العوامل التي تؤثر في نمو الثلاجات في الوقت الحاضر وتلك التي تؤدي إلى تراجعها وانكماش امتداداتها.

وتهتم الدراسات الجيومورفولوجية المتيورولوجية والمناخية والمساحة والباليوجرافية وتلك الدراسات، التي تعنى كذلك بتحليل ميكانيكية تحرك الثلاجات ونظمها الحرارية الديناميكية وجيوفيزيائيتها، بتحليل الخصائص المميزة للثلاجات وتطور نموها في الوقت الحاضر وأشكالها الجيومورفولوجية وطرق تصنيفها ومؤثراتها في تشكيل سطح الأرض في الوقت الحاضر ودلالاتها وأهميتها وكيفية الإحاطة من مخاطرها أو الاستفادة منها اقتصادياً.

 

وتتكون الثلاجة في البداية من تجمع الثلج الفقاعي (Bubbly Ice) والذي تتراوح كثافته النوعية من 0.88 – 0.90 جرام/ سم³.

ويتألف هذا الثلج من بلورات يتداخل بعضها في البعض الآخر، وينحصر فيما بينها جيوب هوائية وقطرات من المياه المنحبسة. وتبلغ الكثافة النوعية لهذا الثلج في صورته العامة هذه نحو 0.90 جرام/ سم ³.

كما تظهر تجمعات الثلج الفقاعي إلى أسفل خط الثلج الدائم خلال فصل الصيف. 

 

أما الثلج المتماسك فيتمثل فوق السفوح التي تقع فوق خط الثلج الدائم ويعرف باسم ثلج الحلبات (Firm Ice) ويتراوح سمكه من بضعة أمتار فوق السفوح الشديدة الانحدار إلى عدة مئات من الأمتار في المقعرات الجبلية وأحواض الحلبات الجليدية.

ويطلق على عملية تحول الثلج الفقاعي إلى ثلج شبه متماسك في المقعرات والحلبات الجليدية مصطلح "التجمد الحلباتي" (Firnification)

وإذا عظم تجمد الثلج وتجلده عن ذلك يصبح كتلاً متماسكة الأجزاء ويؤدي إلى تكوين ثلج الثلاجة أو ثلج الوادي أو النهر الجليدي (Glacier – Ice).

 

وتختلف كثافة الثلج المتساقط حديثاً من 0.1 – 0.3 جرام/ سم بينما تتراوح الكثافة في الثلج القديم الأكثر تماسكاً من 0.3 – 0.45 جرام/ سم ويتراوح الكثافة في ثلج الحلبات من 0.75 – 0.88 جرام/ سم.

وتعد عملة تحول الثلج من حالته الهشة المتطايرة إلى الحالة الصلدة المتماسكة عملية مركبة ومتنوعة.

 

فعملية التجمد هذه فوق السفوح الجبلية العالية في العروض الوسطى تتم أساساً عن طريق اندماج الجزيئات الثلجية بعضها في البعض الآخر.

في حين أن لعمليات الاندماج الميكانيكي للذرات الثلجية وإعادة تبلورها ولتأثير الرياح تأثيراً واضحاً في تكوين الثلج المتماسك (glacier – Ice) في العروض الباردة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]