نبذة تعريفية عن أركان الإسلام الخمسة
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أركان الإسلام إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
الإسلامُ هو الدِّينُ الذي خَتَم اللّه به الأديانَ، وفيه تنظيمٌ شاملٌ لعَلاَقَةِ الإنسانِ بربِّه وعلاقَتهِ بالنَّاس.
والأُسُسُ التي يقوم عليها الإسلامُ تكفلُ للإنسانِ السعادةَ في الدنيا وفي الآخرَة. والمبادئُ التي جاء بها الإسلامُ كثيرةٌ، لكنَّ هناك خمسةً منها أساسيّةٌ ولذلك تُسَمَّى "أركانَ الإسلام".
ولا يَسُدُّ عنها غَيْرُهَا في تكوينِ شخصيّةِ المُسْلمِ وقد بَيَّنَها النبيُّ، صلَّى الله عليهِ وسلَّم، بقوله: "بُنِيَ الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه وأنَّ محمداً رسولُ اللّه، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصَوْمِ رمضانَ، وحَجَّ البيتِ مَنِ استطاعَ إليه سبيلاً".
وأَوَّلُ هذه الأركان "الشهادتان" لِمَا فيهما من الدَّلَالِة الصَّـريحةِ عَلَى الإيمانِ باللّه. أما بقيّةُ الأركانِ فهي عباداتٌ بدنيّةٌ أو مَالِيَّة، وهي تزيدُ الإيمان وتُزَكِّي النفسَ وتُقَويِّ أواصرَ المجتمع.
وإذا قامَ المسلمُ بتلك العباداتِ انسجمتْ تَصَـرُّفَاتُه مع إِيمانِه باللّه والتَّمَسُّكِ بدينهِ. وفيما يَلِي بيان لهذه الأركان الخمسة:
الشهادتان: الإقرارُ بالشَّهَادَتَيْن باللِّسان والقَلْب أَهَمُّ الأركانِ، ولفظُهُما: أشهدُ أن لاَّ إله إلاَّ اللَّهُ وأشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسولُ اللَّه.
وإذا اعتقدَ الإنسانُ بِوَحْدَانِيَّةِ اللّه وصَدَّقَ برِسالَةِ محمدٍ، صلى الله علَيْه وسَلَّم، إلتزم كلَّ ما جاء في القرآن والسُّنَّة من الإيمانِ باالملائكةِ والكتبِ السماويةِ والرُّسُلِ واليومِ الآخر، ووجبَ عليه أَن يطيعَ كُلَّ ما أَمَرَ اللّه به وأنْ يتجنبَ كُلَّ ما نُهِىَ عَنْه.
– الصلاة: وهي عبادةٌ تجمعُ بين أقوالٍ مُعَبِّرَةٍ عن الإيمانِ، فيها ذكرُ اللّه تعالَى وتلاوُة القرآن، وبينَ أفعالٍ تَدُلُّ على الخضوعِ للّه: الركوعِ والسجودِ. وهي تُفْتَتَحُ بتكبيرةِ الإحرامِ وتُحتَتَمُ بالتَسْليمِ.
وعلى المسلمِ أداءُ خمسِ صلواتٍ يوميا، وهي الفَجرُ، والظُّهرُ، والعصـرُ، والمَغْرِبُ، والعِشَاءُ. وقد بيَّن النبيُّ، صلّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أوقاتَها وعددَ ركعاتِها وكيْفِيَّتَها، وقالَ: "صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي".
وللمسلمِ أن يؤدِّيَ صلاتَه مُنْفَرداً، ولكنَّ الصلاةَ في جماعةٍ أكثرُ ثواباً. وتصحُّ اَلصلاةُ في أيِّ مكانٍ طاهر، إلاّ أن الصلاةَ في المسجدِ أعظمُ ثواباً وتُحَقِّقُ مزيداً من أهدافِها.
وقد شَرَعَ اللّه يومَ الجمعةِ صلاةً بعدَ خُطْبَةٍ بَدَلاً من صَلاَةِ الظُّهِر، كما شَرَع صلاةً خاصةً لكلِّ من عيدِ الفِطْرِ وعيدِ الأَضْحَى.
– الزكاةُ: وهي نظامٌ مَالِيٌّ يُحَقِّقُ التكافلَ بينَ المسلمينَ حيثُ يُؤدِّي الغَنِيُّ مَبْلَغاً مُعَيِّناً من المالِ لِسَدِّ حاجةِ الفقيرِ، وبذلك يسودُ الحُبُّ والتعاونُ في المجتمعِ. وهي تَجِبُ على مَنْ مَلَكَ نُقُوداً أو ذَهَباً أو فِضَّة، أو سِلَعاً للتجارةِ، أو مَوَاشِيَ (وهي الإبِلُ أو البقرُ أو الغَنَمُ)، أو زُرُوعاً أو مَعَادِنَ.
وذلك بشـرطيْن، الأول: أن يبلغَ ما يملكُهُ منها نِصَاباً مُعَيَّناً، وهو المقدارُ المُحَدَّدُ شَرْعاً ويختلفُ بين مالٍ وآخرَ. والشـرطُ الثاني: أن يَمْضِـيَ عليه حَوْلٌ، وهو مُرُورُ عامٍ قَمَرِيٍّ منذُ التاريخِ الذي اكتملَ فيه النصابُ
– صومُ رمضانَ: وهو الإمساكُ عن الطعامِ والشرابِ وبقيةِ المُفْطِرَاتِ، من طُلُوعِ الفجرِ إلى غروبِ الشَّمس. وللصَّومِ آثارُه في تَقْوَى اللّه، وتقويةِ الإِرادةِ والتعويدِ على الصبِر، والشعورِ بما يعانيه الفقيرُ، ولذا تجودُ النُّفُوسُ خلالَ شهرِ رمضانَ بالإِحسان، وقد شَرَع اللّه في أواخرِه صدقةَ الفِطْر.
– الحَجُّ: وهو قَصْدُ بيتِ اللّه (الكعبةِ) بالسفر إلى مكةَ وأداءِ المناسِكِ، وهي الأَفعالُ التي شَرَعَها اللّه وبيَّنَها الرسولُ، صلَّى الله عليه وسلم، بقولِه: "خُذُوا عنِّي مناسِكَكُم"، وأولُّها الإحرامُ وآخرُها التَحَلُّلُ. ومن أركانِ الحجِّ الوقوفُ بعرفةَ والسعيُ بين الصَّفَا والمَرْوَةِ. والحَجُّ مظهرٌ لوَحْدَةِ المُسْلِمين والمساواةِ بينَهم على اختلافِ بلادهِم وأجناسِهم ولغاتِهم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]