نبذة تعريفية عن أسباب وأعراض الإصابة بـ”مرض الزُّهري”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أسباب الإصابة بمرض الزُهري أعراض مرض الزُهري مرض الزُهري الطب
الزُّهري مرضٌ ميكروبيٌّ مُعْدٍ، ينتقلُ عادةً من شخصٍ إلى آخر عن طريق الاتصالِ الجنسيِّ. سببهُ نوعٌ من البكتيريا المسمَّى «اللَّولبيّةَ الشاحِبةَ»، وهي مِنْ مجموعةِ البكتيريا الحَلَزونيةِ.
والزُّهْرِي مرضٌ مُزمنٌ ومتغيِّرٌ، يمرُّ أحياناً بمراحِلَ كامنةٍ، وأحياناً بمراحِلَ أُخرَى بيّنةٍ ناطقةٍ.
ومدَّةُ الحضانةِ بعد العدوَى هي من أُسبوعينِ إلى أربعةٍ.، وقد تطولُ عنْ ذلكَ. والمرضُ بعدَ ذلكَ يمرُّ بمرحلتينِ: مرحلةٍ مُبَكِّرةٍ، ومرحلةٍ متـأخِّرةٍ.
في المرحلةٍ المبكِّرةِ وتُسمَّى الزُّهري الأَوَّلِيَّ، تظهرُ قُرحةٌ صَلبةٌ على أعضاءِ التناسُلِ، وتكونُ غيرَ مؤلمةٍ، وتلتئِمُ دونَ حاجةٍ إلى علاجٍ.
وبعد ذلكَ بنحوِ شهرينِ يظهرُ الزُّهري الثَّانوِيُّ، وعلاماتُهُ ارتفاعٌ طفيفٌ في درجةِ حرارةِ الجسمِ، وطفحٌ من البقعِ الحمراءِ يُغَطِّي الجسمَ، وتضَّخمٌ في العُقدِ اللَّمْفيَّةِ، وثآليبلُ (بُثورٌ) تشبهُ الأزرارَ في مناطِق الجسمِ الدافئةِ الرّطبةِ (حولَ فتحة الشِّرجِ مثلاً)، وأحياناً تظهرُ قروحٌ سطْحيةٌ على الغِشاءِ المُخاطِيِّ للفمِ والحلْقِ.
أما المرحلةُ المتأخِّرةُ، بعد نحو عاميْنِ منَ البدايةِ، فيأتي فيها الزُّهري الثَّالثيُّ، ويستمرُّ نحوَ عشرةِ أعوامٍ أو أكثرَ، وعلامَتُهُ المميِّزةُ هي «الورمُ الصّمغي»، وهوَ وَرَمٌ مطَّاطيُّ القوامِ مُكَوَّنٌ من نسيجٍ حُبَيبيِّ يصيبُ أنسجةَ الجسمِ المختلفةِ حتَّى العظامِ.
وأخيراً يظهرُ الزُّهري الرابِعيُّ فيصيبُ جهازَ القلبِ والدَّورةَ الدمويَّة (تمددٌ واتساعٌ في شريان الأُوَرْطِي)، أو يصيبُ الجهازَ العصبيَّ (ورمٌ صمغيٌ في الدماغِ، أو شَللٌ عامٌ).
هذا الوصفُ الذي قلناهُ هو الزُّهري المكتَسَبُ، ولكنْ هناك نوعٌ آخرَ نادرٌ، وهوَ الزُّهري الخِلْقيُّ الذي ينتقِلُ إلى الجنينِ من أمِّهِ المريضةِ، وفيه قد يولدُ الطِّفْلُ ميتاً، أو تظهرُ على جلدهِ حُويصلاتٌ وفقاقيعُ، أو يبدو طبيعياً في مظهرهِ ولكنَّ المرضَ كامنٌ فيهِ حتى تظهرَ أعراضُهُ بعد سنواتٍ فيصبُ أنسجةَ الجسم وأجهزتَه كما وصفنَا.
الزُّهري يعتمدُ في تشخيصهِ على فُحوصٍ معمليةٍ للدَّم، وأحياناً لفحصِ السائلِ المخيِّ الشَّوكيِّ؛ هذا بالإضافةِ إلى فحوصِ الأشَّعةِ والتصويرِ الطِّبيِّ.
والزُّهري يستجيبُ عادةً للعلاجِ بدواءِ البنسلينِ في مراحلهِ المُبكِّرةِ، وهناكَ عموماً تناقصٌ في نسبةِ الإصابةِ بهذا المرض في العالمِ. ويُعرفُ مرضُ الزُّهري باسمينِ آخَرَيْنِ «السِفْلِس» و«الإفْرنجي».
وأفضلُ سُبُلِ الوقايةِ من هذا المرضِ القاتلِ، هو تجنُّبُ العلاقاتِ الجنسيَّةِ غيرِ المشروعةِ التي حرَّمتها الأديانُ السماوَّيَةُ. والزواجُ هو الحصنُ الأمينُ للإنسانِ من مثلِ هذ العلاقاتِ المحرَّمةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]